بمناسبة الذكرى 32 لاستقلال إرتريا نحني قاماتنا إجلالاً وإكباراً لكوكبة الشهداء الميامين الذين وهبوا ارواحهم الطاهرة مهراً لتحقيق العزة والحرية والكرامة لشعبهم، ونتقدم بالتهنئة الحارة لجماهير الشعب الإرتري على تحقق الاستقلال الذي دفعوا من أجله تضحيات كبيرة نتيجة لالتفافهم ودعمهم الغير محدود حول كافة مراحل النضال الإرتري منذ فترة تقرير المصير وحتى مرحلة الكفاح المسلح بقيادة البطل الشهيد حامد إدريس عواتي ورفاقه الميامين، فكانوا زخم النضال السلمي ووقود الثورة وزادها، وضحاياه المباشرين من خلال ما تعرضوا له من فقدان لممتلكاتهم وأراضيهم ووجودهم نتيجة لمغادرتهم لأرض الوطن واللجوء لدول الجوار. بهذا فإن الاستقلال لم يكن منجزاً خاصا بفئة معينة دون غيرها، بل انجازاً مستحقاً لكافة نضالات مكونات الشعب الإرتري التي دفعت فيه إثمانا باهظة، إلا أنه جاء منقوصاً فبدلاً من أن يجني هذا الشعب العظيم ثمرات نضاله كان جزاؤه الجحود والنكران فحرم من العودة لأراضيه التي هجر منها، وتم إقصاءه من نيله لحقه في المشاركة العادلة في إدارة حكم البلاد ومن التمتع بنصيبه من الثروة والسلطة التي مهرها بدماء ابناءه الأعزاء.
وكانت سنوات الاستقلال بأعوامها التي جاوزت الثلاثين عاما وبالاً على مكونات الشعب الإرتري فقدت فيها انسانيتها التي امتهنت بشكل صارخ من قبل نظام الهيمنة القومية، حيث لم يحرم من حقه في المشاركة العادلة في قسمة السلطة والثروة فقط، بل فقد حقه في أن يتمتع بالحياة في ابسط صورها الآدمية، وفقد الوطن قيمته التي يستمدها من عزة شعبه وحريته وكرامته.
تجلى ذلك بشكل واضح في كافة ممارسات النظام وما حاق بالمواطن والوطن من انتهاكات صارخة في مختلف المناحي، نختصرها في الآتي:
- الغياب التام لحرية التعبير بكافة اشكاله حيث لا توجد في البلاد سوى وسائل الاعلام المملوكة للنظام والتي تقتصر على جريدة واحدة وإذاعة وتلفزيون وحيدين.
- الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري للمواطنين الذين لا يعلم احداً شيئاً عن مصيرهم الذي دام لأعوام طويلة منذ العام الأول للاستقلال.
- الخدمة الوطنية الإلزامية بدون سقف زمني محدد ما دفع الشباب للهرب في موجات هجرات جماعية فقدوا فيها ارواحهم أما غرقا في البحار أو هدفا لتجار الأعضاء البشرية.
- انتهاك حرية الملكية من خلال عمليات الاستيطان الممنهج ومصادرة الأراضي.
- فقدان إرتريا لقيمتها الدولية لما سببه النظام من حالة عدم استقرار في المنطقة، حيث لم تسلم أي من دول الجوار من افتعال الحروب المباشرة معها، والتدخل في شونها الداخلية. مثل ما حدث مؤخرا في إثيوبيا،
كما إن تعريضه لكامل البلاد وسيادتها للمخاطر الدائمة من خلال ممارساته طيلة سنوات حكمه من تغييب متعمد لمؤسسات الدولة وانفراده التام بالحكم، وضرب اقتصاد البلاد، وتمزيق وتفتيت النسيج الاجتماعي لمكونات الشعب الإرتري، ما هي إلا مقدمات لجر البلاد لأحضان الوطن (الام) على حسب ما صرح به عقب اتفاقية السلام مع اثيوبيا بأن من يعتبر اثيوبيا وإرتريا بلدين منفصلين لا يعلم شيئا.
وأمام هذا الكم الهائل من الانتهاكات الصارخة لحرية الانسان الارتري وكرامته، وتعريض وحدة البلاد وسيادتها لمخاطر جمة من قبل نظام الهيمنة القومية:
- نرى بأن تعبر مكونات الشعب الإرتري وقواه المناضلة عن رفضها المطلق لهذه الممارسات العدوانية تجاه المواطن والوطن، وعدم ترك مصيرها مرتهناً لتصرفات النظام الرعناء.
- العمل على زلزلة الأرضية التي يقف عليها نظام الهيمنة من خلال الإقرار بالتنوع الذي يعمد النظام على إلغائه بهدف الهيمنة على كافة الحقوق والمصالح وفرض ثقافته الأحادية، وذلك من خلال التوافق بين كافة المكونات علي صيغة لعقد اجتماعي يعيد صياغة النسيج المجتمعي الذي تعرض للانتهاك من قبل النظام ووضع الأسس الصحيحة لبناء دولة العدالة والمساواة بين كافة مكونات التعدد في إطار وطن يسع الجميع.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الهزيمة والاندحار لنظام الهيمنة القومية
مجلس رابطة أبناء المنخفضات الإرترية