مقابلة مع الأستاذة آمنة فكاك، مسئولة الشئون الإنسانية برابطة أبناء المنخفضات الإرترية

حاورها عبر الأثير محمود عمر أفندي

 الجزء الأول

  1. نحن سعداء أن نلتقيك في هذه المساحة من مجلة الناقوس الثقافية لنجري معك هذا الحوار بصفتك الشخصية والقيادية في أكثر من موقع ضمن العمل العام الإرتري المعارض، في البداية نرجو أن تقدمي للقارئ نبذة تعريفية عن سيرتك الذاتية؟

أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لمجلة الناقوس التي تتناول قضايا الوطن بصفة عامة ومنخفضاته بشكل خاص، وبالعودة إلى سؤالك حول السيرة الذاتية، أنا إنسانة بسيطة بالفطرة مهتمة بشأن الإنسان وأحب العدل وأعشق السلام ومحاربة الظلم والهيمنة والطغيان بكل ما أملك.

اكتسبت هذه الصفات والمبادئ من الوالدين ربنا يبارك في عمرهما، وأيضا من جدتي رحمها الله رحمة واسعة، حيث كان هؤلاء المثل الأعلى بالنسبة لي، منحوني كل صفة جميلة كانوا يتحلون بها.

المولد والنشأة في مدينة أغوردات، أرض الرخاء كما يحلو لأهلها أن يسموها، بركة ركا (بلغة التقرايت).

  1. بالتأكيد سوف لن نتجاوز سنوات الدراسة وما بعدها، يا حبذا لو تحدثينا عنها بشكل مختصر ؟

بدأت الدراسة الابتدائية حتى المرحلة الإعدادية في مدرسة الجالية العربية بأسمرا، هذه المدرسة التي لها الفضل بعد قراءة القرآن الكريم في الخلوة التي أكسبتني المعرفة والعلم، ومن ثم انتقلت إلى مدرسة (بتيجو) التي حصلت منها على الشهادة الثانوية، ومن خلالها حصلت على منحه لمواصلة الدراسة في جمهورية مصر العربية بجامعة القاهرة كلية الزراعة قسم علوم الصناعات الغذائية.

بعد التخرج مباشرة عدت إلى أرض الوطن الحبيب لإثبات ذاتي وخدمة شعبي بما اكتسبت من معرفة، وكانت البداية من اتحاد الشبيبة حيث تم توجيهي حسب تخصصي الدراسي إلى مكتب المعايير والموازين كمندوبة للاتحاد، وكان هذا المكتب حينها حديث النشأة وانصب صميم عملي فيه على القيام بالزيارات الميدانية للمصانع، ومراجعة مسودة دراسات ومقاييس المعايير الخاصة بالمواد الغذائية التي تُنتج في البلاد، وكذلك التي يتم استيرادها من الخارج .

  1. هل كان التوظيف بالنسبة لك المحطة الأخيرة، أم كان هنالك طموح لمواصلة الدراسات العليا؟

بالطبع خلال تلك الفترة كانت تراودني فكرة دراسة الماجستير،  وتم اختياري ضمن الطلاب الذين تم قبولهم في منحه دراسية في دولة جنوب إفريقيا في عام 2002م، وسررت بذلك من أجل تحقيق الحلم والطموح في زيادة المعرفة وضمان مستقبلي في هذا المجال، إلا أن الحكومة  أصدرت قرارا مفاجئا كان وقعه علينا كالصاعقة، وهو أمر كل موظفي الحكومة بالتوجه إلى معسكرات التدريب العسكري ودون مرتبات، وبالرغم من الصدمة إلا أنني التزمت بتنفيذ الأمر، ولكن بعد عودتنا من تلك التدريبات لم توف لنا الحكومة بوعدها  للتوجه للدراسة إلى جنوب إفريقيا، بل أصدرت قرارا أسوء من سابقه، أعلنت فيه إيقاف المنح التعليمية بالخارج .

  1. كيف كان أثر صدور قرار إيقاف المنح الدراسية عليك بعد الوعد بمواصلة الدراسات العليا؟

حقيقة كان خبرا صادما ومحزنا، خاصة إن واقع العمل في البلاد كان طاردا وغير مشجع نظرا لانعدام التطور إضافة إلى المخاوف التي تجعلك دائما مقيدا تحت إدارات ومسئولين أقل قدرة وكفاءة، إضافة لسياسات الاضطهاد والإقصاء المستمر. كل هذه الحيثيات مجتمعة جعلتني أفكر في اتخاذ قرار مغادرة البلاد في العام 2005م وترك الأهل والأقارب وكل الذكريات والأماني الجميلة التي كنت اطمح بها في وطن يسع جميع أبنائه ويسوده الأمن والرخاء والسلام. وها أنا منذ تلك اللحظة خارج أرض الوطن وحاليا أقيم في شمال بريطانيا وأعمل مستشارة في منظمة ترعى طالبي اللجوء.

طبعا أبقى كغيري على أمل العودة إلى الوطن بعد زوال هذا الكابوس الذي يمثله نظام الهيمنة القومية والإقصاء الجاثم على صدورنا منذ ثلاثين عاما.

  1. كيف تصفين علاقتك برابطة أبناء المنخفضات الإرترية؟

علاقتي بالرابطة ترتبط بعدة مفاهيم، أولا: لكونها منظمة مجتمع مدني فريدة ومتخصصة في الدفاع عن قضايا الإنسان الذي اغتصبت حقوقه وصودرت مصالحه وإنسانيته داخل وطنه وظل يعيش في المنافي ومعسكرات اللجوء ليعاني مرارات التهميش والحرمان من أبسط شروط الحياة الأساسية التي تحفظ كرامته الإنسانية، وتمنحه الحق المشروع في الحياة الكريمة في الوطن الذي فداه بنفسه وماله، ثانياً: كونها رفعت شعارا سامياً ألا وهو هدف لم شمل هذا الإنسان، وبث الوعي بالحقوق في أوساطه ليدافع عنها ويلعب دوره الوطني المشهود مع الآخرين في التخلص من عقلية الهيمنة والإقصاء، لإقامة دولة القانون والعدالة والمساواة. لذلك فهي تمثل كل ماكنت أفكر فيه كطريق للخلاص وخاصة إنها شخصت الأزمة الإرترية تشخيصا واقعيا، وقدمت الحل لذلك.

  1. ما هي القضايا التي تركز فيها المرأة الإرترية في رابطة أبناء المنخفضات؟ 

لدينا طموح وتطلعات بالنظر الى جميع قضايا المرأة الإرترية بشكل عام ومن ضمن أولويات القضايا التي تهمنا التصدي للمظالم والانتهاكات المزدوجة التي تتعرض لها (من المجتمع، ومن جراء ممارسات نظام الهيمنة القومية)، إضافة للعمل على تفعيل مكانتها ودورها في كافة المجالات سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، والعمل على النهوض بوعي المرأة المنتمية لهذا المجتمع لتلعب دورها الريادي في الدفاع عن تلك القضايا، وعن مصالح مجتمعها في إطار الوطن.

نقلا عن مجلة الناقوس الثقافية العدد السادس

 

شاهد أيضاً

مواضيع مجلة الناقوس – العدد العاشر- شخصية العدد

الشهيد سليمان ادم سليمان.. عاش انسانا ومناضلا.. أعده / الأستاذ محمود أفندي تغوص بك عزيزي …

من مواضيع مجلة الناقوس العدد التاسع – الملف الثقافي

قصة قصيرة دروب مجهولة (٢) بقلم أبو محمد صالح  صمت الجميع، صمت أعقبه صراخ، الكل …

مواضيع مجلة الناقوس العدد التاسع-الملف الثقافي

مَن الذي اخترع الربابة البجاوية.. ولماذا اسماء اوتارها بالبداويِّت وليست بالتقرايت؟ بقلم عبد العزيز ابراهيم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *