بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيسها: رابطة أبناء المنخفضات الارترية .. وثيقة واضحة وممارسة شجاعة.

cover-mars29-600

في البدء وبمناسبة الذكرى الثانية لإعلان وثيقة لمّ الشمل لأبناء مجتمع المنخفضات الإرترية لا بد من توجيه التحية النضالية لكل أبناء المنخفضات حيثما كانوا على وقفتهم الشجاعة وايمانهم الراسخ بالمبادئ والمنطلقات المؤشرة في وثيقتهم النضالية التي افرزتها واملاها واقع الجور والإستبداد المفروض على شعبنا من عصابة نظام الحكم الدكتاتوري الشمولي الإقصائي ، كما نتوجه بالتحية والإعتزاز لكل المواقف الصريحة والواضحة من مختلف شرائح مجتمعنا الإرتري الذين تفاعلوا بايجابية مع بنود الوثيقة وناقشوها بموضوعية وروح ايجابية ساهمت في الإرتقاء بممارستها على ارض الواقع لتشكل واحدة من القواعد الراسخة والمنطلقات الجريئة في مواجهة العصابة الحاكمة ومن يمالؤها من المغرضين وذوي المصالح الضيقة المرتبطة بالنظام وأعوانه.

            ونحن اليوم .. اذ نطوي العام الثاني منذ اعلان هذه الوثيقة في السمنار التاريخي الذي عقد في لندن في 29/3/2014م ، فإن ثقتنا تلامس الذرى بصدق وواقعية وعلمية ما طالبت به الوثيقة لتحقيق المساواة العادلة والحرية الكاملة لهذا القطاع الواسع من ابناء شعبنا المتميز بدوره الرائد والواسع في مسيرة التحرر الوطني عبر ثورة شاملة استقطبت كل جماهير شعبنا لتصطف على طريق الحرية والإنعتاق من ربقة الاستعمار ومن والاه من قاصرى الرؤيا ومن تعامت اعينهم عن مواجهة اطماع الامبراطورية الإثيوبية .

            لقد انبثقت وثيقة لمّ الشمل في ظروف تاريخي كادت ان تضيع فيه معالم الحقوق الثابتة ، ليس لأبناء المنخفضات فحسب ، بل لكل مكونات ابناء شعبنا الذين تعددت وسائل مطالبتهم بحقوقهم المكفولة بطرق ووسائل مشروعة في العمل السياسي والمدني ، كرد عملي متوازن يواجه المخطط العدواني لعصابة الشعبية الذي افصح عن رغباته وتطلعاته الاستعلائية والعدوانية المبيتة في وثيقة نحنان عالمنان ، التي وجدت رحبة واسعة لتطبيقها على ارض الواقع منذ فجر الاستقلال والى يومنا هذا ، بحيث أدت وبلا لبس لهضم واهدار الاستحقاقات الوطنية المشروعة لأبناء الشعب الإرتري ، وفي وضع كهذا لامناص من ان تنبري كل فئة من ابناء شعبنا لوضع محددات رؤيتها الواقعية لضمان حقوقها ضمن السياق الكلي الذي يحقق لكل مكون تطلعاته ،  وذلك بالتوافق على عقد اجتماعي شامل يضمن للجميع المساواة العادلة في تقاسم السلطة والثروة يتم التراضى عليه من كل مكونات الشعب الإرتري وتؤمنه المؤسسات الدستورية والقانونية المنتخبة بارادة حرة للجميع .

            ونجد لزاماً علينا ونحن نلج الى رحاب العام الثالث من مسيرة الرابطة التأكيد  لكل الطيف السياسي والمدني الإرتري المصطف في ميدان المقاومة الوطنية للنظام الطائفي الشوفيني التأكيد على ضرورة اعادة القراءة الواقعية لمعطيات الراهن الإرتري وتداعياته حيث بات واضحاً ان الحقائق التي كنا نتعامل معها كمسلمات ، مثل الوحدة الوطنية ، والتعايش السلمي ، والوطن للجميع ومسئولية بنائه على عاتق الجميع ، قد شابته وتداخلت معها وللأسف معطيات اخرى تحاول التمظهر كما لو كانت حقائق مسلم بها ، وفي هذا السياق ينبغي من الجميع الاعتراف ودون مكابرة أو تلاوم أو قفز فوق الحقائق والوقائع الماثلة امام العيان : أن وحدة الوطن قد أوجزت في ضمان وتأكيد استحقاقات مكون واحد استأسد على الجميع ، وان الثقافة الوطنية قد حشرت وحددت على حرف واحد ، وان الوطن الإرتري قد وسمت شخصيته برسم قومية واحدة سخرت لها دوواين الدولة ومؤسساتها ووقفت على رأس الهرم لتقول : أنا ومن بعدي الطوفان ؟!

            وازاء هذه الصورة المشروخة للوطن ، أرضاً وشعباً ولغة وثقافة ، يكون من الطبيعي لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية ان ترفع صوتها ومطلوبها المشروع بقوة وتصطف في ميدان المواجهة ضد هذا النظام واعوانه ومن يتواطئ معه من المغرضين ومغيبي الوعي والضمير .

وبعد عامين من الوقفة والهبة الوطنية الواثقة للرابطة لنؤكد بثقة تدعمها الحقائق الماثلة على الارض بأن ابناء المنخفضات الإرترية قد انطلقوا ليكونوا وعاءً نضالياً راسخاً يطاول ويتحدى كل المعوقات في سبيل تحقيق تطلعاته المشروعة ، وفي هذا الوقت بالذات فإن الرابطة قد دخلت منذ فترة مناسبة في اعداد ومناقشة مختلف الأوراق التي ستشكل مادة أساسية للمؤتمر الأول لرابطة ابناء المنخفضات الإرترية والذي أُعد له ليكون منعطف تحول تنظيمي وجماهيري واسع تحققه جماهير الرابطة بإصرارها وايمانها لتضع الجميع وبصورة متميزة وفارقة أمام طرح نظري وموضوعي وعلمي لمطالب مجتمع أصيل من مكونات شعبنا الإرتري ، وان تزامن هذه الذكري المجيدة مع تحولات كبيرة في الساحة الوطنية المقاومة سيلقي على عاتق الرابطة وعبر مؤتمرها القادم اعباء إضافية ستتحملها بقدرة واستعداد عال للدفاع عن الحقوق والمصالح التي نادت بها وثيقتها ولعب دورها الوطني من أجل صون المشروع الوطني الذي تتضافر فيه جهود الجميع .

            في الختام نؤكد لجماهيرنا الواعية والملتزمة ، بأن رابطتهم التي استطاعت باقتدار تفويت الفرص على كل من تربص لها وسعى ليضع العراقيل والتشكيك على قدرة استمرارها ستناضل بقوة لتصل الى الأشواط المقررة وهي في كامل قوتها واعتدادها بقدرة ابناء المجتمع المؤمنين بعدالة قضيتهم وصدق مطالبهم المشروعة ، كما نؤكد بأن النظام المتهالك في اسمرا قد استنفذ كل فرص بقائه ، ونحن على يقين بان كل المحاولات التي تجري على الأرض وتجبر نظام العصابة الشوفيني لتسلق مشاريع سياسية جديدة في المنطقة ما هي الا محاولات يائسة بتسليم الرسالة الى جيل ثانٍ من الطائفيين والعنصريين الذين رضعوا من ذات الثدي المتعصب للحزب الحاكم .

تحية اجلال ومجد لشهداء شعبنا البواسل

تحية الصمود والشرف لكل المعتقلين والمغيبين قسراً في أقبية الظلم

النصر والتقدم لمناضلي شعبنا الصامد في الداخل

ويستمر نضال ابناء المنخفضات الإرترية

29/3/2016م

 

 

شاهد أيضاً

بيان بمناسبة الذكرى السادسة لميلاد رابطة ابناء المنخفضات الارترية

تمر علينا الذكرى السادسة لميلاد رابطة أبناء المنخفضات الارترية التي انطلقت في 29 من مارس …

إرتريا: منعطف خطير آخر

“رؤيتنا حول تطورات الأحداث الداخلية والخارجية وانعكاساتها المتوقعة على الشعب والوطن”. إن سياسة الهيمنة والإقصاء …

الذكرى 56 لمعركة تقوربا الخالدة

كثيرة هي الملاحم التي سطرها جيش التحرير الارتري في مواجهة قوى البغي والطغيان ممثلة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *