يا خبر اليوم بفلوس بكرة ببلاش …

esseias afewerki4

بقلم الاستاذ محمد ناود

كل شيء قابل للقراءة .. هذا هو المنطق دائما ان تستنطق الاشياء والاحداث دون ان تعبأ بعجز الاخرين عن القراءة والتي هي ايضا مادة خصبة للقراءة .. بالطبع حدث اليوم في الساحة الارترية هو غياب اسياس وتواريه عن الانظار وانقسام الشارع الارتري في مدى اهمية متابعة هذا الامر من عدمه رغم قلة الاحداث وندرتها في الخبر الارتري فالعديد من المواقع استخفت بهذه المتابعة واعتبرتها عقيمة ونوع من الهوس الذي يفسر ضعف المعارضة والمهتميين بالشأن الوطني .. وطبعا هذا التحليل أخذ الطابع النخبوي المتعالي بمعرفته وفهمه الوصائي الذي يجب ان يسترشد به قراءة وتحليلا !!

مع اننا شعب لا يملك من معلومة وطنه الا النذر اليسير و بالفرازة كما يقال بالعامية نظرا لطبيعة مفهوم الدولة لدى الطغمة الحاكمة ومجموع الشعب بكل اطيافه وكيفية التعامل مع مجريات الحدث وتداوله ضمن سياقات الخبر … رغم كل هذه الندرة فان الدعوى الان تحتم بان لا نتعاطى مع الخبر الوحيد المتوفر والاكيد عن هذا الوطن .. اختفاء اسياس ؟!!

اذا كانت هنالك فعلا نخبة سياسية تهتم فان حدث بمثل هذا يجب ان يوظف التوظيف الصحيح في قراءة المشهد الماثل اليوم والذي اصبح قطعا لا يعني ارتريا لوحدها اختفاء اسياس او ظهوره وان الرجل ليس محل اهتمام الارتريين وحدهم الان حتى يتسنى له التسلية وممارسة لعبة الغميضة مع عياله من المعارضة ومراهقي السياسة كما يحلو للبعض ان يصف الحال وان هذا واحدة من اساليب الالهاء التي يلجأ اليها بين الفينة والاخرى حتى يجعلنا رحى مزاجيته ونوبات الزهج السياسي لديه فيروح بنا عن كآبته واكتئابه .. المشهد اليوم اكثر جدية للقراءة والاستنباط فهنالك نذر حرب شبه كونية على تخوم سواحل الوطن وجزر ارترية تكاد تغرق وتتداعى اطرافها من مستلزمات هذه الحرب .. وتوقعات دولية معقودة بخطوة سيادة السيد الرئيس المختفي !! فهل يجوز قراءة كل ذلك ضمن استغمائية الرجل وهوايات الالهاء للداخل؟ .. كيف جاز للبعض ان يكتفي بسطحية هذا الاختفاء وبين الفينة والاخرى تتطالعنا صفحات تتهم ارتريا او تسترضيها للدخول ضمن محاور الاحلاف المطروحة بقوة والتي لا توفر اي جهد استرضائي للحاق بها .. هل من كل هذا المتوافر من المواضيع الساخنة والمغرية جدا ان يكون خيار الرئيس اسياس ممارسة لعبة الالهاء لمجموع شعبه الشغوف جدا باستغمائيته .. يجب ان نراجع مكامن الخلل والعطب التي خلفها هذا النظام في عقولنا وجعل الاستعدادية في قراءة خطوات بعضنا باحترافية عالية والاكتفاء ب( يا خبر اليوم بفلوس بكرة ببلاش ) في كل ما يتعلق بخطوات النظام ..

بظني الامر اعمق من هذا الاستنتاجات المتكاسلة والمريحة والتي لا تخلو طريقة الافتاء بها من الصلف النخبوي الذي يحاول ازدراء مجرد محاولة القراءة والاستنتاج لدى المهتمين بشان وطنهم ومصيرهم المتعلق ولو بقشة .. حتى لو كانت هذه القشة اختفاء اسياس

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

تعليق واحد

  1. أحييك الأستاذ ناود على هذه القدرة المبهرة في قراءة احداث الساعة في الواقع الإرتري . فالحاكم بأمر الإله أفورقي الذي برع في إذلال العباد قد هدته قريحته في ابتداع وسيلة أخرى للترويح عن شعبه تكفيراً عن عقدة الذنب التي اكتسبها بعرق جبينه وليس منة من أحد في ظاهرة الإختفاء الإختياري ، لكن صدقت ليس كل مرة تسلم الجرة ، فنذور الحرب والويلات تحيط بالمنطقة من كل جانب ، فالسيد الرئيس إلى جانب براعته السابقة قد برع في اللعب بالبيضة والحجر في ممارسة السياسة أو لعب الثلاثة ورقات ، فكما نجح في إجبار أشد غرماء السياسة في المنطقة للتعامل معه ( إسرائيل وإيران ) ، هاهو يحاول هذه المرة الخروج إلينا من محاولة إختفاءه بما يعينه من الإفلات من المأزق الذي وقع فيه بجبر ما انكسر من بيضاته لتحسين علاقته مع دول الجوار التي تحالفت للتخلص من الخصوم ، مخافة أن يطاله الشرر المتطاير منها . فهل يستطيع جني أسياس الذي يلجأ إليه في خلوته هذه المرة من إنقاذه ؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *