في السابع عشر من فبراير 2024 م عقدت رابطة أبناء المنخفضات الإرترية – فرع ملبورن ندوة بعنوان (طبيعة الصراع وحقوق المكونات) قدمها الأستاذ حامد عمر إزاز رئيس الإدارة التنفيذية للرابطة، التي تناول فيها طبيعة الصراع في المنطقة الذي يتسم بالهيمنة القومية على مقاليد البلدان سلطة وثروة وإقصاء بقية المكونات الاجتماعية، الأمر الذي أدى للفشل الذريع في بناء دول العدالة والمساواة التي تحترم حقوق مكوناتها.
وأشار إلى أن طبيعة الصراع في المنطقة هو بين المكونات الاجتماعية التي تعمل على الدفاع عن حقوقها ومصالحها وقوى الهيمنة القومية التي تسعى على الحفاظ على بقائها على سدة الحكم.
وأكد على اختلال ميزان الصراع في إرتريا مقارنة بدول المنطقة، حيث إن دفة الصراع تقوده أقطاب أحد مكونات الشعب الإرتري منذ بداية التكوين وحتى اللحظة الراهنة، من خلال دعوتهما إما (للانضمام لإثيوبيا) أو إقامة (دولة تجري تجرينية)، الذي أدى لغلبة خيار الانضمام، ودفعت فيه مكونات الشعب الإرتري أثماناً غالية من الأنفس والممتلكات.
وإن ما يدور الآن من أحداث هو تكرار لما حدث في فترة تقرير المصير في أربعينات القرن الماضي، حيث نرى بوضوح الصراع بين ذات المشروعين اللذان يمثل النظام الحاكم أحد أطرافه الداعية للاندماج مع إثيوبيا، وقد ظهر هذا جلياً في تصريحات رأس النظام عقب التحالف مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في قوله “من يعتقد بأن إرتريا وإثيوبيا بلدين مختلفين لا يعلم شيئاً” من جهة، ومشروع تجراي تجرينية الذي يمثله الطرف الثاني المعبر عن توجهاته من خلال حراك (الأجازيان، يأكل، وأخيرا برقيد نحمدو) من جهة أخرى.
علماً بأن انحياز المكونات لامتداداتها الطبيعة على طرفي الحدود بين دول الجوار هو أمر طبيعي يمليه التداخل الاجتماعي والمصالح المشتركة، لكن غير الطبيعي هو فرض المصالح الخاصة لأحد المكونات عبر الحدود على حساب بقية مكونات الوطن!!
أما الطرف الثالث الذي يمثل بقية مكونات الوطن فليس لديه مشروع محدد، بل هو منقسم بين الدفاع عن السيادة الوطن أو التماهي مع القوى التي تختزل الأزمة في رأس النظام وتأجيل ما دون ذلك لما بعد اسقاطه والاحتكام للديموقراطية كوسيلة للتغيير. بينما هناك قوى تدعو للتغيير الجذري يتم الاتفاق فيه على كافة التفاصيل، لأن المعني بالتغيير هو عقلية الهيمنة وليس رأس النظام، كما أن الديموقراطية لا تحقق العدالة المفقودة، بل هي وسيلة لتداول السلطة.
لذا فإننا في رابطة أبناء المنخفضات الإرترية نرى بأن تفاصيل الحل تكمن في جلوس كافة مكونات الوطن على مائدة مستديرة والتوافق على عقد اجتماعي يضمن الاعتراف بحقوق ومصالح الجميع على قاعد الاعتراف بالتعدد والتنوع الاجتماعي كأساس لبناء دولة العدالة والمساواة وفق نظام حكم لا مركزي دستوري (فيدرالي)
رابطة أبناء المنخفضات الإرترية
مكتب الثقافة والإعلام
رابط الندوة: https://www.facebook.com/munkhafadatcom.ELL/videos/384588947663841