كلمة الخبير الالماني في الشأن الارتري – السيد / غوتنر شرودر

gunter shruder2

ابتداءا، أتقدم بالشكر لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية، فرع ألمانيا على دعوتي للحضور بينكم هنا،

ظللت متابعا للأحداث في القرن الإفريقي، وبصفة خاصة الأحداث والتطورات في إريتريا منذ سبتمبر 1965م وهو ما يعني خمسين عاما من المتابعة المستمرة للشأن الإرتري، وأنا الآن في السبعين من العمر وقد ارتبطت ارتباطا وثيقا بإرتريا طوال حياتي منذ أن بلغت سن الرشد، لقد عشت مع الجبهة الشعبية في ثمانينيات القرن الماضي في مناطق العمليات، متتبعا أثر الحرب ، ثم عملت لمدة عشر سنوات في المنظمات المدنية بألمانيا مع اللاجئين الارتريين والاثيوبيين، وبعد العام 1991 عملت في إثيوبيا في مجال التنمية مع وكالة التنمية الألمانية ، وفي عام 2000 تم طردي من إثيوبيا بسبب مواقفي المناصرة لإرتريا ، وكنت دائما مرتبطا إرتريا أرضا وشعبا، وبطبيعة الحال كنت متواصلا مع  كافة التنظيمات السياسية، وبالرغم من أنني أيدت الجبهة الشعبية في الثمانينات لأنني كنت أرى أن الجبهة الشعبية هي التنظيم الوحيد الذي يمكن أن يخوض الحرب ضد المستعمر الإثيوبي غير أنني ظللت متواصلا مع التنظيمات الإرترية الأخرى ، وفي نوفمبر 1991م كنت أول أصدقاء الثورة الإرترية الذي تم منعه من الدخول إلى إرتريا  المحررة لأنهم لم يكونوا راضين عن تقييمي للأوضاع ، وفي وقت لاحق سمحوا لي بالدخول ولكنهم عادوا فمنعوني من الدخول مرة أخرى لأنني كنت متمسكا بتقييمي المستقل للأوضاع ، وبعد نهاية الحرب مع إثيوبيا عام 1991م كان أصدقاء إرتريا بجانب الإرتريين أنفسهم كانوا جميعا يأملون بالمصالحة الوطنية بعد الحرب الطويلة لتضميد جراح كل الإرتريين من أجل خلق دولة مستقلة ومزدهرة تحتضن جميع الإرتريين على اختلاف قومياتهم وأديانهم ليعيشوا معا على قدم المساواة، غير أن كل هذه الآمال قد خابت، وبدلا عن ذلك، فإن ما حدث بعد مايو 91 هو تكريس لدكتاتورية الحزب الواحد والفرد الواحد، والتي ما تزال تهيمن على إرتريا حتى اليوم، حيث تم سلب الحقوق السياسية لكافة أبناء الشعب الإرتري، إلا أن نصف الشعب الإرتري يعاني من اضطهاد مضاعف ليس فقط بالمعني السياسي العام ولكن أيضا فيما يتعلق بحقوقهم كمجموعات لغوية وثقافية ودينية ، كما انتزعت منهم أراضيهم لصالح النخبة الحاكمة والتي تمثل النصف الآخر من معادلة الثنائية الإرترية .

gunter shruderوقد ظلت المعارضة الإرترية ضد النظام تحاول منذ سنوات عديدة أن تأتي بالبديل الذي يخلف النظام الحالي، وأنتم تعلمون أكثر مني بأن كل تلك المحاولات لم تكلل بالنجاح مع الأسف الشديد، ولهذا فإن بعض أصدقاء إرتريا قاموا في الآونة الأخيرة بمبادرة لتسهيل التواصل واتخاذ خطوات عملية لتعزيز العمل المشترك وتقوية الوسائل لإحداث التغيير في إرتريا، والإستعداد للتغيير الذي سوف يأتي حتما، وتأتي ضمن هذه الجهود مبادرة معهد فيلسبيرغ الذي اعتبر نفسي أحد أعضائه حيث قدم الدعوة للمنظمات الإرترية للمشاركة في سمنار فرانكفورت الذي شاركت فيه رابطة أبناء المنخفضات الإرترية،  وكانت نتيجة هذا السمنار إيجابية جدا ، وسوف نواصل العمل على ذات النسق، وأتمنى من كل قلبي بأن التغيير سوف لن يأخذ خمسة عشر سنة أخرى لأنني أود رؤية إرتريا قبل أن يتوفاني الله وأن نحصل على إرتريا التي حلمنا بها في العام 1991م

وأخير،  اسمحوا بالتطرق إلى قضية واحدة، هناك العديد من الشباب الإرتري الذي قدم إلى ألمانيا  كلاجئين في غضون السنوات القليلة الماضية، والحكومة الألمانية  بدأت بجمع المعلومات عبر وكالة العمل الألمانية  بهدف تقييم عملية التدريب المهني للشباب الإرتري ،وذلك لتسهيل دمجهم في عملية التدريب المهني ومنها إلى سوق العمل الألماني ، ولدينا بعض الشباب الإرتريين الذي حصلوا على التدريب المهني في إرتريا من خلال مدارس التدريب المهني في حقات وغيرها، وهؤلاء قد قاموا بالإبلاغ عن الخبرات المهنية التي لديهم، بالرغم من عدم وجود شهادات لدى بعضهم ، علما بأن وكالة العمل الإلمانية تم توجيهها لتأخذ هذه الخبرات بعين الإعتبار، وهناك محاولات لإجراء عملية تقييم لهذه الخبرات من أجل تسهيل اندماج هؤلاء الشباب اللاجئين ، وبصفتي أحد الخبراء بالشأن الإرتري هنا في ألمانيا فقد تواصلت معي وكالة العمل الألمانية وطلبت مني إنشاء ملف متخصص في مجال التدريب المهني في إرتريا لتمكين وكالة العمل الألمانية من التعرف على الخطوط الإسترشادية لكيفية تقييم الخلفية المهنية للشباب الإرتري  اللاجئ، وتمكينهم من الحصول على الشهادات البديلة كيفما اتفق، وأنا  الآن أبحث عن الشباب الإرتريين الذين حضروا دورات تدريبية في مركز ساوا للتدريب المهني أو أي مركز آخر للتدريب المهني في إرتريا خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، وإذا كان بيننا  في هذه القاعة أحد من الحضور بهذا النوع من الخلفية في التدريب المهني فأرجوا أن يتواصلو معي في وقت لاحق، وأظن أن هذه المبادرة التي تقوم بها الحكومة الألمانية لمقايسة وتقييم الخلفية المهنية للشباب اللاجئين مهمة جدا لأنها سوف تساعدكم على الإندماج السريع وللحصول على التدريب المهني الإضافي ومن ثم سهولة الحصول على الوظيفة.

وشكرا جزيلا

شاهد أيضاً

البيان الختامي لاجتماع الجمعية العمومية لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية 22 أبريل و 6 مايو 2023 م

انعقد اجتماع الجمعية العمومية (المؤتمر) الثاني لرابطة ابناء المنخفضات الارترية تحت شعار (نحو التوافق على …

تقرير أخباري عن ندوة رابطة أبناء المنخفضات الإرترية -استراليا-ملبورن

أقامت رابطة أبناء المنخفضات الارترية – فرع استراليا مساء السبت الموافق 11/02/2023م بالقاعة الرئيسية في …

الأمسية الثقافية لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية-أستراليا – فرع أدلايد

أقام فرع الرابطة بمدينة أدلايد بتاريخ 28 يناير 2023 أمسية تراثية ثقافية، حيث تم عرض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *