ملاحظات على ما كتبه الدكتور عبدالله جمع

ملاحظات على ما كتبه الدكتور عبدالله جمع

علي عافه إدريس

بادئ ذي بدء شكرا للدكتور عبدالله ، أولا لأنه أدلى بدلوه في موضوع مهم طرح للجميع ، فكان بإمكانه أن يكون سلبيا إلا أنه لم يكن كذلك ، وثانيا لهدوئه في تناول الموضوع ، وثالثا لإقراره بحرية المجموعات بتكوين ما تراه ملائما من أشكال التنظيم ، واحتفائي بما كتبه الدكتور لا يعني أنني أتفق مع ملاحظاته ، لهذا بودي هنا أن أسجل ملاحظاتي على ما كتب وهي على النحو الآتي:
الملاحظة الأولى : ذكر الدكتور عبدالله أنّ من يتصدى للعمل العام ويطرح قضايا تمس المجتمع يجب أن تكون أطروحاته وخطابه محل مراجعة ونقد من أجل الوصول الي نتائج أفضل لذلك المجتمع وللوطن بشكل عام ، وكلماته هنا موجهة لمناصري الرابطة ، فهي دعوة لهم للهدوء وتقبل الرأي الآخر ، وما يثبت ذلك أنه ذكر في نفس الفقرة أن ملاحظاته تركز بشكل أساسي علي التعليقات الصادرة عن من يتصدر المشهد باسم الرابطة ، وأنا أتفق معه بقوة في ذلك ، وقد ذكر كذلك السجالات التي دارت ولا ندري إن كانت تلك هي المراجعات والنقد التي قصدها الدكتور عبدالله !!! فطيلة الاربعة أشهر التي انقضت من عمر الرابطة لم نقرأ أي نقد مما ذكر سوى في مقال واحد هو للأستاذ عبدالرزاق كرار ، إلا أننا سمعنا كثيرا وقرأنا أكثر عن التهم الجزافية والتخوين وبأقذع الالفاظ بداية بمقال الأستاذ صلاح أبوراي و مرورا بمقال الاستاذ أبوبكر كهال وكثيرا من الاسماء الأخرى التي تصنف على أنها من النخب والتي لم أعد أذكرها لكثرتها ، ثم بيان وقعه ثلاثون ممن يصنفون على أنهم نخب حجروا عبره على حق الآخر في حرية تكوين التنظيمات الذي أقره الدكتور عبدالله ، ونهاية بحديث الأخ أبوراي في اليوتيوب بتشبيهه من يقتنع بما تدعو له الرابطة بمن يرفع صورة لهيلي سيلاسي ، في ظل هذه المعطيات و طالما كان مدخل دكتور عبدالله الاصلاح وودت أن لا يتجاهل كل ذلك ويقصر نصيحته على الرابطة وأعضاءها خاصة هم في مركب واحد مع الجميع ، و ذلك التجاهل قد افقد ملاحظات الدكتور أهم عناصر قوتها وهو الانصاف والنظر للجميع بنفس العين ، فلم يحدث وأن بدأ أحد أعضاء الرابطة الهجوم على الآخر ، فدائما كانوا ولازالوا في موقع المدافع أمام السيل الذي جرف كل قيم الحوار والتواصل مع الآخر ، فلم يحدث وأن كتب أحد أعضاء الرابطة مقالا وإلا كان رد فعل على مقال سقطت فيه كل قيم النقد البناء.
الملاحظة الثانية: ذكر الدكتور عبدالله أنه ربما لا تكون الدعوة الحالية امتداد (تنظيمي) للفكرة الأصل ، ولكن العوامل السياسية التي أدت الي الدعوة الجهوية للمنخفضات في الحالتين متشابهة وذكر لتقريب الفكرة للأذهان أن الشركاء من التجرنية حينها أوغلوا في الاستحواذ على مقدرات البلاد من مناصب سيادية و دستورية ووظائف عامة ، بالإضافة الي التنكر لدور الشريك المسلم في صياغة الدستور بوضع اللغة التي يختارها (العربية) كلغة رسمية الي جانب التجرنية ، وغير ذلك من صور الإقصاء الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، واستخدام سلطة الدولة لفرض سياسة الأمر الواقع، واستطرد أن الصورة العامة تكاد تطابق ما هو قائم في واقعنا الحالي ، وإن كانت تتم بآليات مغايرة.
مع الأسف أن كل ما ذكره الدكتور عبدالله من معلومات تاريخية لربط فكرة رابطة أبناء المنخفضات بما سماه الفكرة الاصل هو مغالطة تاريخية ما كان له الوقوع فيها ، فسيطرة التجرنية على مقدرات البلاد السيادية من مناصب دستورية ووظائف عامة ، بالإضافة الي التنكر لدور الشريك المسلم في صياغة الدستور ، وغير ذلك من صور الإقصاء الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، حدث في المرحلة الفيدرالية وهي مرحلة يفصل بينها وبين تكوين الاحزاب بما فيها حزب الشيخ علي راداي عشرة سنوات بالتمام ، وهذا يدحض الفكرة التي بنى عليها الدكتور عبدالله فرضيته ، فما تبناه الشيخ على راداي لم يبن على مبررات الاقصاء ، وما يعرفه القاصي والداني أن ذلك الطرح بني على التباينات الثقافية والاجتماعية بين المنخفضات والمرتفعات ، وهذا بدوره يناقض ما بني عليه طرح رابطة أبناء المنخفضات.
الملاحظة الثالثة : يذكر الدكتور في ملاحظاته أن الشكل التنظيمي للرابطة هلامي لا يكاد المتابع يلحظ أي هيكل غير اللجنة التأسيسية للرابطة دون وجود سلطة تنظيمية لها علي ما يتكون من فروع. وقال كذلك كان الأجدى أن يكون تكوين الفروع وفقاً لنظام أساسي يحدد العلاقات البينية للرابطة وفروعها وصلاحيات كل طرف ، حتي تكون المسألة منضبطة بضابط تنظيمي. فالشكل الحالي للرابطة تكوّن فيه الفروع وفقاً لاجتهادات مجموعة عمل في منطقة ما ، وهو أشبه ما يكون بحالة التنظيمات الأممية كالقاعدة ، حيث تكون كل مجموعة فرعاً بمعزل عن أي ضابط تنظيمي ثم تبايع (المركز) ، في الحقيقة قرأت هذه الملاحظة مرات كثيرة وفي كل مرة أصيغ جملة أصف بها هذه الملاحظة التي فيها الكثير من التعدي أجد نفسي اتراجع عنها لقسوتها ، وما أغضبني في هذه الملاحظة أن الدكتور لم يكلف نفسه حتى السؤال لتزويده بمعلومات أكيدة ، خاصة ما انبرى للإفتاء فيها بغير علم هي معلومات ليست سرية وبإمكانه الحصول عليها بكل سهولة ، كما أن استخدام الامثلة لتقريب المعنى للذهن أمر مهم وضروري ، واستخدام أمثلة موحية لمضامين سيئة كان يجب أن يبتعد عنه الدكتور حتى لا يسيء للآخر ، فحشر القاعدة وأسلوب فروعها في المبايعة كمثال لم يوفق فيه بل أجهض فكرته إذا لم يقصد ذلك ، وألهب النفوس لإخراج أسواء ما فيها إذا كان قاصدا ، والأمر الذي يحز في النفس و لا يعرفه ولم يسع لمعرفته الدكتور عبدالله هو أن للرابطة لجنة تأسيسية ومكتب تنفيذي ونظام أساسي وأن كل فروعها تكونت تحت الاشراف المباشر للمكتب التنفيذي وبحضور عضو على الأقل من المكتب التنفيذي عدا فرع قطر الذي حالت ظروف خاصة دون حضور عضو من المكتب التنفيذي للإشراف على تكوينه وهذا لا يعني أنه تكّون بعيدا عن اشراف المكتب التنفيذي ، فقد كان التواصل قائما بكل الوسائل الحديثة المتاحة .
الملاحظة الرابعة : يذكر الدكتور عبدالله في ملاحظاته ، أنه لا يستقيم ما تطرحه الرابطة في تعريفها لنفسها بأنها من المجتمع المدني الإرتري ، في حين أنّ مبادئها المعلنة سياسية بامتياز وموغلة في الصراع السياسي. وهذا التناقض سيؤدي حتماً في مرحلة التشكل التالية والتي تلي مرحلة التنادي العاطفي الحالية ، الي بروز أجنحة متصارعة .
الدكتور عبدالله رجل اكاديمي ، لهذا كان يجب أن لا تفوته مثل هذه النقطة ، فما هو معروف أنه لا زالت الآراء والتعريفات متضاربة لدى علماء الاجتماع في تعريف منظمات المجتمع المدني ، وقد نجم ذلك التضارب من صعوبة الفصل بين ما هو مدني وما هو سياسي ، ومنظمات المجتمع المدني الارتري ليست استثناء من ذلك وربما يكون هناك مبرر لذلك التداخل وهو طبيعة تكونها والظروف التي تتكون فيها والمعطيات التي تتحكم في نشاطاتها ، وفي هذا الاطار رابطة أبناء المنخفضات ليست استثناء من بين منظمات المجتمع المدني الارترية إلا أنها الاقرب لوصف منظمة مجتمع مدني من مثيلاتها الارتريات وذلك أنها لا تملك عضوية مقتصرة عليها ، فعضويتها تتكون من ناشطي التنظيمات السياسية الارترية دون أن يتطلب ذلك ترك تنظيماتهم السياسية ، بالاضافة للقليل من المستقلين ، كما ان منظمة المجتمع المدني ممكن ان تكون لها أهداف ذات طابع سياسي و خاصةً عندما تدافع و تطالب بحقوق مجتمع و الفرق بينها و بين التنظيمات والأحزاب السياسية أن الأخيرة تعمل للسيطرة على السلطة لتنفيذ ذلك أما منظمة المجتمع المدني تسعي لتشكيل قوة ضغط لفرض أهدافها على من هم في السلطة لتبنيها و هذا ما تهدف الرابطة لفعله من خلال لمّ و توحيد قوى مجتمعها لتشكل لوبي ضاغط يعمل و يدافع عن حقوق ذلك المجتمع.
الملاحظة الخامسة : الدكتور عبدالله يذكر في ملاحظاته أنّ الكثير من أبناء المنخفضات يتصور أنّ المواجهة المسلحة حتمية تاريخية ، حيث أنّ الحلول السلمية لم تأتي بالحل منذ نحو ربع قرن من الاستقلال ، فهل لمنظمة مجتمع مدني أن تلبي هذا التطلع ، ففي حال استجابت الرابطة لتلك الأماني فلتحذر عاقبة الأمر ، وأن تحسن التدبير بما يحفظ لهذه الأمة أمنها واستقرارها .
لا أدري أين قابل الدكتور عبدالله أبناء المنخفضات الذين قدر عددهم بالكثير الذين هم مقتنعون بحتمية المواجهة المسلحة ، فنحن كذلك أبناء هذا المجتمع ومتابعين بشدة لما يحدث وما يتداول من آراء سواء كان في اطار هياكل وقواعد رابطة أبناء المنخفضات أو في المجتمع بصفة عامة ، وما يتم رصده يكاد يخلوا من تلك الآراء وإذا وجدت فهي حالات لا تكاد تذكر ، أصحابها يجهلون الأهداف و المهام والواجبات التي الزمت الرابطة نفسها بها ، ثم أن الخيار العسكري لم يغب يوما من خيارات المعارضة الارترية بل أن أغلب تنظيمات المعارضة لها أجنحتها العسكرية ، فلماذا يسعى العضو المقتنع بالحسم العسكري للالتزام بالرابطة؟ في ظل هذه المعطيات أخشى أن الأمر قد اختلط على الدكتور عبدالله ، فهناك حديث كان يدور في الآونة الأخيرة عن الاحتكاك اليومي بين السكان الاصليين والمستوطنين في بعض مناطق المنخفضات حيث يمتهن أهل تلك المناطق الرعي ومن تم جلبهم يمتهنون الزراعة وما هو معروف أن الرعاة والمزارعين في غير هذه الاجواء المشحونة دائمي الاحتكاك ، فإذا أضفنا لهذا الواقع الاسلحة التي تم توزيعها على كل الشعب الارتري بدون ضوابط ، فالسؤال الذي يجب أن تبحث له كل النخب الارترية عن اجابة في ظل هذه الأجواء هو .. ماذا سيحدث لو تراخت القبضة الامنية للنظام ؟ أو ماذا لو سقط النظام دون مقدمات؟
الملاحظة السادسة : يذكر الدكتور عبدالله أن عدم وجود متحدث رسمي للرابطة يصحح المفاهيم ويرد على من يثير التساؤلات بشأن الرابطة ، جعل الردود تأتي(اجتهادية) وأحيانا انفعاليا كردة فعل على من ينتقد الرابطة.
بودي هنا أن اسأل الدكتور عبدالله .. هل فعلا كانت هناك تساؤلات؟ وهل الشتائم والاتهامات يمكن أن تصنف على أنها تساؤلات؟ و هل الشتائم والاتهامات الواردة في مقالات ما سمي بالنخب تحتاج لمتحدث رسمي للرد عليها ؟ وهل المتحدث الرسمي من مهامه الرد على تلك الكتابات المسيئة ؟ أم أن الدكتور عبدالله يرى أن ما جرى كان حوارا فكريا وتساؤلات منطقية؟ وهل تلك الكتابات التي نتحدث عنها فعلا كانت تنتقد فكرة الرابطة أم كانت تتهمها وتسبها وتسب القائمين عليها ؟ وإذا علمنا أن كل الذين كتبوا في هذا الموضوع هم أعضاء لتنظيمات سياسية ومدنية ، ألا يملك أعضاء الرابطة حق الرد على من يسبهم ويتهمهم بالخيانة والعمالة؟ ما لكم كيف تحكمون؟ واضح اصرار الدكتور عبدالله بطريقة غريبة للافتاء في هياكل ونظم الرابطة بغير علم والدليل علي ذلك أن للرابطة متحدث رسمي هو الاستاذ حامد عمر ازاز وأعتقد أن الدكتور عبدالله لا يختلف معي في مقدراته .

الملاحظة السابعة : يذكر الدكتور عبدالله في ملاحظاته أنه لاحظ أنّ بعض الردود جانبها التوفيق فأساءت للفكرة وهي تدافع عنها ، ومن بينها شخصية بقامة الدكتور جلال الدين محمد صالح ، فرغم توضيحاته المطولة لم يكد يزيل الالتباس في مقولاته ، حتي اضطر لنفي ارتباطه بالرابطة في نهاية المطاف.
لست بصدد الدفاع عن البروفيسور* جلال الدين محمد صالح فهو اقدر مني ومن غيري للدفاع عن نفسه ، وما اردته هو أن اسجل شهادتي بحقه بما يتسق مع هذا المقام ، فليس هناك من بين النخب الارترية المسلمة من هو أوضح في رؤيته وخياراته من البروفيسور جلال الدين محمد صالح ، فلم يعرف بمسكه للعصى من المنتصف ، فهو واضح في آرائه قوي في الدفاع عن ما يقتنع به ، أكاديمي متمكن بحوثه ودراساته تتحدث عنه ، مفكر ومجتهد ليس له مثيل في مجتمعنا .
لهذا يا سيدي .. البروفيسور جلال الدين لم يضطر لنفي ارتباطه بالرابطة لان ذلك الارتباط أصلا لم يكن موجودا ، وهو قد قال الحقيقة المجردة ، ونحن لا زلنا في دعوانا نبتهل لله أن يعز رابطة أبناء المنخفضات بأكثر أبناء ارتريا برا بأهله البروفيسور جلال الدين محمد صالح.
الملاحظة الثامنة : تحدث الدكتور عبدالله في ملاحظته الأخيرة عن مسألة التربية التنظيمية والخطاب السياسي والإعلامي ، فذكر أن غياب التوجيه من القيادة الي القاعدة يولد التفلتات الأخلاقية التي لاحظناها في الردود القاسية التي لا تتناسب مع مبدأ الحوار الفكري.
لا زال الدكتور عبدالله مصرا على تسمية ما جرى حوارا فكريا وردود منتسبي الرابطة ردود قاسية وتفلتات أخلاقية معزيا حدوث ذلك لغياب التربية التنظيمية و التوجيه من القيادة ، ياسيدي لا أرغب بشدة في أن تصدر مني أي اساءة نحوك فأنت قامة من قاماتنا لكن الامر يحتاج منك الانصاف والكثير من المراجعات والتدقيق ، حيث لا يمكن احتساب كل من يكتب على صفحات التواصل الإجتماعي باسماء مستعارة هو من عضوية الرابطة ، فهناك من يمارس ذلك لمحاربة الفكرة والإساءة إليها ، إلا أنني أعتقد بأن مسؤولي الرابطة سيعملون بالتأكيد بالإستفادة مما أوردته من نصائح ، فهي على الأقل لديها عذر أنها في طور التكوين وبإمكانها أن تتدارك الكثير من الهنات والتقصير ، ثم أن التربية التنظيمية والخطاب السياسي والاعلامي هي أمور مهمة لكل التنظيمات السياسية والمدنية و مطلوبة من الجميع و من التنظيمات العقائدية أكثر من غيرها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للتواصل aliafaa@yahoo.com
ــــــــــــــــــــــــــــ
*نال الدكتور جلال الدين محمد صالح مؤخرا درجة الاستاذية.

 

 

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

6 تعليقات

  1. يا أستاذ يا معلم وضعت النقاط فوق الحروف لعله يستفيد منك . كان بإمكانه التحقق من المعلومات قبل الكتابة …اما عن تشبيه فروع الرابطة بالقاعدة فلا أقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل

  2. عقب الاستاذ على عافه , فأبان وأوفى , عندما فاتت على الدكتور عبدالله ,بعضا من اللوائح التنظيمية , الضابطة لعمل روابط المنخفضات , تماما مثلما اختلطت على شخصى , ولعل فى تناول الاستاذ عافة , بطريقته الحضارية الراقية , لما جاء فى بيان الدكتور ,سببا فى أن يعيد الدكتور , قراءته لأهداف وبرامج وضوابط رابطة المنخفضات . أنا حقيقة لم أتشرف بمعرفة الدكتور , لكنه حسب تقديرى , هو الشخص الأكاديمى المؤهل , الذى يرجى منه الكثير , فىدعم مسيرة انطلاقة حركة المنخفضات ,متى ماقرأ تعقيب الأستاذ على عافة

    • الأستاذ عبدالقادر رمضان البلوي … شكرا أخي الفاضل لحضورك الجميل … الدكتور عبدالله أحد القامات الإرترية ، وهو بالتأكيد قادر على إثراء ساحتنا ، وما نخشاه هو التخندق كل في موقعه وفي تنظيمه وأن الشخص منّا تأخذه العزة بالإثم ، فالحوارات المفتوحة هي أهم وسيلة للتواصل ولمعرفة ما لدى الآخر لتقريب المسافات …. تسلم.

  3. حامد عثمان

    تعليق جميل من الاخ علي عافة كعادته ورد متوازن على ما جاء ببوست الاخ الدكتور عبد الله جمع،.

    هناك محاور اخرى اثارها الدكتور عبد الله محذرا من تجربة جنوب السودان وتجربة دارفور وتجربة افريقيا الوسطى لعل اخطرها في تقديري الإشارة الى هيمنة داخلية في مجتمع المنخفضات كما جرى في جنوب السودان، حيث ان هذه محاولة لضرب وحدة مكونات مجتمع المنخفضات . الرابطة تناضل ضد الهيمنة والإقصاء اي كان مصدرها (داخل مكونات المنخفضات وعلى مستوى الوطن) وتدعو الى تقاسم عادل للسلطة والثروة في وطن يحترم التعدد بتطبيق نظام حكم لا مركزي دستوري حيث لا تغول ل على حقوق احد بين المكونات الارترية في مختلف المستويات داخل مجتمع المنخفضات وعلى مستوى الوطن بأكمله. ما يجري في جنوب السودان اقرب الى ما قامت به الجبهة الشعبية التي فرضت الهيمنة القومية على بقية المكونات بعد طرد الاستعمار وهذا أدى الى عدم استقرار ارتريا لربع قرن ولا يمكن ان تستقر الا بتحقيق العدالة بين المكونات، وهذا نفسه ما فجر الوضع في جنوب السودان حيث من قاتل من اجل التحرير لا يمكن ان يقبل بهيمنة داخلية من الدينكا ولذلك جاري البحث في الجنوب لاعتماد الفيدرالية بين مكونات الجنوب.

    نقول لدعاة حادي حزبي حادي لبي ان نموذج الدولة المركزية في المجتمعات المتعددة فاشل، وخير دليل ما تعانيه ارتريا من عدم استقرار وما يعانيه جنوب السودان بعد الاستقلال

  4. شكرا للأخ علي عافة علي هذا التنوير العلمي والإسلوب الراقي في تناول الموضوع حقيقة متعتنا بمهارتك العالية وبالإسلوب السلس والهادئ في ايصال الرسالة, مهمة الناقد بالنقد وغالبا ما يرتبط هذا الأخير بالوصف والتفسير والتأويل والكشف والتحليل والتقويم. ويخضع النقد دائما لمجموعة من الخطوات و الإجراءات الضرورية التي تتجسد في قراءة النص وملاحظته وتحليله مضمونا وشكلا ثم تقويمه إيجابا وسلبا. وفي الأخير، ترد عملية التوجيه وهي عملية أساسية في العملية النقدية لأنها تسعى إلى تأطير المبدع وتوجيهه الوجهة الصحيحة والسليمة من أجل الوصول إلى المبتغى المنشود. الأستاذ علي عافة وحضوره الجميل علي الساحة السياسية, وخاصة ساحة ابناء المنخفضات وهذا ما يهمني في الأمر صراحة, لأننا نعاني من مصائب القوم في وضع العراقيل بقصد أو غير قصد, المهم عندهم هو التجريح والسب وخلق جو من المشاحنات والعداوة بين ابناء الوطن, النقد البناء غالبا ما يؤتي أكله لأن غاية صاحبه التصحيح والتقييم ، نقد هادف بأسلوب مهذب راق لا يُخفي الحسنات ويُشهر السيئات ، لا تنتقد غيرك فقط لأنك تُخالفه في الآراء مثلا فالإختلاف من سنن الكون ، وخاصة إذا أفضى للتكامل ، كما أجاد الله في خلق الكون ، مختلف ومتنوع ابدع فيه الخالق عز وجل حتى أضحى في أبهى حلة ، بل ليكن نقدك له نابع عن شواهد ودلائل وحقائق ، ويكون هدفك أن تراه في أعلى المراتب تُقوم اعوجاجه وتُصلح من شأنه وتقوده للخير ، وضع نصب عينيك روابط الأخوة وعراها ووشائجها حتى تبقى قائمة ولا تنقطع بينكما .. كم نحن في أمس الحاجة لسماع بعضنا البعض.
    لكي تبلغ المقصود وتحقق هدفك من الإنتقاد البناء اختر الكلمات الطيبة انتقي العبارات الهادفة ، بأسلوب طيب خال من لغة التجريح أو الإستهزاء أو التقليل من قدره ، حتى لا تزيد من نكوصه عن سماع الحق ، كان النبي عليه الصلاة والسلام حين يريد ان ينتقد صحابيا أثنى عليه وذكره بأفضاله وحسناته حتى يرفع من معنوياته فيفتح بذلك قلبه لسماع النقد أو النصيحة فيقبل على النصيحة بقلب راض ، ننتقد لكن لا ننسف الحسنات والإيجابيات , مرة أخرى نشكر المبدع علي عافة علي هذا العمل الرائع , ونقول ربنا يكثر من أمثاله حتي نتجاوز هذا المأزق الذي نعيشه في ارتريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *