شهادة مدير تحرير الشركة المنفذة لفيلم “بين الرمضاء والنار”

ببلال مؤمن مدير التحرير بشركة نيوميديا برودكشن هاوسلال مؤمن
مدير تحرير الشركة المنفذة لفيلم “بين الرمضاء والنار

كثيرا ما جرّ علينا عملنا كإعلاميين مشاهدة تجارب جماعات انسانية حافلة بالمعاني فنرصد أفراحها وأتراحها نجاحاتها وإخفاقاتها، مآسيها وأمانيها، لكنها في النهاية تجربة عمل سرعان ما تمضي في سلام، ورغم ذلك تبقى قضية اللجوء الارتري في السودان بالنسبة إلينا قضية ذات طابع خاص، فمع لحظتنا الأولى على أرض معسكرات الشجراب تلك القطعة المأثورة في صحراء السودان الشرقية الشاسعة أردكنا أهمية أن نستدعي انسانيتا قبل كل شيىء، وأن يكون عملنا هو بوق تنطلق منه استغاثة من يطلب الغوث بلا معين، وينادي دونما مجيب، وكأنما لاح أمام أعيننا ما يقول “عذرا هذه القضية ليست للمتاجرة الإعلامية” بدا تسليط الضوء على تجربة معسكرات اللاجئيين الارتريين في ولايات السودان الشرقية (كسلا ، والقضارف) فضح لواقع مأساوي يحكي تجربة ملؤها الخوف والفزع لكنها رغم ذلك لا تخلو من أمل…

كانت البداية مع ملاحظة الأخبار الواردة في الصحف المصرية عن العثور على جثث بعض الأفارقة في صحراء سيناء منزوعة الأعضاء، بعد أن شوهتها أثار التعذيب، حكي لنا أحد الشبان الفارين من مخازن عصابات الاتجار بالبشر كيف تم خطفه من معسكر الشجراب للاجئيين في شرق السودان واقتيد إلى مصر ليدفع الفدية أو تنزع اعضاءه، فهناك من يؤمن بأن هؤلاء اللاجئيين المعدميين حياتهم زهيدة، ولا يجد بأسا في أن يجعل لموتهم قيمة بانتزاع أعضائهم وبيعها في الأسواق العربية والاسرائيلية…

حين سافرنا إلى السودان كان كل ما نراه يؤكد لنا أن هؤلاء اللاجئيين العالقين في معسكر ات اللجوء منذ ما يربو على الأربعين عاما يتعرضون لشتى أنواع العذاب قبل أن تتخطفهم أيدي الموت التي تتفنن في ألوان الإبادة، ما بين براثن المرض ومخالب الفقر ، و مهالك الجوع ، ومخاطر الاختطاف، ووحشة الاغتراب ، ورحلات هروب إلى مصير مجهول إذ كثيرا ما تخللها أحداث غرق في عرض البحر أو اختطاف مدبر في بيادي ليبيا والسودان…

الجميع يتبرأ من المسئولية فلا الأرض السودانية المستضيفة تتحمل مسئوليتها في حماية اللاجىء من عصابات الاتجار بالبشر، ولا مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئيين تتحمل مسئوليتها في إعانته إذ يتحصل اللاجىء على نحو 68 جنية سوداني في الشهر، ولا المجتمع الدولي يلتفت لحل أسباب موجات اللجوء المتدفقة من إرتريا، في السودان شعب عالق ووطن يتفتت فالجميع لا يحلمون سوى بالرحيل إلى أوروبا حيث حياة أرغد وأكثر أمنا، لكن الطريق إلى أوروبا وعرة، والمكوث في معسكرات اللاجئين في تلك الظروف القاسية أوعر، لكن ماذا عن إرتريا الأم التي جحدت بنيها.فمن يعود ليصلح من شأنها؟

بلال مؤمن
مدير تحرير الشركة المنفذة لفيلم “بين الرمضاء والنار”

…………………

شركة نيوميديا برودكشن

نيوميديا مؤسسة إنتاج إعلامي تأسست في يناير 2007 ، تتمدد على مساحة مقدرة من القيم الاحترافية والمهنية، والاتصال الفعال بكافة برامج التطوير والإبداع ، تتحرك بجرأة في سوق الإعلام التليفزيوني بكافة صوره وأشكاله ،تركز على السوق العربي، وتتطلع لما هو أبعد، لها تراكمات مهمة في إنتاج العديد من الأعمال الوثائقية الهامة مثل “البابا شنودة”، و” أصوات من السماء”، “حكاية علم ” سلسلة أفلام “الأزهر” من أربعة أجزاء، “بين العدل والسيف”، ” مدارس القاهرة..العلم والعمارة”، “الكومبوند” وأخيرا فيلم “بين الرمضاء والنار” الذي يحكي قصة اللجوء الارتري في السودان، وغيرها العديد من الأفلام، كما تعد نيوميد جمهورها قريبا بعد من السلاسل الهامة، والتي ستكون إضافة هامة لمسارها الانتاجي وقيمتها الإعلامية.

 بلال مؤمن مدير التحرير بشركة نيوميديا برودكشن هاوس

شاهد أيضاً

أيقونة الثورة الإرترية-القائد الرمز حامد عواتي

من مواضيع مجلة الناقوس -العدد الحادي عشر بقلم / رمضان ياسين   لا يختلف شخصان …

تهنئة

تتقدم اليكم رابطة ابناء المنخفضات الإرترية باصدق التهاني القلبية بمناسبة عيد الاضحى المبارك، سائلين المولى …

تقرير أخباري عن الدورة 53 لمجلس حقوق الانسان – جنيف 14 يونيو-14 يوليو

ضمن فعاليات الدورة 53 لمجلس حقوق الانسان، انعقدت الجلسة الخاصة بمتابعة حالة حقوق الانسان في …

2 تعليقان

  1. تحية لشركة نيوميديا برودكشن علي فهم القضية بهذه الطريقة التي تسعي معنا لمعالجة قضية اللاجئين العالقين بين الرمضاء والنار ، ونشكر لكل الذين ساهموا واجتهدوا من اجل انجاز هذا الفلم من تصوير واعداد ومونتاج والشكر موصول لقناة الجزيرة لتبنيها عرضه .

  2. شكرا لشركة نيوميديا ومديرها الأستاذ بلال مؤمن ، وشكرا لقناة الجزيرة وشكرا لكل الجنود المجهولين وراء هذا العمل … فأن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي أبدا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *