بقلم / حامد عمار
في الموروث العربي وضع طارق بن زياد جيشه امام المواجهة الحرجة عندما احرق سفنه قبالة الاندلس لمنع الفرار والانسحاب وقال مقولته الشهيرة، العدو امامكم والبحر خلفكم بمعني ان الموت محيط بكم من كل جانب ولا حياة لكم الا بالمواجهة وانتزاع النصر .
نفس الزاوية الحرجة قد وضعت فيها الاقدار شعبنا. فبعد التطورات الدراماتيكية المتسارعة التي شهدتها العلاقات الإثيوبية الإرترية فقد اعطبت اخر سفننا من دول الجوار التي كنا نعدها عمقا حديثا لنضال شعبنا وبالتالي لم تعد بأيدينا جياد خارجيه اخرى نراهن عليها سوى جواد شعبنا واستعدادنا للمواجهة المفروضة علينا من قوى محلية واقليميه ودوليه.
ان التصالح بين إثيوبيا ونظام الهيمنة القومية في ارتريا هو امر يخصهم وهم احرار في ادارة مصالحهم كيفما شاءوا .ولكننا كشعب لنا حقوقنا الوطنية التي لا تقبل المساومة ولن تتبدل تلك المطالب بفعل زلزال التحولات الإقليمية والمصالحات الثنائية .
ان اثيوبيا كدولة معنية بمصالحها الوطنية كما كان من قبلها موقف السودان وليسوا معنيين بحقوق ومصالح الشعب الإرتري. ان وضعنا في الزاوية الحرجة يحتم علينا ترتيب اولوياتنا واعادة صياغة خارطة توافقاتنا والتحضير الحقيقي للمواجهة الشعبية لان المواجهة اصبحت خيارا احاديا مفروضا على الشعب الإرتري.
ان شعبنا في اللحظة الراهنة امام صراع وجود بكل تجلياته وان آمال التعاون الاقليمي في اجراء التغيرات قد تلاشت وان شراسة نظام الهيمنة ستزداد ضراوة .
فهل نحن ( قوى التغيير) مستعدون لتحويل انشوطة الوأد الوطني الي طوق نجاة واعلان المواجهة الحقيقية وتحقيق الانفراج لشعبنا واحسان استغلال الازمة والمحنة الى مواجهة وملحمة وطنيه.
وان النصر لابد وان يسبقه مخاض عسير وصدق الله العظيم(أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)
والنصر لن يأتي الا بإعداد حقيقي وترتيب للأولويات وحشد للطاقات ولم شمل كل المكونات بدلا عن البحث عن ملاذات آمنه ومؤقته جديدة. يجب ان يكون شعار المرحلة العدو امامنا والبحر خلفنا ولا مستقبل الا بالنصر الناجز .
.
.
.