مواضيع مجلة الناقوس- العدد السابع

رابطة أبناء المنخفضات الارترية

الرؤيا والأهداف، واقعية الطرح، الامال والطمو ح التحديات، والانجازا ت

 

بقلم الأستاذ/ عمر عثمان قوع

 إن طبيعة الصراع الارتري – الارتري وجوهره تتمثل في الهيمنة القومية من مكون معين على كافة المكونات الاخرى، وليس مجرد نظام دكتاتوري متسلط على رقاب الشعب، والأدلة والبراهين على ذلك ليس لها حصر، ومنها: لغة الدولة، العطلة الاسبوعية، كل مفاصل الدولة العسكرية والمدنية والتمثيل الدبلوماسي، والبرامج على شاشة الفضائية الارترية اليتيمة، وكل إعلام الدولة الارترية الذي لا يرى فيه مكون آخر من مكونات الوطن سوى المكون الحاكم، باختصار هي هيمنة كاملة على أوجه السلطة والثروة.  

لذا فإن مادعت اليه الرابطة منذ انطلاقتها هو تعديل ميزان الصراع المختل من حيث ضرورة الاعتراف المتبادل بين كافة المكونات الارترية بالحقوق الأساسية، وإدارة التنوع فيما بينها وترسيخ ثقافة الحوار العقلاني بغرض تحقيق التوافق على العقد الاجتماعي من أجل إقامة الشراكة الحقيقية في وطن يسع جميع مكوناته، وتتقاسم فيه السلطة والثروة بعدل وانصاف وتحس فيه بالأمن والأمان وتنعدم فيه الهيمنة بكل اشكالها وابعادها.  

ومنذ انطلاقتها قبل سبعة اعوام عملت على بلورة هذه المفاهيم المتقدمة كمنظمة مجتمع مدني تسعى إلى خلق واقع مختلف يركز فى المقام الأول على تشخيص الأزمة وتحديد أماكن العلة في الجسد الارتري الذي انهكته الاوجاع والمرارات ت والمعاناة فى مرحلة الكفاح الطويلة ثم خيبة الأمل بعد التحرير  نتيجة لاستيلاء قوة الهيمنة القومية على مفاصل الدولة الارترية. 

 كما انها لم تطرح نفسها بديلا للقوة الوطنية الأخرى المقاومة للنظام، بل اختارت فلسفة النضال المدنى الجماهيري الذي يهتم باثراء الحوار وصناعة الوعي بغرض تشكيل رأى عام مجتمعي وانسان مدرك لحقوقه وواجباته وقادر على انتزاعها والدفاع عنها وحمايتها، كل باداواته ووسائله.  

اعتقد اننا كنا قد افتقدنا ذلك الضغط المجتمعى المستنير الذى يعتبر صمام امان وضامن اساسي خلال التجارب السابقة، وولدت رابطة أبناء المنخفضات من رحم ذلك الشعب وهذا المجتمع المعطاء وتلك التجارب النضالية بصرف النظر عن النتائج والمحصلة النهائية،  ولهذا اصطحبت الرابطة فى وثيقتها  كل تلك التجارب واقترحت الحلول ووسائل للخروج  من واقع الاحباط بدل جلد الذات والبكاء على الاطلال، واعتقد ان هذه المفاهيم قد تبلورت لدى  الغالبية العظمى والمستنيرين من أبناء المكونات الارترية التى  تواجه الإقصاء والتهميش والقتل، وهذه هى المحطة الأولى نحو التغيير القادم باذن الله وتوفيقه.  بعدها يأتي ضرورة التركيز  في تفعيل عناصر القوة ووحدة الفعل المقاوم لأصحاب المظالم والحقوق المهضومة من المكونات التى تواجه الإقصاء والابادة حيث أن إعادة الثقة بينها والتفكير بالعقل الجمعى والبحث عن سبل الالتقاء فى برامج الحد الأدنى بين جميع القوة الحية المحسوبة على المكونات الواقعة تحت التهديد فى وجودها – ناهيك الحقوق –  امر فى غاية الأهمية ويستحيل تحقيق أى تقدم فى استعادة الحقوق والكرامة دون شراكة حقيقية وصادقة بين أبناء هذا الوطن. هكذا يقول العقل والمنطق والواقع.

لقد انتبهت رابطة أبناء المنخفضات الارترية لأهمية العمل المشترك والالتقاء على برامج الحد الأدنى وتوحيد الجهود المقاومة للقوى السياسية من خلال خلق مظلة جامعة أمام قوى الهيمنة لتصحيح الخلل الكبير الموجود فى معادلة الصراع الارتري- الارترى وضمنت هذه الرؤيا فى وثيقتها ورسختها بين عضويتها وكادرها، ولكن للأسف لم تتحقق هذه النقطة المهمة والفاصلة فى الصراع حتى الان، وقد يعود ذلك لعوامل تتعلق بطبيعة تكوين القوى السياسية. 

ان رابطة أبناء المنخفضات الارترية رغم خصوصية الاسم الا ان رؤيتها شاملة للوطن فهى ليست مجموعة عنصرية اقصاءية  مثل المجموعة الحاكمة فى اسمرة وليست انفصالية كما يرتبط بذهن الكثيرين أو يتم استنتاجه وتأويله بدون وجه حق، لانها تنطلق من أهمية بناء وطن يسع جميع مكوناته وتسوده الحربة والعدالة والمساواة والشراكة الحقيقية وفق تعاقد اجتماعى لا يستثنى أحدا. 

 

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الثاني أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي متابعة : ماذا حدث لك بعد نجاح العملية …

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *