بمناسبة الذكرى الواحدة والستون لانطلاقة ثورة سبتمبر المجيدة بقيادة الشهيد البطل حامد ادريس عواتي في 1 سبتمبر1961م، نتقدم بأحر التهاني القلبية لجماهير الشعب الإرتري الأبي.
كانت الانطلاقة نقطة تحول تاريخية في مسيرة شعبنا الذي آمن بحقه في حياة حرة وكريمة في وطن مستقل، وناضل في سبيل ذلك منذ أربعينات القرن الماضي، تلك الفترة التي كانت حبلى بإرهاصات تشكل معالم شعب متعدد الأعراق والثقافات والتطلعات، واتسمت بالبحث عن المشترك بين مكونات هذا الشعب التي جمعها القدر للعيش سويا على رقعة جغرافية واحدة، إلا أن طبيعة الصراع الحاد وانشداد أحد مكوناته لامتداده عبر الحدود الاثيوبية ولمصالحه القومية قد حسمت الصراع لصالح طالبي الانضمام إلى أثيوبيا، في حين ان خيار المكونات الأخرى من المجتمع الإرتري كان مع الاستقلال التام لإرتريا وشكلت نضالاتهم السلمية رصيد وأرضية لانطلاق وتفجير الكفاح المسلح تحت راية جبهة التحرير الإرترية التي كان لها شرف ريادة الكفاح المسلح الذي تكلل في نهاية المطاف بتحرير كامل التراب الوطني في 1991م.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فها هي مكونات هذا الشعب العظيم تجد نفسها مرة أخرى أمام ذات المنعطف التاريخي وعلى نفس الشاكلة التي بدأ بها الصراع في الأربعينيات، حيث نرى بوضوح بروز توجهات عبر الحدود مع اطراف الصراع في اثيوبيا، والتي كانت سببا في ضياع فرصة الاستقلال المبكر للشعب الإرتري ابان فترة تقرير المصير، وما حاق بكافة مكونات الشعب الإرتري من خسائر فادحة دفعت فيها إثماناً باهظة أثناء فترة الكفاح المسلح وحتى اللحظة الراهنة في ظل دولة الهيمنة القومية.
إن كل الحقائق والدلائل الماثلة أمامنا من ممارسات نظام الهيمنة القومية طيلة ما يزيد على الثلاثون عاما الماضية من الانتهاكات الصارخة لحقوق مكونات الشعب الارتري وهيمنته المطلقة على كافة مقدرات البلاد سلطة وثروة، وفرض هيمنة ثقافة أحادية تمثل مكونه الاجتماعي، كان مقدمة لما نراه اليوم من تماه مطلق مع خياراته الخاصة، تجلى ذلك بوضوح بعد توقيع اتفاقية الشراكة بين النظامين الارتري والاثيوبي في العام 2018 م في تصريحات رأس النظام الارتري التي أتت متماشية مع ما يعزز مضيه بشكل أحادي لإملاء خياراته الخاصة علي بقية مكونات الشعب الإرتري.
ومع كل هذا نعتقد بان خيارات الأمس لن تكون خيارات مكونات الشعب الإرتري في عالم اليوم، خاصة في ظل تنامي الوعي بالحقوق والمصالح التي سيكون لها الغلبة والقدح المعلى في إملاء المواقف والخيارات إذا وقف أصحاب هذه المصالح بحزم سدا منيعا في وجه من يحاول أن ينال من حقوقهم ومصالحهم المشروعة.
لذلك فإننا في رابطة ابناء المنخفضات الارترية، نرى بأن حل الازمة الارترية مرهون بأن تعمل كافة مكونات الشعب الإرتري وقواه المناضلة على توجيه الجهد والطاقات في اتجاه التوافق على صيفة للعقد الاجتماعي على أساس الاعتراف المتبادل بالتعدد والتنوع الإرتري بكل تجلياته لإيقاف دائرة الصراع المهلكة التي كانت وراء مأساة هذا الشعب وتفاقم معاناته، كما أنه الضمان لهزيمة الهيمنة القومية، من اجل بناء دولة العدالة والمساواة وحكم القانون التي تضمن الحقوق والمصالح والمشاركة العادلة في إدارة دفة الحكم وتقاسم الثروة في وطن الغد لكافة مكونات التعدد الإرتري.
ونسبة لما تمر به البلاد من تطورات ومحاولات النظام لاستدرار عطف الشعب الارتري في حروبه العبثية، فإننا نؤكد على الآتي:
- يتحمل هذا النظام وكل من يدعمونه نتائج حروبه وتدخله في شئون دول الجوار.
- ان محاولات النظام ومن يدعمه لتصوير معاركه هذه بأنها معارك وطنية ومحاولة استنفار أبناء شعبنا تحت مبررات ان الوطن في خطر، تعتبر خدمة لأهدافه التسلطية المعادية لمصالح مكونات التعدد الارتري.
- ان تقديم أي شكل من الدعم المادي أو المعنوي لهذا النظام يعتبر تكريس لسلطته واستمرارها.
- نناشد أصدقاء شعبنا وكل الشعوب المحبة للحرية والسلام ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات الاقليمية والدولية لممارسة كافة اشكال الضغوط عليه للكف عن انتهاكاته الصارخة لحقوق النسان.
في الختام نحن في رابطة أبناء المنخفضات الارترية باقون على العهد في خدمة الأهداف التي انطلقنا من أجلها في الدفاع عن الحقوق والمصالح لبناء دولة التعدد والعدالة والمساواة في إطار وطن يسع الجميع.
المجد والخلود لشهداء ثورة سبتمبر المجيدة
الخزي والعار لنظام الهيمنة القومية والاقصاء
المكتب التنفيذي