ثورة الضياء .. النور الذي سطع ..

ابو رامي

كان يوم واحد وثلاثين من شهر أكتوبر على موعد مع التاريخ في أريتريا .. الوطن الذي جرب كل أنواع المقاومة من حزبية سياسية وعسكرية تحررية إلى مقاومة من نوع جديد عنوانها سلمية مدنية ..

وشهر أكتوبر يلفظ أنفاسه الأخيره ويودعنا بثورة جديدة في وجه الطغيان والجبروت ثورة قوتها في سلميتها وعظمتها في مدنيتها فجرها شيخ سبعيني وقف أمام الناس وهو يصرخ بأعلى صوته لا للظلم .. لا للتعدي على الحقوق .. لا لانتهاك الحرمات .. لا للهيمنة..

الشيخ موسى محمد نور أثبت أن الكلمات تكون من شمع تذوب وتندثر مع الزمن عندما لا يتبع الكلام العمل ..
ولكن الكلمات تكون من ذهب عندما يتبع الكلام بيان العمل كما فعل هو عندما أعلنها داوية في عقر دار الظالم أن انتهاك الحقوق لن يمر إلا على (جثتي) .. فكانت الكلمة التي تبعها التضحية بالنفس في سبيل إعلاء كلمة الحق .. فأصبح كلامه من ذهب قولا وتضحيته فعلا ..

أشعلت كلمات الشيخ الوقور الشيب والشباب فخرج الجميع يدافعون عن حقوقهم و رمزية مدرستهم .. انكسر حاجز الخوف واختفت رهبة السلطان .. وتلاشى صوت الجلاد .. فخرج الجميع يصرخون فى وجه الطغيان وينادون بحرية المعتقد وضمان الحقوق الثقافية. لم ترهبهم قوة السلطان ولم يخشون بطش السجان ..

كانت لوحة رائعة ادهشت الجميع في سلمية مظاهراتها التى لفتت أنظار العالم بقنواتها الفضائية والإذاعية فعملت على تغطية نشاطاتها التي تبعتها مظاهرات للارتريين في كل أنحاء العالم ينددون بالظلم وينادون بالعدل والحرية والديمقراطية ..

وكان الشيوخ على موعد مع انتفاضة مدرسة الضياء فوقف الشيخ محمد أبرار وقال كلمة الحق في وجه الحاكم الظالم وهو يضرب أنبل المثل في التضحية والفداء لإعلاء قيم العدل ورفض الاعتقالات التعسفية والاختطافات التنكرية .. لكل من يقاوم الظلم وينادي بالحرية ..

اثبتت ثورة الضياء أن سلمية المطالب أقوى طرق المقاومة وأفضل الوسائل في تأطير الجماهير والتأثير على الحاكم الدكتاتوري ..

وإن العمل المدني الذي اختارته الرابطة في طريقة مقاومته لحكم الهيمنة الطائفي أثبت جدواه في انتفاضة الضياء لأن الشعب عندما يرتفع الوعي الجمعي عنده فهو يذهب إلى أخذ حقه ويهتف ضد الظلم وينادي بدولة العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ..

ثورة الضياء هي البداية لعهد جديد ينهار فيه جدار الخوف وينزاح ستار العتمة .. لتعلن بزوغ فجر الأمل والعمل .. ضياء النور الذي يسطع بقول الحق ويتحدى العنف و القمع .. ليعم الضياء في ربوع الوطن عدلا ومساواة وخيرا واملا في وطن العزة والرفعة والمجد ….

.
.
…………………………………………

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *