حروب الهيمنة القومية..وحقوق المكونات

 

الاشارة لعلم الدولتين اللتان تمثلان الانظمة الشمولية

 

تشهد دول منطقة القرن الأفريقي تطورات نوعية نتيجة لتفاقم الصراع بين قوى الهيمنة القومية التي تسعى جاهدة، من خلال نخبها التي تتبوأ مقاعد القيادة في الأنظمة الشمولية وتنوب عنها في تضليل المجتمعات، إلى مركزة الحكم  والسلطة  لهيمنة القوى التي سيطرت عليها ردحاً من الزمن، وذلك في مواجهة القوى التي تدافع عن ما تم انجازه في اتجاه  تأمين حقوق المكونات المتمثلة في المشاركة العادلة في قسمة السلطة والثروة، وإن ما يجرى في اثيوبيا بصفة خاصة – وارتباطه بالمنظومة التي تقود هذا الاتجاه – خير مثال على هذا الحراك، حيث ان  التحالف الذي يقوده حزب الإزدهار الاثيوبي بقيادة أبي أحمد والمدعوم من قبل قومية الامحرا، اضافة إلى قوى الهيمنة القومية في المنطقة وفي مقدمتها نظام الهيمنة القومية في ارتريا، يهدف بشكل أساسي  لتقويض  عملية التحول  لصالح مكونات شعوب المنطقة.

ولايخفى على احد بان تدخل النظام الارتري في معارك الصراع الداخلي الاثيوبي  يأتي منسجماً مع منطلقاته المعادية لمبدأ حقوق المكونات بغرض اعادة اثيوبيا الى ما كانت عليه قبل اقامة النظام الفيدرالي، حيث أن  رأس النظام  لم يخف هذا الهدف بل جاهر به في اكثر من مناسبة بأنه نصح تحالف القوى التي اسقطت نظام منقستو بعدم تطبيق الفيدرالية في اثيوبيا، وبعد تبنيهم للنظام الفيدرالي ناصبهم العداء العلني ودخل في حرب بادمي الحدودية دون أي مقدمات أو استنفاذ لامكانية الحل عبر التفاوض، وكانت نتيجتها تلك التكلفة الباهظة للشعبين في الارواح والممتلكات، وفقدت فيها ارتريا سيادتها على مساحات واسعة داخل حدودها غير المتنازع عليها بعمق 25 كليو متر، وجعلت البلاد تعيش حالة لاحرب ولاسلم طوال عقدين من الزمن، استغلها النظام  لتشديد سطوته بحجة ان البلد في حالة حرب.

كما انه  لم يعر مسألة ترسيم الحدود الاهتمام بعد موافقة ابي احمد على تطبيق اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين، ما يدعم الفهم  بان الدافع لم يكن الخلاف الحدودي حيث كان اول تصريح له  بعد اتفاقية السلام مع أبي احمد  باننا لم نخسر شيئاً، وان مسالة رسم الحدود ليست الان ضمن الاولويات حيث ان الاهم حالياً هو الوضع في اثيوبيا، في اشارة واضحة بأن ما يهمه هو تقويض النظام الفيدرالي.

وإن دخوله الحالي في حرب مفتوحة والزج بالقوات الارترية في العمق الاثيوبي، ليست سوى احد حروبه العبثية التي  لا يسندها حق ولا منطق، حيث ان مهمة الجيش هي حماية الوطن عندما تتعرض البلاد لاعتداء على اراضيها.

لذا فإننا في رابطة ابناء المنخفضات الإرترية منطلقين من إدراكنا بأن الدوافع الحقيقة للحروب التي تقودها قوى الهيمنة في المنطقة هي لاستدامة نفوذها وانفرادها بالسلطة على حساب حقوق شعوب المنطقة  المتطلعة لنيل حقها في المشاركة العادلة  في تقاسم السلطة والثروة  بين مكوناتها، نؤكد على المواقف التالية:

1-  نؤكد على موقفنا المبدئي والثابت مع حقوق ومصالح مكونات الشعوب كحق اصيل، بتبني نظام حكم لامركزي دستوري يتيح للمكونات الحق في إدارة شئونها بعيداً عن الهيمنة والتسلط، وتحقيق الامن والاستقرار والازدهار للجميع،  لإغلاق  الباب أمام  تمدد وتسلط قوى الهيمنة القومية في المنطقة التي أذلّت الشعوب وكانت سببا فيما تعانية دولها من تخلف وانهيار، وفي ارتريا بصفة خاصة.

2- ندين ما تم ارتكابه من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان من كافة الاطراف المتورطة فيه، ونضم صوتنا للمجتمع الدولي في المطالبة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق لكشف الجرائم وتقديم مرتكبيها لمحاكمات عادلة .

3- نرفض بشده بعض التصريحات التي صدرت من شخصيات نافذة وتاريخية في التقراي تحميل الشعب الارتري، المغلوب على امره بسبب هذا النظام الجاثم على صدره، وزر الحرب الدائرة والجرائم التي ارتكبت، ونرفض بصفة خاصة  استهداف مكون معين من الشعب الارتري والتدليل عليهم بوصف ” المشلخين”  وتحميله مسئولية الجرائم التي ارتكبت في اقليم التقراي. ونُذكّر هؤلاء بأن ما يعاني منه هذا المكون وبقية مكونات الشعب الإرتري من الهيمنة والاقصاء بسبب انفراد نظام الهيمنة القومية بالشأن الارتري، كان بدعم وتحالف سابق من الجبهة الشعبية لتحرير تقراي، كما نرفض دعاوي البعض من الارتريين والتقراويين استغلال الامتداد عبر الحدود الجنوبية في اقامة دولة تقراي تقرنييه، والذي يعتبر تكراراً  لنفس المحاولات التي حدثت في فترة تقرير المصير ثم مرحلة الاتحاد الفيدرالي، والتي  افضت الى الانضمام وكانت نتائجها كارثية مازلنا ندفع  ثمنها حتى اللحظة الراهنة، كما نرفض ايضا تصريحات المسئولين في الحكومة الاثيوبية ورأس النظام الارتري بما ينال من استقلال ارتريا وسيادتها  باعادتها الى اثيوبيا.

4- ان  النظام الارتري  يتحمل نتائج دخوله في هذه الحرب وتداعياتها المدمرة على الشعب الارتري والمنطقة، كما يتحمل وزر كافة الحروب السابقة التي  اشعلها في المنطقة  وما خلفته من  حالة عدم الاستقرار  وتهديد الامن والسلم في المنطقة والعالم.

رابطة أبناء المنخفضات الإرترية

المكتب التنفيذي

عن منخفضات كوم

الموقع الرسمي لرابطة ابناء المنخفضات الارترية علي شبكة الانترنت

شاهد أيضاً

الناقوس العدد 11 – الشاعر عثمان إدريس وئيرا (أجولاي)

بقلم / الأمين حسن محمد   شاعرنا المخضرم عثمان ادريس وئيرا، والملقب بـ(أدْرِيسُورْ)، هو الشاعر …

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الثاني أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي متابعة : ماذا حدث لك بعد نجاح العملية …

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *