بيان بمناسبة الذكرى 33 لاستقلال إرتريا

 

بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثون  لاستقلال إرتريا، نتقدم بالتهنئة الحارة لكافة مكونات الشعب الإرتري الباسل الذي قدم تضحيات عظيمة من أجل تحقيق الاستقلال، ونخص بالتحية والاجلال والتقدير الشهداء الميامين الذين مهروا بدمائهم الطاهرة طريق الحرية والاستقلال، الذي يعتبر  تتويجاً  للبطولات العظيمة التي خاضوها منذ فترة تقرير المصير، تلك الفترة التي كانت حبلى بصراعات مريرة بين القوى التي كانت تطالب بالاستقلال، وتلك التي رفعت لواء الانضمام إلى إثيوبيا مروراً بفترة النضال السلمي، ثم انطلاقة الكفاح المسلح بقيادة البطل الشهيد حامد إدريس عواتي، التي سطر فيها الشعب الإرتري بكافة مكوناته أروع الملاحم البطولية قدم فيها الغالي والنفيس ومهرها بدماء أعز ابناءه من الشهداء الميامين حتى تحرير الأرض.

ورغم رجحان كفة طالبي الانضمام للوطن الأم المدعومين من الإمبراطورية الإثيوبية بكل ما تملك من قوة وعتاد، إلا أن خيار الشق الآخر من المجتمع الإرتري الذي وقف مع الاستقلال التام لإرتريا أرضاً وشعباً، الذي كتب له النجاح في نهاية المطاف بتحقيق الاستقلال. وكان عتادهم إيمان لا يقهر وعزيمة لا تلين شكلت المركز الجاذب لكافة مكونات الوطن.

لكن شاءت الأقدار ألا تنطوي محن هذا الشعب الأبي صفحتها ليبتلي بأبشع الأنظمة الاستبدادية التي شهدها التاريخ الحديث تسلطاً وجبروتاً لتطفئ نشوة الانتصار الذي مهر بالدم والتضحيات الجسام التي لا تقدر بثمن. لكننا على يقين بأن جذوة الثورة التي حمل شعلتها جيل الرواد الأوائل ستظل متقدة لا يهدأ لها بال حتى استكمال استحقاقات الاستقلال التي اجهضت من قبل سلطة الهيمنة القومية التي سيطرت على مقاليد الحكم في البلاد، وذلك لبناء دولة العدالة والقانون والمساواة التي نتطلع إليها كما حلم بها جيل الرواد المؤسسين.

وبنظرة سريعة لما خلفه نظام الهيمنة والتسلط طيلة الثلاثة والثلاثون عاماً من تحقيق الاستقلال نجد أنها جملة من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان الإرتري ممثلة في الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والتعذيب والقتل، ما أدى لتحويل البلاد لسجن كبير لكافة مكونات الوطن، وامتهان حقوق المرأة، إضافة لسياسات التهجير من خلال سياسة التوطين الممنهج للاستيلاء على أراضي المواطنين في المنخفضات والأجزاء الأخرى من الوطن، ومشروع الخدمة الوطنية غير محددة الأجل  التي تسببت في موجات الهجرة الجماعية لأعداد كبيرة من الشباب وتعرضهم  للموت في البحار والمحيطات والصحارى، ومن نجى منهم كان لقمة سائغة  لجرائم الاتجار بالبشر. إضافة للتدمير المتعمد لكل الأهداف التي ناضل الشعب الإرتري من أجلها، ليهنأ فيها بأبسط مقومات سبل العيش الكريم من تنمية واستقرار، ومشاركة عادلة في قسمة السلطة والثروة.

 

وإن ما تنذر به الأوضاع في الساحة الإرترية  تظهر بشكل جلي خطورتها على سيادة الوطن وحقوق المكونات الإرترية، حيث تجد المكونات الإرترية نفسها مرة أخرى أمام ذات التجاذبات التي حبلت بها مرحلة تقرير المصير، والتي اتسمت  بفرض المصالح عبر الحدود لمكون التجرينية على بقية مكونات الوطن، وعبرت عن نفسها في مشروع الانضمام لإثيوبيا الذي يتسق مع ممارسات النظام وتوجهاته طيلة الفترة السابقة، والمتمثلة في  ضرب فكرة قيام الدولة الإرترية من خلال التغييب المتعمد لبناء هياكلها التنفيذية ومؤسساتها التشريعية، وضرب اقتصادها والعمل على تفتيت وتمزيق النسيج المجتمعي لمكونات الشعب الإرتري، لتبرير افتقادها لمقومات وجودها كدولة مستقلة. وعلى الجانب الآخر تقف الكتلة الأخرى التي كانت تنادي بدولة (تجراي تجرينية) تتحين الفرص المناسبة التي تتيح لها نجاح مشروعها على حساب حقوق ومصالح بقية مكونات الوطن.

وأمام هذا الكم الهائل من الانتهاكات والامتهان المزرى لحرية وكرامة الإنسان الإرتري من قبل نظام الهيمنة القومية، ومصادرة حقه المشروع في الحياة الكريمة والتعبير عن إرادته في المشاركة في حكم البلاد، وتعريض مصير الوطن بأكمله للخطر، نرى بأن تعمل كافة مكونات الوطن وقواه المناضلة على وضع حد لهذا الواقع المأساوي، وذلك من خلال:

أولاً: الإعلان عن الرفض المطلق لهذا الواقع المذري الذي لا يقيم وزناً لحقوق ومصالح أصحاب المصلحة الحقيقية من كافة مكونات الشعب الإرتري في تحديد مصير هذا الوطن، وألا يترك مصيره لسياسات الأمر الواقع التي يقوم بها نظام الهيمنة القومية وأعوانه. والقيام بإجراء عملي يتبع ذلك.

ثانياً: أن تعمل كافة المكونات الإرترية وقوى العمل المعارض الإرتري على كسر حاجز فقدان الثقة في النفس والآخر والجلوس معاً على مائدة مستديرة لمناقشة كافة قضايا الوطن، وصياغة رؤية لكيفية معالجة أزمة الحكم التي أورثت الشعب الإرتري كل هذه الويلات طيلة 33 عاما من حكم نظام الهيمنة والاقصاء. وذلك من أجل التوافق على نظام الحكم الذي يضمن المشاركة العادلة في حكم البلاد، بتبني نظام حكم لا مركزي دستوري (فيدرالي) على قاعدة الاعتراف المتبادل بحقوق ومصالح كافة مكونات الشعب الإرتري، وفق صيغة لعقد اجتماعي جديد يرى فيه الجميع ملامحه في إطار وطن يسع الجميع.

 

عاشت نضالات الشعب الإرتري

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

الهزيمة لسياسات نظام الهيمنة القومية والإقصاء

المكتب التنفيذي لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *