حجي جابر في ضيافة “اقرأ وارتق” – بالعاصمة القطرية

haji jaber12

 

الدوحة – منخفضات كوم

احتضن الحي الثقافي- كتارا بالدوحة مساء الجمعة الثاني عشر من شهر يونيو الجاري، أمسية نقاشية لمجموعة اقرأ وارتق الثقافية، وقد خُصصت الأمسية لمناقشة رواية مرسى فاطمة للروائي الإرتري حجي جابر، وتأتي هذه الأمسية ضمن الفعاليات الثقافية الشهرية الراتبة التي تقيمها مجموعة ” اقرأ وارتق الثقافية” ويرعاها ويشرف عليها ” نادي ، الكتاب خير جليس” بالحي الثقافي-كتارا بالعاصمة القطرية الدوحة. واستمع الحضور الذي غصت به مقاعد القاعة لتعريف موجز من مقدم الأمسية قبل أن يبدأ الروائي حجي جابر حديثاً عن ظروف كتابة مرسى فاطمة، حيث تناول بالشرح كيف أن رواية مرسى فاطمة تعد أحبّ أعماله الأدبية إلى قلبه سيما وأنه بذل فيها الكثير من الجهد والعناء في جمع خام المادة من شهادات عدد كبير من الإرتريين الذين خاضوا تجربة العيش في مخيمات اللاجئين في الشجراب بشرق السودان، أو خدموا في معسكرات التجنيد الإجباري في معسكر ساوا بدولة إرتريا، وأضاف حجي جابر أن مرسى فاطمة تعتبر أكثر نضجا مقارنة بباكورة أعماله الأدبية رواية سمراويت، غير أنه أشار إلى أن الأخيرة حظيت بنجاح أكبر.

حجي جابر.jpg4

وشدد الروائي الإرتري على أن كل شخص لديه حكاية تستحق أن تُروى لكن الغالبية يخشون من الإقدام على الكتابة ويضعون بينهم وبينها جدارا يمنعهم من تحويلها إلى عمل أدبي مقروء أو مشاهد.

حجي-جابر10

وقد شكلت المقدمة التي تفضل بها المؤلف منصة انطلقت منها الأسئلة والمداخلات حول أحداث الرواية و شخوصها وتفاعلاتها، وقد تميز حضور مرسى فاطمة بالثراء والتنوع حيث تشرفت الجلسة النقاشية بحضور عدد من الجنسيات العربية من الأردن وسوريا والسودان وفلسطين وموريتانيا إلى جانب الحضور الأرتري الكثيف ، يشار هنا، إلى أن رواية مرسى فاطمة هي عمل أدبي منقوع بالألم المعتّق ، عمل مشحون بتفاصيل الأهوال التي يتعرض لها الإنسان وهو يكافح بإصرار أسطوري لا يقبل الهزيمة، متشبثا بحبل الأمل الممتد من شارع مرسى فاطمة في قلب العاصمة الإرترية أسمرا مرورا بمعسكر التجنيد الإجباري” ساوا ” في غرب البلاد، وصولا إلى مخيم الشجراب للاجئين الإرتريين بشرق السودان، هناك حيث تعيش أم أواب التي لا تفتأ حجي-جابر15تترقب عودة رضيعها الذي اختطفته عصابات الإتجار بالبشر من حضنها، بينما كانت تحاول عبور الحدود الإرترية عائدة إلى هذا المخيم الذي غادرته فور سماعها خبر استقلال بلادها لترتد إليه مشحونة بالخوف مكسورة الخاطر، وأمير، ذلك الشاب الصنديد الذي جارت عليه الحياة وأناخت عليه الدنيا بكلكلها، يتجرع كلاهما حياة البؤس والرعب المقيم معهما في تلافيف خيام المعسكر البالية، يحتفظ أمير بكلية يتيمة واحدة بعد أن سرقت منه الأخرى عصابات الشفتا في صحراء سيناء، وبطل الرواية الذي يهيم على وجهه لا يلوي على شيئ بحثا عن محبوبته سلمى، و يمور في دوائر ومتاهات تتقاذفه أهوالها وهو يدوس على أشواكها صابرا متحملا في سبيل الفوز بلحظة من حياته يقف فيها أمام محبوبته التي أخذت معها قلبه المكلوم وارتحلت ، ربما ارتحلت وربما لا ، ولكنه يظل يدور حول أثرها غير أنه يقبض الريح من كل اسفاره ليعود إلى مسقط رأس حبه الأول في شارع مرسى فاطمة، إن تفاعلات الأحداث في مرسى فاطمة شيقة وممتعة وجديرة بالوقوف عندها، إنها رسالة إنسانية تتسم بالقوة والجرأة في التناول ولعل القارئ يجد تفسيرات كثيرة لحقيقة الصور والظلال التي أراد المؤلف إيصالها إلى القارئ من خلال هذا العمل الأدبي الملتزم حد الإنصهار بهموم الإنسان الإرتري.

حجي-جابر7

اختتمت الجلسة بلفتة احتفائية قدمتها مجموعة اقرأ وارتق الثقافية للكتاب حجي جابر وهي عبارة عن “تورتة” رسم عليها غلاف الرواية الجديدة لنفس الكاتب ” لُعْبة المِغْزَل” التي ستصدر قريبا جدا. وقد أدار جلسة النقاش حامد سلمان.

حجي-جابر5

 يجدر بالذكر أن مجموعة “اقرأ وارتق الثقافية” هي مجموعة تعنى بالقراءة الحرة وتعمل على التشجيع على القراءة والحوار ، وذلك بقراءة كتاب كل شهر ومن ثم مناقشته، وقد ناقشت العديد من الكتب القيمة منها – الهويات القاتلة للكاتب أمين معلوف – كيف نختلف للد كتور سلمان العودة – نهاية طاغية لنجيب الكيلاني –المجمتع المدني دراسة نقدية – للدكتور عزمي بشارة- رواية فريج المرر للروائي والاعلامي حامد الناظر وكتاب ” إرتريا مئة عام من النضال، الآمال والمآل” للكاتب الإرتري إبرهيم كبوشي، ورواية مرسى فاطمة للروائي الإرتري حجي جابر كأحدث الكتب التي تناولتها المجموعة في حلقات أمسياتها الثقافية.

حجي-جابر12

شاهد أيضاً

تهنئة

بمناسبة عيد الفطر المبارك تتقدم رابطة ابناء المنخفضات الإرترية للشعب الإرتري الأبي بأصدق التهاني القلبية …

الاعلام بين الماضي والحاضر

بقلم محمد نور موسى ظهر الإعلام الإرتري مع ظهور الحركة الوطنية الإرترية في مطلع أربعينات …

من مواضيع مجلة الناقوس-العدد التاسع

سعدية تسفو فدائية من جيل آخر! نقلا من صفحة الاستاذ ابراهيم حاج لترجمته من كتاب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *