كثر في الاونة الاخيرة اسئلة ما في الاوساط السياسية الارترية تلمح الى وجود خطه ممنهجة وموزعة الادوار من ( الشريك الاخر ) وكان دائما السؤال الابرز ماذا يريد الشريك الاخر من ارتريا ؟!
ربما يقف المراقب الوطني الارتري (حادي لبي) مستغربا للوهلة الاولى ازاء هذا السؤال الذي يدل في ظاهره على من خط هذه الاسطر يريد شرا عظيما لبلد عظيم تسوده العدالة والعيش المشترك والانصهار الوطني التام ولكن ليس هذا الا استغراب باطل ساحاول استجلاءه خلال السرد ادناه.
اهمية المسلمين في ارتريا غنية عن الشرح والتعريف فهم المضمون والمعنى لكلمة ارتريا ولولا وجود المسلمين في تلك البقعة الجغرافية لما وجد كيان سياسي بهذا المسمى في اطلس الخارطة السياسية والمتطلع في التاريخ السياسي لمنطقة القرن الافريقي يجد مايغني عن الشرح.
وادراكا منه لهذا كان المحتل الاثيوبي طيلة فترة الكونفدراليه يمارس سلطته المركزية بقهر وظلم بيّن للمسلمين حيث كانوا يرزحون تحت الاذلال والعزل والاقصاء عن الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في الوقت الذي كان يؤهل ويشجع (الشريك الاخر) على ملئ الفراغ وعلى تعقب ومطاردة رموزهم الوطنية الرافضة للاحتلال .
حتى اذن الكفاح المسلح بقيادة الرمز الوطني حامد ادريس عواتي واحداث تلك الثورة التي التف حولها كل المسلمين مؤكدين للعالم ان ارتريا لم تكن يوما جزء من اثيوبيا , ومنذ ذلك الحين والمسلمين بارتريا اصبحوا هم الصوت الوحيد الذي ينادي بالحق في الاستقلال ناشدين تكوين دولة العدالة والمساواة في إرتريا المستقبل , حيث كانوا هم دائما الدم النازف من الجرح الارتري والقضية الارترية , في الوقت الذي كان فيه (الشريك الاخر) يتربص بهم وبثورتهم شرا حين كان مؤشر بوصلة مصالحهم متجها نحو اثيوبيا.
ولم يسالوا حينها .. ماذا يريد الشريك الاخر من ارتريا؟
الى ان اتفق واجمع ساسة (الشريك الاخر) عام ١٩٧١ تحت راية (نحن واهدافنا) الشرطية لمواكبة مسيرة الثورة والتي تختصر من مسماها الاجابة على الاف الاسئلة من تساؤلات ساسة اليوم , وتم حضانة تلك الوثيقة داخل الثورة وهي تكبر كالجنين في رحم امين الى ان اعلن عن ميلاد ذلك المارد في عام ١٩٧٥ الذي خرج مطالبا براس امه.
ومنذ ذلك الحين ولا تزال الساحة الارترية تشهد عبثية ومراهقة وتبعية الشريك الاخر دون ان يتجرا احد عن سؤال ماذا يريد الشريك الاخر من ارتريا؟.
ساختصر كثيرا مراعاة لانسان عصر السرعة وحرصا على المضمون واقول عتبي على مثقفينا ونخبنا الذين لا يقومون بواجبهم لتبيان المحطات التي اوصلت الوضع الى ما نحن عليه.
ولم يجيبوا على السؤال … ماذا يريد الشريك الاخر من ارتريا ؟