ماذا تتضمن فاتورة الوحدة الوطنية هذه المرة؟ وهل باستطاعة المكون المسلم دفعها ؟

awate35

 

علي عافه إدريس

 

   من البديهي أن يحب أبناء الوطن وطنهم و أن يحرصوا ليروه متماسكا وقويا ، ومن يحب يسعى بكل ما أوتي من قوة للمحافظة على حبيبه ، والمحافظة على الحبيب(الوطن) تعني المحافظة على تماسكه وقوته!  وأن ذلك التماسك وتلك القوة لا تتأتى للوطن إلا بوحدة وطنية حقيقية والوحدة الوطنية الحقيقية لها ثمن وهو ثمن باهظ ومكلف وفاتورته كبيرة إذا ما قامت احدى المكونات بدفعه لوحدها ، بينما الثمن سيكون ضئيلا وفاتورته صغيرة في قيمتها إذا ساهمت كل المكونات في دفعه ، وحتى لا أتوه بالقارئ الثمن الذي تتضمنه الفاتورة هو التنازلات الضئيلة والقبول بالآخر الذي يجب أن تقدمه كل مكونات الوطن لبعضها البعض من أجل بقاء الوطن متماسكا قوياً ، وفي ارتريا طيلة السبعين سنة الماضية(1945م ـ 2015م) بقى الوطن قائما وظلت وحدته قائمة لأن المكون المسلم كان في كل مرة يدفع الفاتورة ، فالوحدة الوطنية الأرترية وجدت لأن المكون المسلم كان دائما مستعدا للتنازل والتضحية من أجلها ، وأن الوحدة الوطنية الارترية مرت بالكثير من المراحل السيئة وأن أسوأ مرحلة تمر بها هي مرحلتنا الحالية وتأتي بعدها في السوء فترة تقرير المصير رغم السوء البائن للعيان لتلك المرحلة ، إلا أنها كانت أولا: أقل ضررا من هذه المرحلة ، وثانياً: نتائجها السلبية تمت معالجتها في المراحل اللاحقة ، أما نتائج هذه المرحلة تكمن خطورتها في ارتفاع فاتورتها للدرجة التي يمكن أن يعجز عن دفعها المكون المسلم ، فقد تجاوزت التنازلات عنده اللحم لتصل إلى العظم ، وربما العودة قليلا للتاريخ سيساعدنا على معرفة الفواتير التي دفعت فيما سبق وكذلك قيمة الفاتورة التي لازالت تحت الحساب والتي على المكون المسلم دفعها لبقاء الوطن موحدا.

    لفترات زمنية طويلة وقبل وصول الايطاليون عاشت المكونات الارترية ضمن الحدود الجغرافية المعروفة حاليا بارتريا بسلام نسبي للفاصل الجغرافي بين المكونين الاساسيين للمجتمع الارتري المسلم والمسيحي و وعورة الطرق للتواصل بينهما هذا من ناحية ومن ناحية ثانية الاعتراف الضمني المتبادل بحقوق الآخر في كل مكون على حدة ، وقد كان ذلك بالرغم من وجود التعدد الاثني والديني و التنوع في أنماط المعيشة ، وقد تمكن الجميع  من الاستمرار والعيش بسلام باستثناء فترات متقطعة كان يٌفقد فيها الأمن تحت هجمات العصابات الأثيوبية ، وعندما جاء الايطاليون بجيوشهم وبسطوا سيطرتهم على تلك البقعة وسموها أرتريا في 1890م ، بقى ذلك التعايش على نفس نمطه السابق ولم يتغير ، بل أن الايطاليين استفادوا منه في استتباب الأمن والسيطرة الأمنية على أرتريا دون جهود كبيرة ، ورغم كثرة المساوئ للحكم الايطالي التي أقلها الاضطهاد و نظام الفصل العنصري ونهب خيرات البلد ، إلا أن بعض ما أنجزه الايطاليون كان له مردود في ايجاد روابط بين المكونات الارترية لم تكن موجودة من قبل وتلك الأمور التي أنجزها الايطاليون هي:

  • إنشاء حكومة مركزية قوية مكنتهم من فرض القانون والنظام العام .
  • بناء شبكة طرق حديثة ربطت معظم المناطق الارترية.
  • انشاء الكثير من المصانع في المدن الأرترية التي قامت حولها الكثير من الأحياء العشوائية الفقيرة التي ضمت خليطا من المكونات الارترية .

وقد نجم عن ذلك انتعاش اقتصادي ملحوظ ، أدى بدوره إلى بروز مجموعة من عمال المزارع والمصانع و الإنشاءات المعمارية ، وفئة من المتعلمين ذوي كفاءات محدودة بما يلبي حاجات الايطاليين و عدد ضخم من المجندين في الجيش .

 كل تلك العوامل مجتمعة أوجدت رابط مشترك بين المكونات الارترية التي عاشت تلك الظروف وهي مجتمعة ، كما أن الطرق سهلت عملية الانتقال بين المناطق الارترية المختلفة ، الأمر الذي عزز و ساعد على خلق وعي و انتماء جمعي لوطن واحد ، و كانت تلك نقطة انطلاق نحو نمو الشعور الوطني الإرتري الوليد والذي كان ينبغي أن يعمق ويعزز في المراحل التي تلت ذلك ، إلا أن ما حدث في فترة تقرير المصير والمرحلة الفيدرالية ثم في فترة الكفاح المسلح وأخيراً مرحلة الدولة ، جعل من الوحدة الوطنية محل اختبار دائم ، وكان المكون المسيحي دائما يلعب فيها دورا سلبيا مخططا له تستمر آثاره السلبية على الوحدة الوطنية لفترات طويلة ، وكان على المكون المسلم دائما درء تلك الآثار بدفع الفاتورة أي التنازل لاعادة اللحمة الوطنية واعادة الكرة كلما حدث ذلك من المكون المسيحي ، ومقالي هذا ليس القصد منه التأليب والتحريض ضد المكون المسيحي للمجتمع الارتري بقدر ما هو قراءة للتاريخ وتقييم للحاضر و تنبؤ بالمستقبل القريب ، فمن شأن معرفة ذلك أن يسهل عملية ايجاد الحلول حتى لا ينهار الوطن على رأس الجميع ، لهذا سأحاول أن أذكر أهم المحطات التي مرت بها الوحدة الوطنية في ارتريا والتنازلات التي قدمت لاستمرارها والتنازلات المطلوب تقديمها الآن.

     بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945م وهزيمة ايطاليا وضعت ارتريا تحت الانتداب البريطاني إلى حين تقرير مصيرها ، فانقسم الشعب الارتري لثلاثة أقسام :  قسم رئيسي ضم المكون المسلم مع قلة من المسيحيين يطالب باستقلال أرتريا ، وقسم رئيسي ثان ضم المكون المسيحي يطالب بضم أرتريا إلى أثيوبيا وكان السبب الرئيسي في معاناة الشعب الارتري إلى يومنا هذا ، وقسم ثالث ضم قلة من المسلمين يطالب بتقسيم أرتريا بين اثيوبيا والسودان وقد تلاشى هذا القسم سريعا في المرحلة الفيدرالية لأنه لم يكن يقف على أرضية صلبة . وقد ظل القسمان الآخران يتصارعان إلى يومنا هذا ، وأستغرقت عودة أغلبية المكون المسيحي للصف الوطني وللوحدة الوطنية واحد وثلاثون عاما وهي الفترة الممتدة من 1945 حتى 1976م .

ففي فترة تقرير المصير هذا المكون من أجل ضم أرتريا لأثيوبيا التي كانوا يصفونها بأمهم  استخدم كل الوسائل فاذاق المكون المسلم كل الويلات (قتل وأحرق وأرهب) من أجل اجباره للرضوخ لرغباته بالانضمام لأثيوبيا ، رافضا كل ما يطرحه الطرف الآخر ، و متناسيا أن للآخر حق في الوطن مثله تماما ، وتحمل المكون المسلم كل ذلك وظل متمسكا بالوطن ووحدته ولم يقدم المكون المسيحي أي بادرة حسن نية تجاه الآخر ، فحتى اجتماع بيت جرجيس الذي يتغنى به البعض ويعتبره انجازا تاريخيا باعتباره أول اجتماع وحدوي ولبنة مهمة في لم اللحمة الوطنية لم يكن سوى تناحر بين شقين من المكون المسيحي واثبات للأصل التجراوي للسيد/ ولدآب من قبل السيد/ تدلابايرو و يكفي لدحض تلك الأوهام التي يروج لها البعض أن أورد كلام قاله الزعيم إبراهيم سطان الذي نحترمه و نثق فيه كثيرا عن الموقف الذي حدث له في اجتماع بيت قرقيس وقد حكاه للأستاذ ألم سقد تسفاي وأورده هذا الأخير مع الكثير من التشكيك في صحته في كتابه “لن نفترق” ص (219) حيث قال الزعيم إبراهيم سلطان رحمة الله عليه : ((كنت جالساً على الأرض منهمكا ، والذي زاد الطين بلة الاحساس بالجوع ، فنهضت أريد الذهاب فأمسك بي بلاتا دمساس ودقيات حقوص وقالا لي “لقد أخطأنا فنحن لم نسأل إخوتنا المسلمين رأيهم ، فتكلم الآن يا إبراهيم” ، فقلت لهم : “ليس لدي ما أقوله ونحن قد وصلنا للتو من السفر ولا نمثل المسلمين. فالمسلمون لم يأتوا بعد … فعمداء قبائل بيت أسقدى ، وعمداء قبائل عد شوم والنارا والكوناما وعد نايب في مصوع وعد شوم الساهو والعساورتا والمنفيرى وزعماء الدناكل والجبرتى .. كل هؤلاء لم يأتوا ونحن لا نمثل إلا أنفسنا . لهذا أرجو أن تنهوا هذا الاجتماع وحددوا موعداً لاجتماع آخر يحضره الجميع”. بعد أن قلت لهم ذلك نهض شاب وبدأ يتحدث ، في حين كان الكبار صامتين فقال: ” عجباً يا إبن سلطان .. نحن لسنا عاطلين حتى ندعو كل من هب ودب من المسلمين البدو ، رعاة الأبقار والجمال … إن ما نقرره هنا سيتقبله المسلمون صاغرين ، وما نقوله سيتبعونه ، وما نفعله سيقبلونه على الرغم من أنفهم”. فأجبتهم قائلاً : ” إني لا أملك الوقت الراهن القدرة على مجاراتكم في الاساءة ، فنحن الموجودين هنا لا يزيد عددنا عن العشرة أو العشرين ، بينما أنتم بالمئات ، ويمكنكم كذلك أن تضعوا القمع في أنوف المسلمين وتصبوا ما تشاءون فيه .. ليوفقكم المولى .. قلت لهم ذلك وغادرت المكان” .

 انتهى حديث الزعيم ابراهيم سلطان رحمة الله عليه ، والمتمعن في النص سيخرج بنتيجة أن هذه النظرة وهذا التعالي الأجوف لم يتغير في يوم من الأيام ولازال سائداً حتى يومنا هذا عند المكون المسيحي وهو يتكرر من الكبير قبل الصغير ومن المثقف قبل الجاهل وربما لا زلنا نتذكر ما قاله السيد/ أدحنوم قبرماريام في اجتماع التنظيمات السياسية في أديس أبابا عندما أخذ يتعالى ويتفاخر أن كل الموجودين في الاجتماع لا يدرون ما كان يحدث في أرتريا لأنه كنا في ذلك الوقت قد سقناهم كالبهائم و أخرجناهم من أرتريا وطردناهم للسودان ، والسيد/ أدحنوم قبرماريام لمن لا يعرفه هو أحد أقطاب المكون المسيحي في المعارضة.

وعودة للتسلسل التاريخي ، لمّا فشلت مساعيهم وضاعت جهودهم وتبخرت أحلامهم في ضم أرتريا لأمهم أثيوبيا تحت اصرار وضغط المكون المسلم ، وبإشارة من الهالك هيلي سلاسي قبلوا على مضض بالاتحاد الفيدرالي وكرسوا كل جهودهم لتفريغه من محتواه الحقيقي فعند صياغة الدستور أصبح همهم الوحيد كيف يجردوا المكون المسلم من حقوقه التي كفلتها له الشراكة في الوطن ، فحتى اللغة العربية التي نستشهد دائما بأنها كانت لغة رسمية بجانب التجرنية في مرحلة الفيدرالية ، رفضوها بشدة وأغلقوا كل سبل التوافق في وجه اقرارها وعندما وافقوا عليها لم يكن ذلك إعطاء لحق أو تنازلاً لشريك في الوطن بل قبلوا بها ضمن عملية مقايضة مذلة ، فقد قايضوا المسلمين على القبول بممثل للامبراطور في أرتريا بصلاحيات كانت المسمار الأخير الذي سيدق في نعش الفيدرالية ، ففي حديث للزعيم عمر أكيتو رحمة الله عليه للأستاذ ألم سقد ورد في صفحة (178) من كتابه “فيدرالية أرتريا مع أثيوبيا” قال: الزعيم أكيتو” كنا قد قررنا من جانبنا أن نقاطع جلسات الجمعية ونترك كل شئ إذا لم يقبلوا اللغة العربية . وكنا منذ البداية نرفض وجود ممثل للأمبراطور في أرتريا. وقد أصبحت القضيتان تدريجياً متقابلتين. ثم بدأوا يقولون لنا :(أقبلوا ممثل الإمبراطور لنقبل اللغة العربية) لقد تحدثنا كثيرا خارج الجلسة. وفي الأخير قلنا(إذا كان هذا هو قدرنا فإننا نقبل ممثل الإمبراطور ، وذلك من أجل شعبنا ووحدتنا.) وقبلوا بدورهم اللغة العربية.أنتهى كلام الزعيم أكيتو ، ولاحظ معي أنه حسب ما جاء في حديث أكيتو أن المكون المسلم قبل بتلك المقايضة باعتبارها قدره و من أجل الشعب ووحدته.

 انتصروا بافراغ الاتحاد الفيدرالي من محتواه وكانوا يضعون اللمسات الأخيرة لضم أرتريا نهائيا لأثيوبيا عندما انطلق الكفاح المسلح ، فجندوا كل قواهم لدحر المكون الآخر وابادته بلا رحمة ولا شفقة رغبة في كسر تلك الثورة وهي في المهد ، فكلنا يعلم ماذا فعل الكوماندوس فقد قتلوا المكون المسلم جملةً وفرادا وأحرقوا قراه وهجروه بمئات الآلاف خارج وطنه ، فهم خلال أربعة أو خمسة سنوات فعلوا في المكون المسلم أضعاف ما فعله الجيش الاثيوبي طيلة أعوامه الثلاثين ، ومع هذا كان على المكون المسلم أن يكون وحدوي يفتح لهم صدره ترحابا بهم فيستوعبهم في صفوف ثورته في عامي 1975 و 1976م متناسيا كل تلك الآلام والمعاناة رغم أن جراحه منها كانت لاتزال تنزف.

بينما الاستقلاليون منهم الذين انحازوا للثورة منذ منتصف الستينات أصبح همهم كيف يسيطروا على الثورة وكيف يخرجوا المكون المسلم من دائرة الفعل ، وقد نجحوا في ذلك بعد فترة ليست طويلة ، وعندما نالت أرتريا استقلالها كانوا هم في الصدارة ، فكشفوا عن قناعهم ليظهروا وجههم الحقيقي و طبيعتهم الشيفونية المهيمنة ، التي ظهرت جليا في ارتكابهم الانتهاكات و الجرائم بدون وازع من ضمير بحق المكون المسلم وحرمانه من أبسط الحقوق والحريات الإنسانية الأساسية وحقوق المواطنة ، كما أن تأثير ذلك وانعكاساته تجلت بشكل خطير في عمليات الطمس الثقافي وعمليات الاستيلاء على الأرض والتوطين والتغييرات الديمغرافية التي جرت وإعاقة عودة اللاجئين ، والتوسع في بناء الكنائس والأديرة في عمق مناطق المسلمين ، لتفوق هذه الفترة على المرحلة الأولى من حيث تأثيرها السلبي على الوحدة الوطنية ، فلم تشهد الوحدة الوطنية تصدعا أكبر مما يحدث الآن وهو مرشح بقوة لتصدع أكبر ، كما أن ليس لديهم أي أستعداد للتنازل من أي مكاسب تحققت لهم ، فهم سواء كانوا تابعين للنظام أو معارضين له متمسكين بعدم اعادة التوازن الثقافي عبر اقرار اللغة العربية لغة رسمية للبلاد بالإضافة للتجرنية فلا يزالون في غيهم القديم ، وهم متفقين أن العربية لغة دخيلة القرآن الكريم ، وهم كذلك عازمون على إلغاء تاريخ الشهيد حامد عواتي ورفاقه الأبطال وهم أيضاً متمسكين بملكيتهم للأراضي في المنخفضات الارترية ويقولون أن نضالهم و استشهادهم في المنخفضات يعطيهم حق تملكها في الوقت أن المكون المسلم لم يكتسب ذلك الحق ، والاقرار بتملكهم لتلك الأراضي يعني أن لا معالجات للتغييرات الديمغرافية التي حدثت وكذلك لا عودة للاجئين أولا : بسبب العوائق والعراقيل التي يضعونها أمام تلك العودة ، وثانيا : بسبب استيلاء هؤلاء على أراضيهم ، كما أن الكنائس والأديرة ستبقى ما بقى أصحابها ، وحتى لا نظلمهم حسب ما يرددوا على مسامعنا أن لديهم الاستعداد لإرساء نظام ديمقراطي يتيح للجميع المشاركة في حكم البلاد وتتحقق من خلاله العدالة ، لهذا هم على استعداد للافراج عن المعتقلين ، والاسرى والبحث عن المفقودين والتحقيق في قضاياهم ، أما قضايا التهميش الثقافي والاستيلاء على الأرض وعودة اللاجئين فهي قضايا غير قابلة للنقاش ومن لم يرض بهذا العرض فهو شخص غير وحدوي يعرض سلامة البلاد للخطر ويجب مقاومته والوقوف صفا واحدا لمحاربته.

في حقيقة الأمر أن فاتورة الوحدة الوطنية منذ 1945م في تصاعد مستمر فبعد أن كانت تتطلب في مرحلة تقرير المصير تحمل المكون المسلم لهجمات عصابات الشفتا وما كانت تسببه من ترويع للآمنين ارتفعت تلك الفاتورة لتصبح التنازل عن الحقوق الثقافية والمشاركة الهامشية في الحكومة الفيدرالية وانتهاء بملاحقة القادة المسلمين  ، ثم ارتفعت مرة أخرى في بداية مرحلة الكفاح المسلح فأصبحت تتطلب تحمل حملات القتل والترويع والتهجير التي كانت تحدث من قبل الكوماندوس ومسامحة مرتكبي تلك الجرائم بل بعد خمسة عشر عاما استيعابهم في صفوف الثورة ، لتتضخم أخيرا تلك الفاتورة في عهد الدولة الأرترية بشكل مخيف وتصل إلى مرحلة التنازل عن الوجود الحقيقي للمسلمين في أرتريا و البنود التي تتضمنها فاتورة الوحدة الوطنية هذه المرة والتي على المكون المسلم دفعها حتى ينجو الوطن من مهالك الحرب الأهلية هي:

  • التنازل عن الحقوق الثقافية وفي مقدمتها اللغة العربية .
  • التنازل عن التاريخ وتحديدا تاريخ حامد عواتي ورفاقه الأبطال.
  • التنازل عن الأراضي.
  • القبول بالتغييرات الديمغرافية التي حدثت.
  • التنازل عن حق اللاجئين في العودة لأرضهم.
  • القبول بالكنائس والأديرة في المناطق المسلمة.

      فهل باستطاعة المكون المسلم دفع تلك الفاتورة الضخمة هذه المرة ؟ ولو استطاع دفع تلك الفاتورة الضخمة ألا يؤثر ذلك بشكل كبير على وجوده الحقيقي على الخارطة الأرترية ؟ وفي حالة أجبر على دفعها ماذا هو فاعل قبل أن يتحول حاله إلى حال مسلمي الروهينغا في بورما؟

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

للتواصل aliafaa@yhaoo.com

شاهد أيضاً

تهنئة

بمناسبة عيد الفطر المبارك تتقدم رابطة ابناء المنخفضات الإرترية للشعب الإرتري الأبي بأصدق التهاني القلبية …

الاعلام بين الماضي والحاضر

بقلم محمد نور موسى ظهر الإعلام الإرتري مع ظهور الحركة الوطنية الإرترية في مطلع أربعينات …

من مواضيع مجلة الناقوس-العدد التاسع

سعدية تسفو فدائية من جيل آخر! نقلا من صفحة الاستاذ ابراهيم حاج لترجمته من كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *