بيان بمناسبة الذكرى (51) لمعركة تقوربا الخالدة

صادر عن مكتب إعلام رابطة أبناء المنخفضات الإرترية

 23

 في وقت يزداد فيه دوران رحى معاناة شعبنا ، ويزداد جرح المأساة على أرضنا التي رويت بأنهار من الدم لتنعم بالأمن والسلام يُقدِم نظام الطغاة في أسمرا على جرائم جديدة بتجريف الارض من عمرانها وتهجير أهلها ومواطنيها  لتضاف الى عار سجله الأسود المنتهك لحقوق أبناء شعبنا أرضاً وثقافة وديناً وأمناً واستقراراً ، حتى غدا ذكر أسم إرتريا في ظل هذه الطغمة يرتبط على الدوام باجترار مآسي الموت والدمار والنزوح وانتهاك كافة الحقوق التي كفلتها الشرائع الدولية وناموس الإنسانية ، وهذا ما رتب ويرتب علينا كورثة شرعيين وأصليين لا تحجبنا إجراءات وافتئات عقلية الهيمنة والإقصاء المنحرفة والمغرضة ، من تحمل المسئولية الكاملة للتصدي الحازم لهذه الطغمة الدكتاتورية الطائفية الشوفينية ومن يصطف معها من معوقي الضمير لانتزاع الحقوق ، وهذا ماتسعى إليه الرابطة من خلال مانادت به في وثيقتها الداعية لرفع مستوى الوعي بالحقوق والمصالح ورفع المظالم بالعمل مع بقية المكونات الإجتماعية وقوى المعارضة الإرترية لإنقاذ أهلنا من براثن التعسف والجور والإجرام ، وبناء الوطن على أسس صحيحة قوامها الإقرار والإعتراف بالتعدد والتنوع وحق مكونات شعبنا في القسمة العادلة سلطة وثروة لإقامة دولة العدل والمساواة التي يستحقها هذا الشعب المناضل .

ونحن كرابطة أبناء المنخفضات الإرترية إذ نعد لإحياء المهرجان السنوي الأول لانطلاقة مشروعنا التاريخي المتمثل في وثيقة جمع الشمل نقف في هذا اليوم الخامس عشر من مارس 2015م لإحياء الذكرى (51) لنبقي جرح الذاكرة الجمعية لمجتمعنا مفتوحاً لاستلهام العظة والعبرة من أول معركة بطولية خاضها أهلنا وأبناء شعبنا الباسل ضد كتيبة نظامية من قوى الإحتلال الإثيوبية جهزها إمبراطور إثيوبيا المقبور بالعدة والعتاد المتطور مقارنة مع ما كان في أيدي مقاتلي ثورتنا العملاقة أراد منها أن يقضي على الثورة وكسر شوكتها ، بعد أن سولت له نفسه المتعجرفة أن ثورة إرتريا وانطلاقتها العزوم في الفاتح من سبتمبر 1961م ما هي إلا محض مغامرة سيقضي عليها في مهدها ، فالتقى جمع الإيمان والإرادة الوطنية الراسخة من رفاق القائد الشهيد حامد إدريس عواتي يقودهم الفارس الشهيد محمد على ادريس (ابو رجيلة) ، بصف العدوان المارق والمتطاول من زمر جيش الإحتلال الإثيوبي في منطقة تقوربا ، فدارت رحى معركة عزوم بين الحق والباطل ، بين إرادة شعبنا الذي خرج لينتصر ولن يقبل لتحرير أرضه بديلا ، وبين اللصوص والمأجورين من فلول العدو المدعومة بالعملاء ممن باعوا الضمير والأخلاق .

 إن ما تشكله معركة تقوربا الخالدة في التاريخ الوطني لمسيرة الكفاح التحرري الباسلة ، يمثل درساً بليغاً يتطلب الوقفة المتأملة واستنباط الأبعاد المستفادة منها كمنازلة ومعركة رسخت إرادة مقاتلينا بعد أن اختبروا ميدانياً أن الغلبة لا تكون أبدا للعتاد والعدد ولكن تحسمها الإرادة  والإيمان ، وان الدكتاتوريات والمتجبرين والمستعلين لا تسعفهم الحصون والجيوش من المصير المحتوم عليهم بالاندحار أمام إرادة الشعوب ، وهكذا سيكون مصير النظام الطائفي المجرم الذي يغمره الطيش وسكرة الاستعلاء إذ يتصور أن سنوات حكمه الجائر ستكون كافية لمحو وإسقاط حقوق مجتمعنا وشعبنا التي تغوّل عليها عبر فرمانات غير شرعية سوق عبرها سرقة الأرض ونهبها وتجريفها وهجر منها أهلنا وشعبنا في الفيافي والبحار فضلاً عمن يئنون في معسكرات اللاجئين في دول الجوار . ونعتقد جازمين أن كل الزبد الذي يرغي به النظام واعوانه وأزلامه وأغطيته عبر المنابر الإعلامية وغيرها سوف لن يسد مثقاب إبرة في جدار وحصون النظام الداخلية والخارجية التي تعاني تصدعاً مستمراً وتهشماً في أسسها الباطلة .

            وإننا في رابطة أبناء المنخفضات الإرترية إذ نقف باعتزاز وتقدير وإكبار لهذا اليوم الأغر في تاريخ وسفر شعبنا ، فإننا نتقدم عازمين بنفس روح الآباء الذين افتتحوا لنا عصر الثورة والنصر والتحدي لمواجهة النظام الدكتاتوري وفلوله الضالة التي تحاول إطالة أمد معاناة شعبنا .

 

تحية الاعتزاز والفخار بمعركة المجد في تقوربا

الرحمة على شهدائها وشهداء ثورتنا الباسلة في مسيرة التحرير

الخزي والاندحار للنظام الطائفي الإستيطاني واعوانه

 

مكتب اعلام الرابطة

15/3/2015م

شاهد أيضاً

أيقونة الثورة الإرترية-القائد الرمز حامد عواتي

من مواضيع مجلة الناقوس -العدد الحادي عشر بقلم / رمضان ياسين   لا يختلف شخصان …

تهنئة

تتقدم اليكم رابطة ابناء المنخفضات الإرترية باصدق التهاني القلبية بمناسبة عيد الاضحى المبارك، سائلين المولى …

تقرير أخباري عن الدورة 53 لمجلس حقوق الانسان – جنيف 14 يونيو-14 يوليو

ضمن فعاليات الدورة 53 لمجلس حقوق الانسان، انعقدت الجلسة الخاصة بمتابعة حالة حقوق الانسان في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *