موقف رابطة أبناء المنخفضات الإرترية من التطورات الأخيرة في ساحة المعارضة

ell2

ان الرابطة، مسترشدة بوثيقتها ومبادئ عملها المعتمدة والمعلنة، تسعى للم شمل مجتمع المنخفضات الإرترية لتمكينه من الدفاع عن حقوقه ومصالحه الخاصة ولعب دوره الوطني المعهود. وانسجاما مع هذا الدور وما يمليه من متطلبات ومسئوليات، يكون لزاما عليها التفاعل الإيجابي مع محيطها المجتمعي والمحيط الوطني العام، وذلك بما يعزز ويخدم أهداف ومصالح مجتمع المنخفضات بشكل خاص والشعب الإرتري بوجه عام.

ان تعاملنا مع قوى المعارضة لا تحكمه ردود الأفعال والأهواء الشخصية ولا التحالفات التكتيكية غير المبدئية وانما ينطلق من فهمنا للصراع واطرافه وخاصة نخب التيجرنية التى عرفت عبر تاريخها بنزوعها نحو الهيمنة والإقصاء مما يستوجب النضال في سبيل تحقيق وضمان الحقوق والمصالح والحريات المشروعة للجميع والمؤسسة على الاعتراف والقبول بواقع التعدد الإرتري في كافة اشكاله االسياسية والمجتمعية والثقافية.  

من هذا المنطلق دعت الرابطة، بل ظلت تحث التنظيمات المنتمية لمجتمع المنخفضات للتنسيق فيما بينها والعمل لإقامة مظلة خاصة بها لتتمكن من الدفاع عن مصالحها ولحماية حقوقها الخاصة ومساهمتها الايجابية في المظلات الوطنية القائمة ودفع وتطوير النضال بما يحقق الأهداف الوطنية المتفق عليها بشكل أفضل .  هذا الى جانب ما تقوم به الرابطة من السعي المستمر لبناء علاقات لخلق وتهيئة ارضية نضالية مشتركة مع القوى السياسية الوطنية للنضال سويا من اجل العدل والمساواة وضد الهيمنة والتهميش.

ان جوهر الصراع فى المعارضة يتمثل في توجهين، أحدهما يدعو للنضال ضد الهيمنة والاقصاء القومي وما ترتب على ذلك من مظالم وضياع للحقوق ويرى ان الحل فى عقد اجتماعى ملزم يجترح حلولا للمشكل جملة وتفصيلا، والتوجه الآخر ينفى وجود الهيمنة والإقصاء بل يتماهى الى حد كبير مع معطياتها والحقائق التى فرضت على أرض الواقع ويرى ان المشكلة تتلخص فى وجود نظام دكتاتورى – لا انتماء دينى او قومى له – ومسالبه انه لا يعمل وفق دستور ويحجر على الحريات العامة ويوزع ظلمه على الجميع دون استثناء وان كل المشاكل ستحل بمجرد زواله . لذا، فإن الرابطة ترى ان يوضع الصراع في نصابه الطبيعي بدلا من الانجرار الى محاور تستهدف حرفه من مجراه وإفراغه من محتواه الحقيقي مما يهيىء الأرضية لقوي الهيمنة القومية للإستمرار فى تكريس سيطرتها على مقدرات الوطن وسطوتها على الشعب.

وفيما يتعلق بطريقة التعامل والتفاوض بين فصائل المعارضة ، فإن الرابطة ترى اهمية ان يكون التعامل من مبدأ الندية أي الاحترام والمساواة والاعتراف بالحقوق والمصالح والقبول بالتعدد الإرتري بشكل  متبادل بين الكيانات المختلفة وذلك لخلق الأرضية الصحيحة لعلاقات دائمة مبنية على أسس متينة وثابتة. ويمكن ان يتأتى ذلك من خلال عقد اجتمعات لحوارات بين فصيلين، او عدة فصائل بدعوة من جهات محايدة او صديقة، أو عدة فصائل بالاتفاق فيما بينها والاعداد المشترك للاجتماع وادارته وتمويله وليس بانفراد طرف واحد بالقرار وتحديده للمشاركين والأجندة وتوجيهه تبعا لذلك للمخرجات.

من هنا كان ولا يزال موقفنا الرافض لاجتماع نيروبي الذي افتقد لهذه الندية حيث تم بإعداد وتمويل وادارة “مدرخ”. الأمر الذي وضعها في قيادة المعارضة – التي ناضل معظمها منذ انفراد الجبهة الشعبية بالساحة عام 82م – في الوقت الذي كانت فيه “مدرخ” ضمن ادوات نظام القمع والهيمنة القومية. وهذا ليس نكران لحقهم في المعارضة ، لكنها دعوة لنظرة أعمق للأمر حيث المطلوب منهم الخروج من غموضهم وتحديد موقفهم من الهيمنة والإقصاء والتهميش الجاري في ارتريا بدون أي لبس باعتبار أنهم كانوا جزءا مهما في النظام الحالي ، وأيضا مطلوب منهم توضيح رؤاهم حول مستقبل نظام الحكم في إرتريا من خلال العمل الوطني الملموس على أرض الواقع ووفق برنامج سياسي واضح ومعلن .

أما بالنسبة للمجلس الوطني كمظلة جامعة فإن الرابطة تعتبره أفضل ما أنجزته قوى المعارضة الإرترية حتى الآن من حيث شمولية التمثيل واهمية ونوعية مخرجات مؤتمر أواسا كمبادئ واسس نظرية والذي جاء تتويجا لنضالات وجهود مخلصة استمرت سنين طويلة ، مما يستوجب المحافظة عليها والعمل على تطويرها.

ان رابطة أبناء المنخفضات – رغم إقرارها بأهمية دور وضرورة استمرار المجلس الوطني كوعاء وطني جامع أملا في ان يلعب دوره الوطني المنوط به بفعالية – الا انه لعدم وجود علاقة تنظيمية مباشرة تربطها بالمجلس ونسبة لعدم سعيها الى ذلك في الوقت الراهن لانشغالها الكامل بإنجاح اهدافها وتطوير برامج عملها، الأمر الذي يستدعي تكريس كل الجهد والوقت والإمكانيات المادية والبشرية لتحقيق هدف لم الشمل – ليس لها بالتالى دور مباشر فى المجلس ولكن هذا لم يمنعها من ممارسة دورها المجتمعي، بل يؤهلها لتلعب دورها الضاغط بفاعلية وحرية أكبر والذى بلا شك سيكون فى اتجاه المحافظة على تجربة المجلس الوطني وتطويرها والدفاع عنها في ظل حالة الوهن التي تعتري بنيته واداءه نتيجة للصراعات المحتدمة بين مكوناته والتي نرى انها لا تصب في خدمة مصالح واهداف مجتمعنا وشعبنا الارتري ولا تحقق تطلعاته نحو انجاز هدف التحول الديموقراطي الحقيقي المنشود.

واضافة الى الصراعات الضارة بين مكونات المجلس الوطني، فإن التجربة تتعرض الآن الى محاولات تغول من قبل قوى الهيمنة والاقصاء التى لم يرق لها ما تحقق من منجزات لصالح القوى المهمشة في مؤتمر أواسا والذي لم يشارك فيه جزء من هذه القوى ولكنها الآن تسعى كدأبها لسرقة نضالات مكونات الشعب الإرتري و العمل لحرفها عن مسارها المتفق والمجمع عليه.

لذا نهيب بالمجلس الوطني وقواه المناضلة من تنظيمات سياسية ومنظمات مدنية وفئوية وجماهير بالعمل على استعادة زمام المبادرة  للحفاظ على  الانجازات التي اكتسبت مشروعيتها من زخم  المشاركة الواسعة لكل الوان الطيف الارتري والبناء عليها لتطوير تجربة العمل المعارض من أجل غد مشرق في وطن تسوده مبادئ العدالة والمساواة. 

المجد والخلود لشهداء الشعب الارتري

والنصر لكافة حقوق المكونات الإرترية

اللجنة التنفيذية لرابطة أبناء المنخفضات الإرترية.

شاهد أيضاً

بيان بمناسبة الذكرى السادسة لميلاد رابطة ابناء المنخفضات الارترية

تمر علينا الذكرى السادسة لميلاد رابطة أبناء المنخفضات الارترية التي انطلقت في 29 من مارس …

إرتريا: منعطف خطير آخر

“رؤيتنا حول تطورات الأحداث الداخلية والخارجية وانعكاساتها المتوقعة على الشعب والوطن”. إن سياسة الهيمنة والإقصاء …

الذكرى 56 لمعركة تقوربا الخالدة

كثيرة هي الملاحم التي سطرها جيش التحرير الارتري في مواجهة قوى البغي والطغيان ممثلة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *