أيقونة الثورة الإرترية-القائد الرمز حامد عواتي

من مواضيع مجلة الناقوس -العدد الحادي عشر

بقلم / رمضان ياسين

 

لا يختلف شخصان بأن البطل الثائر حامد عواتي رائد النضال الارتري ولولا مبادرته الجريئة لطوانا النسيان في غياهب الظلم الاثيوبي. لقد اجترح عواتي وصحبه الاشاوس طريقاً عبدُوه بدمائهم الطاهرة، من اجل ان ننعم بالحرية ًوالسلام والعدالة، انه فجر ايلول الساطع لحظة انجلاء الظلمة وانبثاق النور.. ومازال الوعد بحلم وخير وفير.

الصورة (ايقونة الثورة الارترية) للقائد حامد عواتي والتي التقطت له، ابان خدمته في الجيش الايطالي، قد تكون الصورة الأهم في حياة كل ارتري لما تبعثه من قيم، ومعاني الاقدام، والتضحية، والبسالة.

وتعتبر هذه الصورة من الناحية الفنية عملا فنيا ً بارعاً.. من حيث زاوية التقاطها ورمزية الحصان (القوة، والثورة، والاخلاص) والعنق المشرئبة، والنظر للأفق البعيد للقائد حامد وكأنه يستشرف في غيهب الزمان مجده التليد.

لعل كل هذه العناصر جعل وقعها في النفوس عميقاً، فأصبحت شعاراً للثورة وتعبيرا صادقا عن روح النضال، كانت تعج بها ادبيات (جبهة التحرير الارترية) البوسترات والمجلات وتعلق في المناسبات والاحتفالات الثورية.

أليس يقال بأن الصورة بألف كلمة.. لان البصر احد اهم حواسنا فلا شك ان تأثير الصورة سيكون احد اهم ادواتنا المعرفية. ذكر المفكر الفرنسي ريجيس دوبرييه في مستهل  كتابه (الصورة موتها وحياتها )هذه الحكاية ( في يومٍ من الايام طلب احد اباطرة الصين من كبير الرسامين في القصر محو الشلال الذي رسمه في لوحة جدارية ، لأن خرير الماء كان يمنعه من النوم  ) واردف قائلا (ونحن الذين نعتقد في صمت اللوحات لابد ان نقع تحت فتنة هذه الحكاية ) . يقول الناقد صلاح فضل في كتابه (قراءة الصورة)  (إن ايقاع الصورة وهيمنتها على حياتنا المعاصرة ، وتوجيهها لأهم إستراتيجيات التواصل يجعلانها بؤرة انتاج المعنى في الثقافة المعاصرة فمن يملك المناورة بالصورة والتحكم في انتاجها يستطيع ادارة الموقف لصالحه ) .

الا أن الطغمة الاستبدادية الحاكمة في اسمرا قد أزعجهم جمال هذه الصورة وسطوة حضورها، فلم يعيروها اهتماما، بل وحاولوا التشكيك بها بطرح صورة موازية للتقليل من اهميتها، وذلك لأنهم لا ينظرون الى الوطن الا من زاوية أحادية، حيث همجية التفكير وضيق الأفق تجاه فسيفساء المكون الارتري.

 

تذكرنا (الصورة الايقونة) للقائد عواتي بصورة الثائر العالمي (غيفارا) والذي ترافق نضاله ونضال عواتي، ثائرا ضد الظلم والطغيان في قارته (امريكيا الجنوبية) حيث امتد صيته الى كل ارجاء العالم واصبحت صورته رمزاً للثورة والثوار. وصفه الزعيم الوطني نيلسون مانديلا (بأنه مصدر الهام لكل انسان يحب الحرية).

 

يقول الكاتب محمود الصباغ (حافظت صورة غيفارا على القها ومقاومتها الذاتية المنطلقة من الخصائص الكامنة لصاحب الصورة، قصة حياته وظروف قتله، الوجه الانساني المليء بالتعابير العميقة التي لا يمكن تجاهلها. الأمل الذي كان ومازال يمثله للكثيرين في هذا العالم، تفانيه وعدم خضوعه لإغراءات القيادة او البحث عن مجدٍ شخصي. كل هذا اجتمع ليكتب النجاح للصورة ويحولها الى ايقونة للثورة والتمرد).

تتطابق كثيراً منً حياة البطل عواتي والثائر غيفارا حيث النضال، ونكران الذات، ونصرة الضعفاء، والمظلومين.

ستظل صورة عواتي (ايقونة الثورة الارترية) عصيةً على الطمس والتزوير، نطوق بها اعناقنا واعناق الاجيال القادمة، تجسيدا وعرفانا للمبادئ التي ضحى من اجلها عواتي ورفاقه.

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الثاني أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي متابعة : ماذا حدث لك بعد نجاح العملية …

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *