الناقوس العدد 11 – الشاعر عثمان إدريس وئيرا (أجولاي)

بقلم / الأمين حسن محمد

 

شاعرنا المخضرم عثمان ادريس وئيرا، والملقب بـ(أدْرِيسُورْ)، هو الشاعر (أجٌولايْ) المشهور بين أبناء المجتمع الارتري، وهو شاعر تميز بالشجاعة والكرم والخلق الحسن، وكان يجيد التحدث بطلاقة بلغة الحدارب (بداويت) ولغة النارا بجانب التقرايت. وهو رجل متمكن من أنواع الشعر: الغزل، والمديح، والهجاء، كما عرف بمواقفه الشجاعة.

ولد  الشاعر (أجولاي) في منطقة بركة في قرية (الجَّمعْ ) في عام 1920م ثم انتقل منها مبكرا إلى نهر القاش ونشأ في ضواحي هيكوته بين ثلاثة من أغنى القرى بالثروة الحيوانية آنذاك في القاش وقراشة وهن (أدرْبِيدْ وقَاباتْ واشَّرْبٌوتْ) التي تبعد 7 كيلو مترات من مدينة هيكوتة ، ثم انتقل إلى هيكوته في عام 1957م بعد الطاعون الذي أباد الابقار في المنطقة في 1956م، الذي أباد الكثير من المواشي  ولم يتبقى منها إلا صغارها، وكان السبب في ذلك انقسام الناس إلى قسمين،  نتيجة لجهل البعض منهم بالصحة، فبدلا من يذهبوا  بها إلى بيطري مختص في امراض الحيوانات  ذهبوا للمشايخ لعلاج الطاعون، وكان شاعرنا من ضمن من اقتنعوا بالمشايخ،  وقال شعر كثيراً عن تلك النكبة التي حدثت نتيجة هذا المرض الذي أصيبت به الابقار، وقد هجى شاعرنا هؤلاء المشايخ بما فعلوا، حيث قال:

وَلَتهْ تِيتَلٌو حليل من كينكٌمْ

فقرا لحَجايرْ فرْهٌو لمنيكمْ

الرحمن إتهْ ملكو مدول شركيكمْ

أمْعل وللالي لإبه فرجيكمْ

حَقَايْ وَلَكَرَمْ لإبهْ عيشيكمْ

حسيبكم ربيتو إبهْ لوديكمْ

أب الأمين وحضرا إلا ويأوديكمْ

ترٌو مالو وَهَبى ترو وَكرعيكمْ

_______________

ولته قلبات

كرباجوم أوروتو أدربيد وقابات

أوالد لأوهر بلع مسل درافات

شيخكة إرئيو قبئ اساسات قابات

أما قصة تكنيه (بأجٌولايْ فهو اسم مستعار لمحبوبة شاعرنا، وهو ليس باسمها بل هو من أطلقه عليها، ومعنى كلمة أجَولايْ هي (السيدة التي تمتع بسمات عظيمة: (فهي ثقيلة في حركتها، لا جوالة ولا قوالة كلامها درر وحكم) وهي زوجة شاعرنا عثمان ادريس وئيرا وأنجبت له بنتاً واحدة اسمها (آمنة) وهي صاحبت بيت الشعر المشهور الذي يردده الناس:

أو أمنة دَفْنِينِي قَبْرِينِي

أبوكِي من أنَا أَهٌو إسَّارِينِي

إنْدي إمْكِي قِسْكِي إبْدَقْلاتْ مِئْطِينِي

وبعد 7 سنوات  من زواجهم حدث خلاف أدى إلى طلاقها، والكارثة أنه كان الطلاق االثالث لأنه كان طلقها مرتين نسبة لغيرته الشديدة عليها نظرا لجمالها الفاتن بين أترابها، وبذلك حُرمت عليه إلاَّ بعد ما أن يتزوجها رجل آخر، وأخذ يجري بين المشايخ يمنة وشمالا عله يجد بينهم من يفتى له باسترجاعها، إلا أنه لم يجد بينهم من يقف معه،  وغادرت حبيبته ديارهم دون رجعة، وهنا انفجرت براكين الحب العامر، ولوعة الشوق والحنين، وبدأ يتغني بجمالها وحسن عشرتها  في الايام الجميلة، وانتشر شعره بين القرى والحضر، وهذا جانب من  الغزل في شعره حيث وقال عند رحيلها :

ولت بلدري هتاج دنقرت

وقواريها دمان إبدسة دررت

حتى لمتلوها لقبيل عمرت

رضى ربي بته طرنا إلا ولت

أباه وإما أور ايأرقمت

قروبا ماي أبري كوري إقل فطرت

********

ولته عد مأْدَّنْ

عدنا قيسا منو أسْقٌون وَشَوَكِّنْ

فتايو لريمَيٌّو إقَنَّحْ وإفَطَّنْ

سلَّما شيخ حسن اتمدح وإدَّنْ

********

ولته عد كتب

إله بي هيب اقل كي اركب

نوشي اسارحكي اقل قوقي لسكب

اتكادي سراي حرور ولقطب

نوشي اتمسكو إجياية كتب

*********

وعندما سمع أهلها ما قيل في ابنتهم من أشعار، بادروا بشن هجوم مباغت في منتصف الليل على قريته بسيوفهم بنية قتله، علما بأنهم خيلانه واخوان زوجته، لكنه نجا من تلك الحادثة.

وحول شعره في المواقف والعمل الانساني، استنكر زواج القاصرات عندما تم زواج بنت في عمر 14 عام من رجل طاعن في السن، فقال:

هندسي ديبو دقدقي ديبو

 تشبلاي حيلت ميبو

 ارقي طيمي ديبو

من لعل شيني ديبو

**********

دقليلاي هارف

 مقب اقر تارف

لزمنو حالف

ايسكب ويعارف هندسي ديمو

 

وفي هجائه للمشايخ الذين وثق فيهم وكانوا السبب في فناء ابقاره، قال:

ولتهْ القينا

قطنا وقرارنا هبرم حلينا

اتفقرا لحجاير منقيلنا كرينا

من اساريتات جرطط سافينا

من نادورتات حججف قارينا

دور كم اشرامات اندا أروينا

ودور كم فري اقوار اتهادينا

اسقاد اف حليب سوتل لوالينا

وليليت قشاشة اسبور حليب حاقل رئينا

 

وفي هجائه للمشايخ الذين لم يستجيبوا لطلبه بالعقد له على محبوبته، قال:

اسلافتا كرم وساكبة حمقليلا

شامكي اطبرو ود وئيرا

حسيبو ريتو اتقبل لبيلا

ادق لشين ديمو مسجد ابحشيلا

 

 

وفي مديحه للخواجة الذي انقذ الابقار، من الموت بالطاعون قال:

ولتهْ منادر

بعل أمانه ايكوني سيدنا عبد القادر

بعل امانه ريئكو لطليانات كافر

ابر ودي انت ادني قل باسر

ابستكة حقلت ايليت اور جابر

……….

 

شاهد أيضاً

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

من مواضيع مجلة الناقوس-العدد 11-قضايا

  المعضلة الإرترية المزمنة ومقترح الحل عمر الأزمة: لقد لازمت هذه المعضلة مكونات الشعب الارتري …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *