نداء

تشهد ساحة المعارضة الإرترية هذه الأيام حراكا محموما على نحو غير مسبوق، و ذلك على خلفية ما يجري في المنطقة من أحداث ثورية، وما يلاحظ من تململ في أوساط قطاعات رسمية وشعبية داخل الوطن ضد سياسات النظام، ونشطت على إثر هذه التطورات قوى المعارضة في المهجر، فعقد المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديموقراطي مؤتمره الثاني “بمن حضر” بعد أن تعسر طويلاً في جمع شمل مكوناته السابقة بشكل كامل. وعلى الرغم مما شاب المؤتمر من نواقص وما تمخض عنه، إلا أننا نأمل أن يلعب دوراً إيجابياً في عملية التغيير ممثلا لمكوناته.

ومن ناحية أخرى أطلقت بعض قوى مكون التقرينية حراكين في شهر ابريل الماضي بمدينة لندن بغية خلق مظلات جامعة موازية لقيادة عملية التغيير وتمثل ذلك في:

١- دعوة لحراك شعبي لانقاذ الوطن تحت شعار (كفاية)، من قبل المنظمة المدنية “الوحدة الإرترية للعدالة” (Eritrean Unity for Justice)
٢- كما عقدت منظمة “إرتريا فوكس”، (Eritrea Focus) سيمينارا تحت شعار (التغيير الديموقراطي في إرتريا)، دعت إليه بعض الناشطين من الإرتريين من أنحاء أوروبا وبعض الشخصيات البريطانية من إعلاميين وكتاب.

ونحن إذ نشيد بالتحرك الشبابي في المدن الإرترية تحت شعار “كفاية” في تحد باسل لغطرسة وجبروت النظام، نشير الى أن ما ذكر أعلاه من حراك في المهجر قد اتسم بانتقائية الدعوة والحشد مما يعتبر تكراراً للظواهر السالبة التي لازمت مسيرة نضالات الشعب الإرتري وتميزت بالهيمنة القومية والإنفراد باتخاذ القرار فيما يخص مصير الشعب الإرتري من قبل أحد مكوناته دون وضع أي إعتبار لآراء ومصالح الآخرين، وهو عين ما يمارسه النظام الدكتاتوري من تكريس السلطة والثروة والسيادة لمكون أوحد على حساب حقوق ومصالح بقية مكونات الوطن وكنتيجة طبيعية أدى إلى الفشل الذريع في بلوغ الغايات المرجوة.

بكل تأكيد لسنا ضد أي مبادرات في هذا الاتجاه تستوفي الشروط الوطنية وترتكز على المشاركة الفاعلة لكل أصحاب المصلحة في التغيير.

ولذا، فإننا من هذا المنطلق نتوجه بالنداء لكافة مكونات الشعب الإرتري وفصائل قوى المعارضة السياسية والمدنية لنبذ سياسات الهيمنة والإقصاء، ووضع الأسس الكفيلة بتحقيق التوافق السياسي والإجتماعي على أساس برنامج الحد الأدنى لإحداث التغيير الحقيقي الذي يوحد رؤى وأهداف كافة مكونات شعبنا ويحقق طموحاتها.

وفي هذا الصدد، فقد تقدمت رابطة أبناء المنخفضات الإرترية بمبادرة “العقد الاجتماعي” كمخرج من دوامة الفشل في إدارة التنوع للاتفاق على أسس للحكم تضمن مصالح وحقوق الجميع وقد تم نشر المبادرة في كافة الوسائل الإعلامية ووسائط التواصل الإجتماعي، كما تم تعميم المبادرة على معظم فصائل قوى المعارضة الإرترية لمراجعتها وتضمين ما يرونه مناسباً فيها.

أيضا نتوجه بالنداء للمكونات الارترية المهمشة من قبل النظام والتي يحاول دعاة الحراك الجديد من القوى المحسوبة على المعارضة في الخارج تجاوزها، أن تحشد قواها لتقطع الطريق على محاولات القفز على الحقائق الماثلة على الأرض ولتلعب دورها الفاعل في الدفع باتجاه تغيير لا يتوقف عند إسقاط النظام فحسب، بل يتعداه إلى إسقاط كل مفاهيم وممارسات الإقصاء والهيمنة من كائن من كان حتى لا تضيع حقوقها وتهدر مصالحها في هذا المنعطف المفصلي مثلما حصل في مفاوضات لندن التي سبقت تحرير كامل التراب الوطني وأرست دعائم نظام الهيمنة القومية الذي يجثم على صدر الشعب الإرتري لفترة من القهر والمعاناة تطاولت حتى أوشكت أن تكمل عقدها الثالث، وليكن شعارها: فلنعمل سوياً من أجل تغيير جذري مستدام في وطن تسوده العدالة والمساواة ويسع جميع مكوناته.

المكتب التنفيذي
رابطة ابناء المنخفضات الارترية

شاهد أيضاً

بيان بمناسبة الذكرى السادسة لميلاد رابطة ابناء المنخفضات الارترية

تمر علينا الذكرى السادسة لميلاد رابطة أبناء المنخفضات الارترية التي انطلقت في 29 من مارس …

إرتريا: منعطف خطير آخر

“رؤيتنا حول تطورات الأحداث الداخلية والخارجية وانعكاساتها المتوقعة على الشعب والوطن”. إن سياسة الهيمنة والإقصاء …

الذكرى 56 لمعركة تقوربا الخالدة

كثيرة هي الملاحم التي سطرها جيش التحرير الارتري في مواجهة قوى البغي والطغيان ممثلة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *