رابطة أبناء المنخفضات الارترية منظمة مجتمع مدني، تعمل على الدفاع عن حقوق ومصالح مكونات مجتمع المنخفضات والعمل مع المكونات الارترية الاخرى لبناء دولة العدالة والمساواة، في ظل نظام حكم لامركزي دستوري يسع الجميع.
ضمن جلساتها النقاشية الشهرية، استضافت مجموعة اقرأ وارتق الثقافية الإرترية ، الكاتب والروائي السوداني- الإرتري حامد الناظر مساء الجمعة 17 أبريل 2015م في إحدى قاعات الحي الثقافي-كتارا بالعاصمة القطرية الدوحة، وذلك لمناقشة روايته ” فريجُ المُرر” التي صدرت حديثا عن المركز الثقافي العربي في بيروت وحصلت على جائزة الشارقة للإبداع العربي وجائزة فودافون قطر للرواية للعام 2014م.
تدور معظم أحداث الراوية في مجاهل حي من أحياء مدينة دبي، فريج المرر، إذ يأتي إليه كل من لفظته الحروب والأوضاع الإقتصادية المزرية من كل دول القرن الإفريقي، الشخصية السودانية متمثلة في شخصيات الطيب وعباس وجمال ( مجنون ليلى) ومجدي هم الأكثر حضورا في أحداث هذه الرواية، غير أن الفتيات الإثيوبيات، أستير ، بيتي، سارا، سلام و إيلسا يشكلن خلية النحل الأكثر حيوية في تشكيل الخيوط السردية العذبة للرواية، هناك أيضا حمد المري المواطن الإماراتي الذي اجتذبته رائحة البن الحبشية إلى هذا السوق وإلى مقهى ” الزمن” تحديدا وظل يتردد عليه بشكل يومي ولكنه خرج من الجانب الآخر لهذا السوق مكسور الفؤاد.
أستير الإثيوبية ليست كذلك في حقيقة أمرها، إنها في الواقع إرترية خالصة، إذ لا تزال تحمل تميمة (حجابة) تم تعليقها على صدرها وهي لا تزال طفلة رضيعة، لكن الحرب كانت لها بالمرصاد إذا قذفت بها في حضن عائلة إثيوبية في قلب أديس أبابا بعد أن ماتت أمها وأبيدت عائلتها في إحدى المجازر التي تعرضت لها القرى الإرترية على يد الجيش الإثيوبي.
أكثر ما يلفت القارئ هو ، أن المكان ” فريج المرر” هو البطل الحقيقي والفاعل الرئيسي في أحداث الراوية، فهو الذي يفرض شروطه على القادمين إليه، وجميعهم لا يملكون من أمرهم إلا اللحظة التي يعيشونها، الزمن في رواية فريج المرر هو كائن عبثي مبتور عن التاريخ وعن المستقبل، الزمن هنا، هو اللحظة التي يتصارع الجميع من أجل الفوز بها والإنتصار من أجلها.
وقد كانت جلسة الجمعة الأخيرة نقاشية ثقافية بإمتياز، حيث ضجت القاعة بحيوية وتبادل شيق للحكاوى والظلال الإبداعية السردية التي تركتها الرواية في نفوس القراء، الكاتب كان حاضرا بين القراء والرواية بكل تفاصيلها وتفاعلات أحداثها وشخوصها كانت حاضرة بعمق أكبر، وقد ساعدت أريحية الكاتب وتواضعه الذي كسر حاجز الرهبة بين القارئ والكاتب، حيث اندمج الكاتب مع القراء وأنصت لما جادت به قريحتهم، استمع إلى تساءلاتهم وقدم شرحا مفصلا لكل استفساراتهم بما ذلك الظروف التي أحاطت بولادة الرواية،
جدير بالذكر أن مجموعة “اقرأ وارتق” هي مجموعة إرترية تهتم بالقراءة الحرة وتعمل على التشجيع على القراءة والحوار وذلك بقراءة كتاب كل شهر ومن ثم منا قشته علما بأنها مجموعة “قراءة فقط” وقد ناقشت في وقت – الهوايات القاتلة للكاتب أمين معلوف – كيف نختلف للد كتور سلمان العودة – نهاية طاغية لنجيب الكيلاني –المجمتع المدني دراسة نقدية – للدكتور عزمي بشارة بجانب رواية فريج المرر للروائي والاعلامي حامد الناظر. إلا أنه هذه هي المرة الأولى التي تناقش فيها كتاب بحضور كاتبه وقد كانت تجربة مثمرة ومميزة.
كيف استطيع الحصول علي نسخة رواية فريج المرر