انعقد اجتماع الجمعية العمومية (المؤتمر) الثاني لرابطة ابناء المنخفضات الارترية تحت شعار (نحو التوافق على عقد اجتماعي بين كافة مكونات الشعب الإرتري من أجل بناء دولة العدل والمساواة التي تسع الجميع) في يومي 22 أبريل و6 مايو في مدينتي لندن ونانت، وقد تزامن انعقاد الجمعية العمومية مع الذكرى التاسعة لتأسيس الرابطة التي مثلت فتحاً جديداً في أساليب النضال الجماهيري من خلال العمل المدني لمواجهة نظام الهيمنة القومية وكشف سياساته الاقصائية وممارساته القمعية.
لقد جاء انعقاد الجمعية العمومية استكمالا للخطوات التي اتخذها المؤتمر الطارئ للرابطة لترسيخ المفاهيم الجديدة واعطاء الرابطة طابعها المدني من خلال التغييرات في الهيكل التنظيمي يما يتوافق وطبيعة عمل المنظمات المدنية. كما وقف المجتمعون على نشاطات الرابطة خلال الفترة المنصرمة بالاطلاع على تقارير المكتب التنفيذي ولقد ثمن المجتمعون ما تم انجازه في الفترة الممتدة من المؤتمر الطارئ حتى الان، مؤكدين على تطور عمل الرابطة في مختلف المجالات وخاصة في المجال الاعلامي بما ساهم في كشف وتعرية نظام الهيمنة القومية والاقصاء. كما ثمن المؤتمر الحراك الذي قامت به الرابطة من خلال اللقاءات التي تمت في كل من مهرجان لندن، مهرجان نانت بفرنسا وجولة ولقاءات استراليا (ملبورن – أدلايد). واشاد الاجتماع بما تم من تحرك في اوساط المنظمات المدنية الحقوقية الافريقية من خلال تبني مشاركة الناشط الحقوقي ابراهيم حامد في فعالية المنظمة الافريقية لحقوق الانسان، والمشاركة في صياغة قرار الادانة للنظام الارتري الصادرة من القسم المدني للفعالية الافريقية.
وبخصوص دور المرأة وتفعيل مساهماتها على مستوى عمل الرابطة فقد وقف الاجتماع على الدور الكبير الذي قام به مكتب شئون المرأة في الفترة السابقة من تأطير للمرأة وتنظيمها ودعمها لتعمل على تطوير ذاتها لتساهم في نضالات مجتمعها وشعبها بشكل فعال. كما كان للاجتماع وقفة حول اهمية تشكيل جمعيات مهنية ومنظمات مدنية فرعية مختصة تعمل على حماية مصالح منسوبيها ومصالح مجتمع المنخفضات والوطن بشكل عام.
وان الدور الانساني للرابطة كان احد المحطات التي توقف عندها الاجتماع اذ اشاد بالجهود التي اشرف عليها مكتب الخدمات الإنسانية، حيث أكد على اهمية تطوير العمل الانساني ومضاعفته بما يمكننا من خدمة مجتمعنا في معسكرات اللجوء وأطراف المدن في شرق السودان.
كما وقف المؤتمر حول العديد من المسائل والقضايا مثمناً المواقف المبدئية التي عبرت عنها الرابطة في نظرتها لما دار من صراعات وحروب في المنطقة (حرب (إثيوبيا) والتدخلات المرفوضة من قبل النظام في ارتريا، وما يشكله ذلك من الانتهاكات الصارخة التي درج عليها النظام الإرتري منذ اعتلائه لسدة الحكم. كما طالب المجتمعون من خلال توصياتهم للقيادة القادمة للرابطة ان تعمل بشكل كبير في حث التنظيمات السياسية التي تنتمي لمجتمع المنخفضات ان توحد جهودها بالعمل تحت مظلة سياسية مشتركة. وبذل الجهود الكبيرة والسعي لتفعيل ورقة العقد الاجتماعي وجعلها الاساس في اي حوارات مشتركة تقودها الرابطة.
اننا في الختام نناشد كل ابناء شعبنا ومنظمات العمل الوطني ان تكثف جهودها وحثها على العمل المشترك تحت برنامج الحد الأدنى في سبيل تسريع الخطى للتخلص من براثن نظام الهيمنة القومية ليتذوق شعبنا طعم الحرية التي حرم منها بالرغم من كل التضحيات الجسيمة التي قدمها. كما نتوجه بالنداء الى المجتمع الدولي وهيئاته الدولية والإقليمية لممارسة دورها الضاغط على النظام للكف عن ممارساته العدوانية تجاه الشعب الإرتري من الاعتقالات التعسفية والقتل والتعذيب والتهجير والاستيلاء والاستيطان الممنهج في أراضي المنخفضات الإرترية، والمطالبة بالكشف عن المختفين قسرياً واطلاق سراح المحتجزين في السجون.
وفي ظل ما تتعرض له منطقة القرن الأفريقي من حدة في الصراع بلغت حد اللجوء لاستخدام العنف المسلح لحسم الخلافات السياسية والتي تسبب ضرراً كبيراً لكافة دول المنطقة وشعوبها، نتوجه بالنداء لكافة الفرقاء في السودان لتحكيم صوت العقل واللجوء للحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة لإدارة الصراع بشكل عقلاني يجنب البلاد والعباد ويلات الحروب ومآلاتها المهلكة، ونعلن تضامننا مع الشعب السوداني الشقيق متمنين له ان يتمكن من تجاوز هذه المحنة وأن يعم الأمن والسلام كافة ربوع بلاده.
عاشت نضالات الشعب الإرتري
المجد والخلود لشهدائنا
الهزيمة لنظام الهيمنة القومية
ويستمر نضال ابناء المنخفضات الإرترية
اجتماع الجمعية العمومية لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية