عاصفة اخريا اقتلعت منا القنوط واليأس وبعثت فينا الامل والهمة، وها نحن في الشتات لا يهدأ لنا طائر؛ وقد دبت فينا روح الحماسة العالية والرغبة الصادقة والأمل في ترجمة هذا الحراك إلى مقاومة قوية بشتى وسائلها؛ وبدأ كل منا ينادي بوحدة الصف خلف الانتفاضة مع الشركاء في كل المنابر التي ستعجل بسقوط النظام اذا تحققت.
ونحن السباقون دوما في هذا المضمار وخير دليل أجدادنا الذين كابدوا من أجل وحدة تراب الوطن رغم كيد المتأمرين.
نعم للوحدة وهل هناك من يرفضها ؟
كلا، حتى نظام الهيمنة يرفع شعارها منذ ولوجوه في الساحة الارترية، وهي أيضا شماعته التي يبرر بها قمع كل من طالب بحقه، وبأسمها اذاقنا الذل والهوان واغتصب حقوقنا.
الان ونحن في ظل هذه الانتفاضة المباركة لا نريد أن نغرق في شعارات الوحدة البراقة، بل علينا ان نعمل على بناء وحدة حقيقة قائمة على التعدد والمساواة في الحقوق والمصالح بين كل مكونات الوطن، وذلك من خلال الجلوس سوية والتواثق على عقد اجتماعي لإرساء دولة القانون، وماعدا ذلك فليكن لكل منا خياره، كفانا حرصا على هذه الشراكة، لن ندخل في شراكة عرجاء تؤدي بنا إلى تعاسة دائمة اسوء من ذي قبل لأنها ستكون أكثر جورا وإجحافا في حق مكونات شعبنا .
ولايلدغ المرء من جحر مرتين .
عثمان اسماعيل