غزة .. تقاوم

gaza

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

………….

حجي جابر

سريعاً انتقلت المقاومة الفلسطينية، ونقلتنا معها نحن معشر الذين لم نعد نملك إلا الفُرجة، من هاشتاغ «غزة تحت النار» إلى الهاشتاغ الذي اخترته عنواناً لهذه المقالة.

هذا الصمود البطولي يُنبىء بقرب انتقالنا قريباً إلى عبارة جديدة ستكون الأكثر ألقاً وتأثيراً وهي «غزة تنتصر». انتصارٌ غدت المقاومة الفلسطينية على مشارفه وهي تكبّد الاحتلال خسائر متتالية لا تتوقف عند عدد القتلى في صفوف قواته، بل تجاوزته إلى الخسائر المادية والعزلة السياسية مع تعليق عدد كبير من شركات الطيران العالمية لرحلاتها إلى مطار بن غوريون في تل أبيب. غير أن أكبر خسارة لحقت بالإسرائيليين هي هزّ صورة تفوقهم وتمريغها في الوحل. فالصدمة في إسرائيل فاقت كل حدّ من قدرة المقاومة الفلسطينية على جعل الملاجىء هي المكان الأساسي لحياة الإسرائيليين، وما عداه هو الاستثناء.

لكني اليوم وحين أتحدث عن المقاومة، فلابد أن أذكر صاحب الفضل الأكبر في صمودها، وهو الحاضنة الشعبية التي احتضنتها، والتحمت بها، وصبرت وهي تتجرع مرارات العدوان الإسرائيلي بغية الوصول إلى هذا النصر.

الناس في غزة هم الأبطال، الشهداء والجرحى والمفجوعون في أحبابهم. الأطفال والنساء والشيوخ هم الأبطال الذين يُنسب إليهم هذا النصر.

الأبطال هم أولئك الذين رقصوا فرحاً وهم يستلمون جثامين أحبابهم ما إن سمعوا بأسر المقاومة لجندي إسرائيلي. الأبطال هم الذين قصفت إسرائيل منازلهم فجلسوا على ركامها وهم يؤكدون دعمهم للمقاومة للأخذ بثأرهم. الأبطال هم الأطفال الذي كبروا رغماً عنهم ألف سنة في هذه الأيام القليلة، كي يحتضنوا أوجاع أهاليهم، ويرفعوا علامة النصر، بينما الشظايا تتقاسم أجسادهم الغضة.

وبالحديث عن الشظايا والجروح يبرز عالياً مستشفى الشفاء الذي يتحول لأيقونة أمل وإصرار على الحياة مع كل عدوان إسرائيلي جديد.

الأبطال هنا أيضا هم أولئك العاملون في الحقل الطبي الفلسطيني، وقد كانوا قبيل العدوان يشتكون من عدم تسلمهم لرواتبهم لأشهر مضت، غير أنهم سرعان ما تركوا ذلك خلفهم وواصلوا الليل بالنهار في محاولة إنقاذ الجرحى وعلاجهم، دون أن يكون ذلك أكبر معاناتهم؛ فقد قصفت إسرائيل حتى الآن ثلاثة مستشفيات آخرها كان مستشفى الأقصى. غير أن ذلك لم يُغيّر من الأمر شيء في مدى التزام الطواقم الطبية بعملها الذي أصبح فائق الخطورة.

 

مادس غيلبرت هو أيضا أحد الأبطال في غزة. فالطبيب النرويجي المتطوع في مستشفى الشفاء، والذي يُقدّم صورة بهية للإنسانية حين تنحاز للضعفاء والمغلوبين دون وضع الدين أو العرق أو الجغرافيا في الاعتبار. غيلبرت يبذل جهده في إنقاذ أرواح الفلسطينيين، وله صورة مشهورة وهو يطبع قُبلة حانية على خد طفل كانت الشهادة أقرب إليه من محاولات الطبيب المستميتة لإنقاذه. وكان الطبيب النرويجي قد وجه دعوة للرئيس باراك أوباما كي يقضي ليلة في مستشفى الشفاء ليعاين بنفسه المأساة التي يعيشها الفلسطينيون هناك!

 

أبطال غزة لا ينتهون، ومن هؤلاء الإعلاميون الذي وضعوا أرواحهم على أكفّهم وهم يركضون من موقع إلى آخر كي ينقلوا الصورة إلى العالم، دون ضامن أن تتجنب آلة الحرب الإسرائيلية العمياء استهدافهم. يضاف إلى هؤلاء العاملين في الإعلام التقليدي، الناشطون في الإعلام الاجتماعي، والذين يتابعون لحظة بلحظة أخبار غزة وينقلونها للعالم، وهم الذي اختاروا عبارة «غزة تحت النار» قبل أن ينتقلوا مع المقاومة لاختيار «غزة تقاوم»، وهم الذي سيكتبون بزهو بالغ العبارة الخالدة «غزة تنتصر».

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الثاني أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي متابعة : ماذا حدث لك بعد نجاح العملية …

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *