اليوم العالمي للمرأة 08 مارس 2023
يصادف اليوم 08 مارس اليوم العامي للمرأة، وهو اليوم الذي يحتفي فيه العالم أجمع منذ إقراره من قبل هيئة الأمم المتحددة في العام1975 م إثر نضالات متعددة خاضتها المرأة على مستوى العالم لنيل حقوقها في المساواة بينها وبين الرجل في أجور العمل واحترام حقها الانساني في الوجود، وذلك للاحتفال بما حققته من إنجازاتها في مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لتعزيز دورها الرائد في نهضة وبناء المجتمعات، والتأكيد على الحقوق المتساوية للمرأة.
بهذه المناسبة لايسعنا إلا ان نتقدم باسمى آيات التهنئة الحارة لكل نساء العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي بشكل عام، والتحية والتقدير والتهنئة الخاصة للمرأة الإرترية لدورها البارز في نضالات شعبها رغم ماتعرضت له من اضطهاد ومظالم مزدوجة من قبل المجتمع وقوى الاحتلال، ومن قبل قوى الهيمنة والتسلط المتمثلة في النظام الحالي، ونثمن عاليا نضالاتها المستمرة مع بقية فئات الشعب الإرتري وقواه المناضلة للتخلص من نظام الهيمنة القومية، ونضالاتها من أجل نيل حقوقها الخاصة. كما نخص بالتهنئة والتحية الاخوات عضوات رابطة أبناء المنخفضات الإرترية على مساهماتهن الغنية في دعم مسيرة الرابطة من خلال عطائهن الغير محدود.
ونحن إذ نحتفي بالمرأة الارترية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نشيد بانجازاتها ونعرب عن وقوفنا بجانبها من أجل الدفاع عن حقوقها الخاصة والاعتراف بالتحديات التي تواجهها، ونرى لزاما علينا كجزء يسير من العرفان بالجميل الإشارة لنضالاتها الثرة من أجل شعبها ووطنها:
- لعبت المرأة الإرترية المنتمية لمختلف مكونات الشعب الإرتري أدوارا مشهودة في نضالات شعبها منذ بدايات نضاله الاولى خاصة أبان فترة الكفاح المسلح، فبالرغم من عدم انخراطها بشكل مباشر في بدايات العمل ضد قوات الإحتلال الإثيوبي،إلا أنها كانت الركيزة الاساسية التي اتكأ عليها رجالات الرعيل الاول من المناضلين الذين قدحوا فتيل الثورة للتفرغ للعمل النضالي، حيث كانت المرأة صمام الأمان الذي أمن خلفيتهم من خلال تكفلها برعاية أسرتها بدون أن تحملهم أعباء المطالبة بما يعيلها وأبنائها بل اكتفت بالقليل الذي كان يأتيها وبحثت عن مصادر دخل إضافية من خلال العمل، ولم يكن لهن من معيل سوى إيمانها بالمبادئ التي انطلقت الثورة من أجلها، وقد صبرت وعانت في سبيل ذلك بشكل غير محدود، من خلال السهر على تربية أولادها وتعليمهم رغم صعوبة الحياة وقسوتها.
- ولم تكتف بهذا الدور، بل فرغت نفسها في خدمة بيوت الجنود التي كانت مركزاً لتجمع المرضي وجرحى حرب التحرير في السودان، فكن يتناوبن على تلبية كل إحتياجات هؤلاء المناضلين ورعايتهم رعاية كاملة من أكل وشرب ورعاية صحية. ونذكر من اللآتي تفرغن لهذا العمل بجانب مسؤلياتهم الأسرية على سبيل المثال وليس الحصر المناضلات:
(فاطمة محموداي، نسريت كرار، خديجة نور، زينب محمد موسى ، ستل حامد ، جمعة عمر، جمع بابور، فايدة) وأخريات رحم الله من فارقن الحياة منهن ومتع الأحياء منهن بالصحة والعافية . (وفي المراحل اللاحقة كن النواة الأولى للاتحاد العام للمرأة الإرترية).
- عملن في مجال التمريض حيث حصلن على دورات تدريبية في هذا المجال للعب دورهن النضالي في المساهمة بجانب اخوانهن من المناضلين، منهن المناضلات (نسريت كرار، وبخيتة عبد الله)
- · لم تتردد في حمل السلاح في صفوف الثورة جنباً إلى جنب مع أخوانهن من المناضلين عندما احتاج منها العمل النضالي ذلك، وقدمن تضحيات كبيرة، نذكر منهن المناضلة الفدائية سعدية تسفو
- شغلت مناصب قيادية في إدارة العمل النضالي، فكانت السيدة / آمنة ملكين أول إمرأة شغلت موقعاً قيادياً في المجلس الثوري لجبهة التحرير الإرترية تلتها السيدة / زهرة جابر وأخريات لاحقاً.
- كما عملت على المساهمة في تطوير مساهمات المرأة الإرترية بشكل أكبر عبر العلاقات التي خلقها الإتحاد العام للمرأة الإرترية مع الاتحادات النسائية المحلية والعالمية، والذي كان له الصدى الأكبر في دعم الثورة الإرترية وإيصال صوتها لقطاعات أوسع من العالم.
- ومازالت تعمل مع بقية فصائل وقوى العمل المعارض الإرتري، أعضاء منظمات وتنظيمات وناشطات في فضح ومقارعة نظام الهيمنة القومية، انسجاما مع الدور الرائد الذي لعبته الرائدات الاوائل من النساء الإرتريات في السابق، من أجل رفع الظلم والضيم عن مجتمعاتها، وللحفاظ على حقوق شعبها، وحقوقها الخاصة في ظل نظام حكم عادل يوفر الحياة الكريمة والحرية والمساواة لجميع مكونات الشعب الإرتري.
وبالرغم من الانجازات التي تحققت لصالح المرأة على مستوى العالم والتي كان إعلان ومنهاج عمل بيجين الذي اعتمد في العام 1995م تتويجا لنضالاتها ونقطة انطلاق متقدمة، وخارطة طريق لتكريس حقوق المرأة على المستوى العالمي، إلا أننا نجد بان إرتريا تأتي في ذيل قائمة الدول التي ترعى وتحترم حقوق المرأة، من حيث أنها أحد ضحاياه المباشرة ، بل والأكثر استغلالا من خلال ماتتعرض له من مظالم واضطهاد من تسخيرها للاعمال البدنية الشاقة في مشروع الخدمة المدنية الإجبارية، الذي يتعارض مع طبيعتها الأنثوية ومع الأعراف والتقاليد التي تحكم المجتمعات الذي تنتمي إليها، هذا بجانب امتهان كرامتها الانسانية وماتتعرض له من اغتصاب وتهجير وتعذيب وحشي من قبل قوات النظام الحاكم في معسكرات التدريب، والتعرض للاعتقالات التعسفية، بالاضافة لما يطالها من استهداف في رحلة الهروب مع بقية فئات الشعب الإرتري من جحيم النظام من قبل عصابات الاتجار بالبشر.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة نناشد المجتمع المحلي ممثلا في الإتحاد الأفريقي، والمجتمع الدولي ممثلاً في هيئاته الدولية (مجلس حقوق الإنسان)، بممارسة اقصى درجات الضغط على النظام الإرتري، واجباره على الالتزام بالمواثيق الدولية التي تفرض على الدول الاعضاء في المجتمع الدولي على احترام حقوق الانسان بشكل عام واحترام حقوق المرأة الإرترية بشكل خاص وإيقاف كافة اشكال الانتهاكات التي تمارس بحقها، واطلاق سراح السجينات منهن من سجون نظام البطش والارهاب.
رابطة ابناء المنخفضات الإرترية
المكتب التنفيذي