مذكرة القائد الشهيد عواتي للحكومة الإرترية

.

نص المذكرة التي قدمها القائد الشهيد عواتي الي الحكومه الأريتريه في1/3/1956م

الي رئيس الحكومه الاريتريه المحترم

أنا الموقع أدناه حامد ادريس عواتي فايدوم

في عام 1951 وقع معي الكلونيل الإنجليزي كراكنيل ، اتفاقا باسم الاداره البريطانيه ،الغي بموجبه سلاحي الذي كنت أحمله دفاعا عن اهلي في مناطق القاش وسيتيت وبركه من الغارات المتكرره التي كانوا يتعرضون لها من قبل قطاع الطرق ولصوص المواشي ،وتعهدت الادارة البريطانيه مقابل ذلك بمسؤوليه أمن المنطقه .
وبناءا علي هذا الاتفاق كان علي أن اضع السلاح وعلي الاداره البريطانيه العمل علي استتباب الامن والاستقرار في المنطقه التي اقيم فيها _قرست وفانكو اوقارو وأم حجر وتسني وهيكوتا . الا أن الادارة البريطانيه لم تف بعهدها لحماية المنطقه حيث اصبحت المنطقه نهبا لقطاع الطرق وانعدام الامن والاستقرار وفي كل مرة يحدث فيها خرق امن المنطقه كنت اتقدم بالتقارير وقد تقدمت بتقارير الي محافظتي بارنتو وتسني ولكن دون جدوي حيث لم تعد المواشي التي نهبت من البني عامر والباريا الي اصحابها .

وحاليا أود اطلاعكم بانه حدثت من 1951وحتي كتابه هذه المذكره أكثر من تسع حوادث سرقه للمواشي وفتح اصحابها بلاغات لدي محافظه تسني ولكن دون نتيجه . وكما تعلموا سيادتكم بأن منطقه القاش وسيتيت ذات اهميه قصوي بالنسبه للرعاة البني عامر والباريا والماريا وخاصه في هذه السنه التي اختفى فيها الكلأ في منطقه كرن بسبب شح الامطار وتزايد الجراد وانتشار الطاعون البقري في عموم المنطقه لذلك ثمه حاجه ماسه لهؤلاء الرعاة للرعي في منطقه القاش وعليه هناك حاجه الي اتخاذ اجراء سريع لطمأنه اهالي المنطقه واستقرار الامن فيها .
وكما تعرفوا سيادتكم ان الرعاة حينما يرون مواشيهم مهددة بالنفوق جوعا والنهب فإنهم مستعدون لأن يلقوا بانفسهم في النار . لذا فمن واجب الحكومه الارترية المحترمة حمايه رعاياها بالسرعه المطلوبه ولقد طلب مني سكان المنطقه التوجه الي اسمرا لتقديم هذه المذكرة لسيادتكم ولأنبهكم الي حاجه المواطنين العاجله للحماية .
وانني اقترح علي الحكومه المحترمه ان توكل الي مهمه حفظ الامن في المنطقه .وفي حاله الموافقه علي هذا الاقتراح فإنني أعرض خدماتي للحكومه المحترمه بتكوين مجموعه من المتطوعين من البني عامر والباريا والكناما وبتقسيم هذه المجموعه الي مجموعتين أو ثلاثه حسب توفر السلاح يمكنها أن تفرض جيدا النظام والامن في منطقه القاش وسيتيت وبركه وأؤكد لكم بأني أستطيع ان اتحمل مسؤوليه حمايه كل الناس هنا –البني عامر والكوناما والباريا والرعاة القادمين من كرن والمرتفعات الأريتريه للرعي .

كما أود أن اوضح لسيادتكم بأن شهرتي في تلك المنطقه وخبرتي العسكريه في ظل الحكومة المحترمة والبوليس الارتري نستطيع جميعا أن نحقق نتائج مثمرة ، وان نعيد الهدوء لتلك المناطق ذات الاهمية الكبيرة . وخصوصا لرعاة البني عامر .هذا مالزم توضيحه وماقدمت من أجله الي أسمرا ..والحكومة الأرترية المحترمة هي صاحبه الصلاحية لتفعل ماتشاء ،الا أنني أريد فقط أن أنبه الي أن حاجه رعاة البني عامر والباريا والماريا والكوناما للمراعي والحماية من الحكومة المحترمة عاجلة ولا تحتمل التأخير .

توقيع مقدم المذكره
حامد ادريس عواتي
1/3/1956 أسمرا

6 تعليقات

  1. هذا وثيقة مهمة جداً لأنها تدحض وتفضح بشكل قاطع ما هدفت إليه قوى الهيمنة من خلال الحملة التي شنتها على القائد الفذ عواتي بالإساءة لسيرة حياته البطولية بالصاق تهمة قطع الطريق ، بغرض نزع المشروعية الحقوقية عن الحركة الوطنية الإرترية لصالح استمرار مشروع الهيمنة الحالي ، فالتسلسل المنطقي لدور القائد هو حلقة متصلة لم تنقطع بدأها بالدفاع عن مصالح مكونات المجتمع الذي ينتمي إليه وتتابعت بقدح فتيل ثورة عارمة ضد سياسات الهيمنة والضم القسري لقوات الإحتلال الإمبراطوري التي وحدت كل أقطاب الحركة الوطنية صاحبة المصلحة المشتركة في الدفاع عن مصالحها وحقها في الوجود الإنساني المستقل من أجل حياة حرة كريمة لمجتمعاتها وهذا ما يتماشى مع دورها الحالي بعد الإستقلال في رفض الهيمنة والإقصاء التي يمارسها النظام الطائفي ومن لف لفه . كما أنها رد صريح وواضح لكل المزايدين الذين سعوا لتجريد القائدعواتي من انتماءه لمجتمعه ، من خلال تريد عبارته الشهيرة ” إن من حمل هذه السلاح لثأر أو قبيلة أو منطقة فاليضع سلاحه الآن ” وبترها من سياقها التاريخي لدور القائد الشهيد ، وذلك لكبح جماح هذا المجتمع من التطلع للحفاظ على مصالحه والدفاع عنها في الإطار العام الذي هو في الأصل دفاع عن الوطن الذي لا يستقيم إذا لم يحافظ على حقوق مكوناته .

  2. وثيقة جدا مهمة تضحد كل الإفتراءات المغرضة ومؤامرات تزوير التاريخ .

  3. ماذا نفهم من هذه الرسالة؟
    اولا وقبل كل شيء حماية اهل الديرة لتعرضهم للنهب .من قبل قطاع الطرق. وان يعم الامن حتى فى المرتفعات . لافرق ببن هذا وذاك ، فهي اراضي اريتريا.
    ثانيا. كيف نقارن بين االماضى وانسانبته وعقلانيته المتمثلة فى هذا القائد الملهم عواتى مع انه عرض نفسه للخطر بتسليم سلاحه للمستعمر. لكن الارادة كانت اقوى من السلاح وما نحن فيه من نهب وتهميش وتهجير ومن توزيع اراض الغير لغير اهلها. اصبحت مسألتنا مثل وعد بلفور فى قضية فلسطين حيث اعطى من لايملك لمن لايستاهل.
    اين نحن من تلك المباديء التى عاشها عواتى ومن معه من المناضلبن الاشداء ، بارك الله فيك اخي المناضل سليمان هندي لهذه النبذة عن تاريخ الشهيد المناضل ادريس عواتى والى المزيد من مخزونك النضالى. وعيد مبارك علينا اجمعين.

  4. Could anyone one enlighten me as to who/from where they were these bandits who were wrecking havoc on the Lowlanders at that time as indicated above. thanks

  5. خطاب راقي وإحساس قوي مليء بالمسئولية من قائد ملهم علمنا أهمية النضال ومعنى الحرية .. وهي شجرة تروى بدماء .. ومن أجل ذلك نقول .. ويستمر نضال شعب منخفضات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *