الأمين عبد اللطيف: عميد الفن الإرتري ومبدع الرمزية الوطنية

الفنان الكبير الأمين عبد اللطيف
الفنان الكبير الأمين عبد اللطيف

بقلم الأستاذ / نور الدين أبيب

الفنان الكبير الأمين عبد اللطيف أيقونة فنية نضالية وطنية رائعة … فنان أربعة أجيال بإمتياز، غني للوطن فأبدع برمزياته السياسية الوطنية التي كانت اشد وقعا وخرقا وحرقا لجدار الإستعمار من الرصاص الحي …

الفن حافز وطني رهيب، وذاكرة الشعوب الثقافية والمعنوية التي تشحذ همم المناضلين للإستمرار في مناهضة قوي البغي والإستبداد والظلم والقهر والفساد …

الفنان الأمين عبد اللطيف من القلائل الذين استخدموا الفن واذرع القوى الناعمة ببراعة في النضال، ونشر عبره قيم الوطنية والوحدة والمحبة والسلام … والفنان الأمين عبد اللطيف ورمزية اغنية فاطمة زهراء (الوطن) هي التي عبّأت الخزان الوطني الشعبي بالوقود للإنفجار في وجه المحتل …

يظل الفن شقيق البندقية، في رفع المعنويات … وتعزيز ثقافة الأوطان بالوعي يتم من خلال رسالة الفن والإبداع والجمال … وتظل البندقية عاجزة، والسواعد مرتجفة، والشعب جاهل، ولاه، ومنقسم بدون الفن …

الفنان الأمين عبد اللطيف فارس الكلمة، وعميد الفن، ورائد الجمال، وشيخ المبدعين الإرتريين … ستون عاما وهو يصدح بالحرية … ويغني للوطنية، ويناضل لتحقيق تطلعات بني وطنه … في الحرية … والكرامة الإنسانية، ودولة المواطنة… والعيش الكريم … وهو الفنان الوحيد الذي لم يغادر وطنه في كل العهود برغم التضييق والسجن والظلم والتهميش الذي تعرض له، واليوم يحتضن باطن أرض الوطن جسده … بعد أن أقله ظاهره كل سنين عمره … تاركاً وراءه السؤال الكبير هل تحقق مقصده …؟ وهل عادت فاطمة زهراء كما غني لها وأرادها …؟

ربما يتفق الناس … أو يختلفون عند البحث عن سر تحقق رمزيات الفنان الأمين عبد اللطيف من عدمها … بعد مسيرة متطاولة مليئة بالنضال والكفاح … لكن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان، ترجل الفارس عن جواده … والموت اسكت صوته … وأخفي جسده … أما روحه ورسالته ورمزياته فستظل باقية، ما بقيت الإنسانية … والرحيل سنة الله تمضي علي رؤس الخلائق … ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام …

ربما يقول لي البعض، لماذا خالفت المنهج التقليدي في التعزية والعزاء، والترحم على الأموات … وارفقت رمزية فاطمة زهراء بالعزاء … فأقول هذا هو الفنان الأمين عبد اللطيف حيا وميتا … وهذه هي رسالته الفنية النضالية التي أنفق عمره في سبيلها … وتركها تراثا وكسبا لكل الأجيال … وأغنية فاطمة زهراء تشكل رمزاً لقيم الحق والعدل والحرية والوطنية الصادقة … ومنارة للعقل والضمير الجمعي للأمة … عندما تتوحد حول قضيتها … وتؤمن بعدالة أهدافها النبيلة … ورمزية فاطمة زهراء هي أنسب ما نعزي به الناس … لأن فيها نفس وروح وجسد ورسالة الراحل المقيم الأمين عبد اللطيف … وأغاني الرمزية الوطنية السياسية تجدها في كل المنتوج الفني لهذا الفنان الأمين، وبها تميز عن غيره من الفنانيين … في مقارعة قوي الإستعمار، وحكم الإستبداد.

رحم الله الفنان الأمين عبد اللطيف واسكنه فسيح الجنان … وتعازينا لأسرته الصغيرة …. وأهله وذوية … ومحبيه … ومعجبيه … ولعموم الشعب الأرتري …

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *