عجيب أمركم ياسنيوس

–

بقلم: علي جبيب

إمتلأ قاموس الحراك المعارض الارتري بمفردات جلها تتعلق بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وغيرها من قيم العدالة التي ينشدها الجميع ؛ ومن اجل ارساء تلك القيم ظلت الحوارات واللقاءات مستمرة والحديث عن حرية الراي والراي الاخر لايخلو منها مقال او خاطرة كتبت في هذا الشان ؛ ولكن في الواقع العملي فان اول ضحايا تلك اللقاءات هو ذات المبدا الذي ينادي به الكل دون الايمان الصادق الذي يحتمل الجهل او التجاهل لشيئ في نفس يعقوب
التئم شمل الارتريين جميعا بكل اطيافهم السياسية والاجتماعية وفئاتهم العمرية وتناقضاتهم السياسية وجعلوا من تظاهرة جنيف حدثا يلفت انظار العالم المتغطرس الي معاناة الانسان الارتري وعذاباته التي يندي لها جبين الانسانية في ظل نظام الهقدف وزمرته الاقصائية مما شكل صدمة مروعة للنظام قبل صدور أي حكم بشانه تحسبا لمآلات تلك الوقفة وتداعياتها علي موقف الدول بشان تقرير اللجنة وما يترتب عليه من اجراءات . ان المكاسب التي تحققت من تلك التظاهرة في تعزيز التقرير والضغط علي النظام كان يجب تعضيدها والعمل علي تصعيد وتيرة النضال ضد النظام من قبل تنظيمات ومنظمات وهيئات وافراد في معسكر المعارضة ؛ الا ان الذي تشهده ساحات التواصل الاجتماعي من تجاذبات ومهاترات بالتقليل من دور هذا وذاك في التظاهرة ومحاولة النيل ممن اسهم بجهد مقدر ووصفها بأنها محاولة تكسب وغيرها من المشاحنات التي تؤكد دوما بعدنا عما ننادي به من قيم الديمقراطية السالفة الذكر والدور السلبي الذي نلعبه بهذا المسلك الذي يطيل من عمر النظام ومعاناة الوطن والمواطن .
ونحمد الله انها كانت مجرد منازلة حقوقية مع النظام في محفل دولي ولم تكن مواجهة حاسمة مع النظام لاسقاطه فربما كان المشهد سيكون اسوا مما نشهده علي صفحات مواقع التواصل بان تكون المواجهة بوسائل اكثر دمارا وتشتيتا ونسال الله اللطف علي الابرياء الذين يعيشون بين شقي الرحا فلا حكم رشيد ولامعارض حريص.