رابطة أبناء المنخفضات الارترية منظمة مجتمع مدني، تعمل على الدفاع عن حقوق ومصالح مكونات مجتمع المنخفضات والعمل مع المكونات الارترية الاخرى لبناء دولة العدالة والمساواة، في ظل نظام حكم لامركزي دستوري يسع الجميع.
بقلم/ ياسين أمير
الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا خرائطها فهي تحدد تضاريس شخصيتنا تشكل طقوس مزاجنا ومناخات أفكارنا، وتلوّن مساحات الحلم الخضراء في دواخلنا، وتظلل مناطق اليأس الجدباء في فجاج النفس فتفجر أنهار العطاء، وترسي جبال العزم أن تميد بها أرض الصعوبات، وتجري بحارا من الخيال والرؤى فنبحر عبر سفن التصورات ناشرين أشرعة من جزر الشك ومد اليقين وصولا لشواطئ المعرفة..
والجغرافيا في قصة الخلق كانت المنشأ حين أُخذ ترابنا من أديم الأرض فكان آدم ثم كنا، وحين قتل أخانا الأول ووريت سوءته في شق من الأرض عائدا الى حيث منبته وتوالت علاقتنا العضوية بالأرض..
وفي أدب الجغرافيا أن ” الانسان ابن ببيئته ” والمنخفضات بيتنا وبيئتنا ننزل سهلاً ونحل أهلاً، نحازي ساحلاً ونوازي قاحلاً من الأرض حين جفاف نبحث فيها عن الماء إن عزّ في الأرض طلبناه من السماء.. ونطلب الكلأ، ونقصد الملأ الذين نجد فيهم ملامحنا،
ومن رحم الجغرافيا يولد التاريخ نتاج عطاء الانسان ومعطيات المكان.. وهناك في المنخفضات نشأت معادلات الجغرافيا والديموغرافيا في فاتح سبتمبر حين فُتحت كوة في جدار الجغرافيا وصفحة في كتاب التاريخ فأنبتت الأرض ثوارا زادوا عن حياضها سقوها عرقا ودماء في مواسم الظمأ، وأظلوها بنضالهم من هجير الغزاة، ونشروا عليها معاطف العزة في ليل العداء البارد الذليل، وعالجوا تعرجات المسالك باستقامة السلوك،، وقابلوا تقلبات الظروف بالثبات على المبادئ .. وازنوا قسوة الطبيعة بلين الطباع، وعكسوا معادلات الانحدار فكان انسياب الثورة من أسفل المنخفضات الى أعلى المرتفعات.. واجهوا آلات الموت بآليات الحياة.. أعادوا ضبط المقاييس.. وصياغة النواميس وأدرجوا في القواميس نصا مفاده أن انخفاض الأرض يعادله ارتفاع الهمم
