erit-flag_munkhafadat.com

استقلال إرتريا منجز تاريخي لنضالات شعبنا

erit-flag2

يصادف الرابع والعشرون من مايو الذكرى الخامسة والعشرون لاستقلال أرتريا من ربقة الإستعمار الأثيوبي الذي استخدم  ابشع الوسائل في محاولة يائسة لدفع الشعب الإرتري للإذعان والخضوع  لرغباته التوسعية وضم أرضه قسرأ ، ولكن ماقَدّر العدو إرادة هذا الشعب حق تقديرها فتفاجئ بردة فعل قوية تحولت فيما بعد لأطول ثورة تحرر وطني في القارة السمراء ، تفانت فيها جماهير الشعب الإرتري  وقواه الحية وواجهاته الإجتماعية وجميع مكوناته في رسم  أروع الملاحم البطولية التي مهرت بالدم  ، مدللا على إرادة فولاذية وعزيمة لاتقهر  في رفض الضيم والقهر والألحاق  من أجل تحقيق الأستقلال الناجز  لكامل التراب الإرتري الذي بذل من أجله الغالي والنفيس  لينعم  إنسان هذه الأرض  بالحرية والأستقلال ليعيش عزيزا مكرما في ارضه  . وإن وما درجت عليه شعوب العالم  في  ذكرى كهذه أن يكون يوم الإستقلال مبعثاً  للفخر والمجد الوطني وذكرى اعتزاز برموزها وبالملاحم والبطولات التي خاضوها ، إلا أن  مايحز في النفس أن الأستقلال  من براثن المستعمر الخارجي  جاء منقوصاً  من جراء  ممارسات النظام الطائفي الذي تنكر لنضالات الشعب الإرتري وفصائله المناضلة  واستأثر  بالسلطة  لصالح  تنظيمه وكرسها بشكل كامل  لخدمة مصالح أحد مكونات الشعب الإرتري ،  ليرزح الوطن  مرة أخرى  تحت ربقة استعمار داخلي بغيض .

فقد صنع الشعب الإربتري ثورته بعد نضال سياسي  في أربعينيات القرن الماضي تقدمت صفوفه  النخب الواعية من مكونات الشعب الإرتري لعب فيها أبناء المنخفضات الإرترية  والمسلمين عامة  دورا بارزاً  وكان لهم القدح المعلي في مقاومة سياسات الألغاء والضم  التي كان يعد لها الإمبراطور  وزبانيته  ، لذا لم يكن مستغربا أن يكون جبل “أدال” هو منبت الثورة ومهد الإنتفاضة الإرترية الكبرى في الفاتح من سبتمبر عام 1961م بقيادة البطل الشهيد حامد ادريس عواتي .  فصب العدو جام غضبه على تلك الأراضي حرقا وابادة ، الا ان ذلك لم يزد الثورة الا اصرارا وصمودا  وتمددت  لتشمل كل ارجاء الوطن  لتحظي بالتفاف كافة مكونات الشعب الارتري حولها من اجل الذود عن الوطن  والدفاع عن حريته واستقلاله .  ومازالت شواهد تلك  الحقبة الناصعة من نضالات شعبنا وتضحيات رموزه ماثلة للعيان لاتغيب عن ذاكرتنا الجمعية  رغم  جحود النظام  الذي عمد لسرقة تلك النضالات وتجييرها لخدمة مشروعه الطائفي وفرض هيمنته القومية على بقية مكونات الوطن ، إلا أن الإستقلال لم ولن يكون حكرا على الجبهة الشعبية وانما هو مجهودا تراكميا لنضالات شعبنا الأبي الذي شاركت كافة مكوناته في انجازه عبر ثلاثون عاما من نضال دؤوب  دفعت أثمانه تشردا ولجوءً  وإزهاق أرواح  الآلاف من ابناءه واستشهاد ارتال من الأبطال الذين روت دمائهم العطرة  ربوع الوطن ووديانه .

وما نراه اليوم  من محاولة هذا النظام الطائفي لاستغلال ذكرى الأستقلال للحديث عن ربع قرن من الإنجازات لهي كذبة كبرى ، حيث إن استقلال  الوطن  قد تحول من نعمة إلى نقمة على مكونات الشعب الإرتري  في ظل هذا النظام القمعي الطائفي الذي عمد بكل الوسائل ولم يضيع يوما في تشتيت شمل الإرتريين خارج أسوار الحدود ورمي من بقي منهم في غياهب السجون، نكل بكل من رفع رأسه معترضا من أجل انفاذ مشروع الهيمنة والإذابة التي ناضل الشعب الإرتري ضدها  لثلاثون عاماً  ، وانتهجت أجهزتة القمية  برامجا وأبدعت وسائلا لتركيع هذا الشعب وضمان سكوته غير عابئاً بما آل إليه حال الوطن والمواطن الذي ضاقت به الأرض بما رحبت من سوء ماحاقه من ظلم وجور الطغمة الحاكمة ، حتى صارت إرتريا  في أعلى سلم الدول  المتصدرة  لقائمة انتهاك حقوق الإنسان في العالم  ، واصبحت موجات الهروب الجماعي للشباب الإرتري ومايتعرضون له من أهوال الموت في البحار والصحاري ومن نجا منها فريسة لتجارة الأعضاء البشرية  هي السمة الغالبة التي تمييز بها النظام الإرتري ،  وإن تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة والذي اثبت بالأدلة والبراهين والشواهد على إقتراف النظام قمعا ممنهجا ضد مواطنيه كان خير دليل على ذلك .

فإن انجازات نظام الهيمنة القومية خلال  ربع قرن من الزمان  كانت لصالح تكريس سياسة الإقصاء والتهجير لكل مكونات الشعب الإرتري   والاستئثار بالسلطة والثروة لمكونه الثقافي على حساب بقية مكونات الوطن ، حتى اضحت كل مقاليد السلطة ومواقع اتخاذ القرار  تحت هيمنة مكون أوحد  في كل مستوياتها ، ومارست السلطات تمييزا عنصريا في مصادرة الأراضي ومحاربة وطمس ثقافة وهوية  المكونات الإرترية لإذابتها في اطار هوية ثقافية واحدة  .  فعن أي انجازات يتحدث هذا النظام الغاشم  ؟؟  فمعانات شعبنا  الذي انكوى بنيران ظلم هذا النظام الجائر  وممارساته لايمكن أن تنطلي عليه  هذه المخادعة الرخيصة  ، فالأمر ليس أكثر من حيلة أخرى من حيل نظام لايستحي  في فعل كل مايستطيع كما درج دائماً لانقاذ نظامه الذي بدأ بالتساقط من بين يديه نتيجة  لسلوكة المعادي  لشعبه ولدول الجوار وللعالم أجمع  . فإن الحشد الشعبي الذي وفر له كل امكاناته المادية هي محاولة يائسة يريد أن يوصل من خلالها رسالة مضللة للعالم بأن الشعب الإرتري راض عن سياساته  ويدعم هذا النظام ويقف إلى جانبه ليتملص من العقوبات الدولية التي  فرضت عليه ، وبالأخص النتائج التي خلص إليها التقرير الأول للجنة تقصى الحقائق الدولية  المقدم  في يونيو 2015  ، والذي كشفت فيه بالأدلة والبراهين القاطعة على مدي فظاعة الإنتهاكات الجسيمة التي ارتكبها هذا النظام في حق الإنسان الإرتري ، وهي بصدد تقديم تقريرها الثاني في يونيو القادم 2016  بعد التمديد الذي منح لها من قبل  الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقصى الحقائق حول الإنتهاكات الجنائية للنظام الإرتري . وإن كل مايسعى إليه النظام  من خلال الأعداد لهذه المسرحية الهزيلة  هو ضرب  مصداقية هذا التقرير الذي سوف يفضح هذا النظام ويعريه أمام العالم أجمع .

ومن سخريات القدر أن يكون الضحايا الذين  نكل بهم  هذا النظام شر تنكيل وغصت بهم  سجونه ، ومارس في حقهم اقسى أنواع التعذيب البشري ، بل عمد لتهجيرهم من أراضيهم   هم من يسعى لإستغلالهم للعب  هذا الدور  الرخيص لانقاذ الجلاد من العدالة  الدولية  التي تسعي  للقصاص لهم .  وإن جل مايرمي إليه النظام وغايته الكبري  هي تبيض وجهه البشع الذي اسودت صحيفته الجنائية والأخلاقية والإنسانية مستغلا حب الجماهير لوطنها وشوقهم لأرضهم التي منعهم منها بسياساته الجائرة .

والجدير بالذكر أنها المرة الثانية التي يلجأ فيها النظام  لهذه الحيلة لتجميل صورته ، فقد كانت المرة الأولى  عندما لقي الرفض من نظام منقستو عندما كان يتفاوض معه  بحجة أنه لايمثل إلا طائفة واحدة من مكونات الشعب الإرتري ، عمد حينها للإعتراف   بالشهيد حامد ادريس عواتي مفجرا للثورة الارترية حتى يجد قبولا شعبيا . وعمل  على استقطاب  القدر الأكبر من مكونات الشعب الإرتري التي انقلب عليها لاحقا  لإضفاء  الصفة الوطنية على تنظيمه . وها هو يلجأ  مرة أخرى لذات الحيلة لإخراج نظامه من عنق الزجاجة التي سقط فيها باصراره  على سياساته  المدمرة .

لذا نهيب  بكل الوطنيين من أبناء الشعب الإرتري وقواه المناضلة بالعمل على فضح محاولة هذا النظام الجائر   الذي يخطط للإلتفاف  على  الشرعية الدولية  ، وقفل الطريق  أمامه  حتى لايفلت من القصاص العادل  .

كما نهيب  بأبناء  شعبنا  أن لايكونوا  اليد المنقذة لهذا النظام  بعدما كل ما اقترفه في حقهم  ، فإن المشاركة في الإحتفالات التي يقيمها  النظام هي بمثابة تقديم صك الغفران والبراءة له  من الدماء والأرواح البريئة التي ازهقها  .

ولايفوتنا بهذه المناسبة التاريخية أن نتوجه بالتحية والتقدير والإجلال  للشعب الإرتري  الباسل الذي ضحى بكل غال ونفيس من أجل صناعة هذا اليوم المجيد  ، ونخص بالتقدير والإكبار كل شهداء الثورة الإرترية الذين عبدوا بدمائهم الطاهرة الزكية طريق الحرية والإستقلال  .

المجد و الخلود للشهداء

الهزيمة لنظام الهيمنة والإستعلاء القومي

الحرية والنصر لنضالات الشعب الإرتري

رابطة أبناء المنخفضات الإرترية

 

شاهد أيضاً

بيان بمناسبة الذكرى السادسة لميلاد رابطة ابناء المنخفضات الارترية

تمر علينا الذكرى السادسة لميلاد رابطة أبناء المنخفضات الارترية التي انطلقت في 29 من مارس …

إرتريا: منعطف خطير آخر

“رؤيتنا حول تطورات الأحداث الداخلية والخارجية وانعكاساتها المتوقعة على الشعب والوطن”. إن سياسة الهيمنة والإقصاء …

الذكرى 56 لمعركة تقوربا الخالدة

كثيرة هي الملاحم التي سطرها جيش التحرير الارتري في مواجهة قوى البغي والطغيان ممثلة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *