بيان بمناسبة الذكرى العاشرة لميلاد رابطة أبناء المنخفضات الإرترية-2014-2024 م

 

تحتفل رابطة أبناء المنخفضات الارترية بمناسبة الذكرى العاشرة لميلادها التي انطلقت في 29 مارس 2014م، حاملة لواء بث الوعي بالحقوق والمصالح الخاصة والعامة لمجتمع المنخفضات وكافة مكونات الوطن لإيقاف عجلة الهيمنة القومية والإقصاء التي ظلت مصاحبة لتكوين الوطن منذ اربعينيات القرن الماضي، وديدنها الوضوح الكامل في الرؤية التي عبرت عنها في وثيقتها، آملين أن يكون عام انتصار للأهداف والمبادئ التي انطلقت من أجلها الرابطة والمتمثلة في الإقرار بالتعدد والتنوع كمقدمة أساسية لبناء دولة العدالة والمساواة التي تحفظ الحقوق للجميع  وتضمن المشاركة العادلة في السلطة والثروة وفق نظام حكم لامركزي دستوري لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لشعبنا الذي مازال يعاني من خيبات الأمل في بناء وطن  تسوده قيم العدل والمساواة بين كافة مكوناته.

وفي ظل الظروف والتحديات الحالية التي تمر بها المنطقة بشكل عام والقرن الافريقي بشكل خاص، فإن الرابطة ظلت ثابتة على مواقفها من طبيعة الصراع الذي تقوده قوى الهيمنة القومية للنخب الحاكمة وفشلها المستفحل في تحقيق الأمن والاستقرار لشعوبها، الأمر الذي تسبب في إشعال أزمات عارمه أصبحت تشكل مهدداً لبقاء الدول ومكوناتها الاجتماعية، فما تمر به دول المنطقة من حروب مفتوحة على مصراعيها، تدور كلها على ذات دوافع الصراع القائم على الهيمنة القومية والالغاء للانفراد بالسلطة والثروة على حساب بقية المكونات.

وعلى صعيد ما يجرى في الداخل الإرتري فإن مخططات عقلية الهيمنة التي كانت تسعى لتحقيق حلم الانضمام (للوطن الأم) لم تتغير، لكن هدأت فصولها على ضوء توقيع الحكومة الاثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تجراي على اتفاقية السلام في بريتوريا، التي أبقت بموجبها على حقوق المكونات التي يمثلها نظام الحكم الفيدرالي في إثيوبيا. الأمر الذي أدى إلى خلاف نظام الهيمنة القومية في ارتريا مع الدكتور أبي أحمد وتغيرت على إثره التحالفات. وعلى الجانب الآخر المتمثل في تحالف بعض قوى المعارضة الإرترية مع الجبهة الشعبية لتحرير تجراي لاستكمال الوجه الآخر لخيارات تقرير المصير المتمثل في (دولة تجراي تجرينية)، نلحظ أنه قد خفت قليلاً في انتظار أن تتحسن الظروف السانحة لذلك. وهذا يعيد للأذهان تحول دعاة التجراي تجرينية إلى كتلة الاستقلال عندما استحال تحقق قيام خيارهم أبان فترة تقرير المصير.

أمام هذا النزوع الدائم لنخب التجرينية على فرض مصالحهم عبر الحدود على حساب مصالح بقية المكونات الإرترية، ما زال السؤال والتحدي الأكبر قائماً بالنسبة لبقية مكونات الوطن، للعب دورهم المفقود لإعادة التوازن لميزان الصراع المختل الذي أخلى الساحة لتبادل أدوار نخب التجرينية، وذلك من خلال الجلوس معاً والاعتراف بواقع التعدد الإرتري والانطلاق منه لحل المعضلة الإرترية المزمنة على أساس التوافق على عقد اجتماعي بين جميع مكونات الشعب الإرتري باعتبار أنه الحل الأمثل في إرتريا.

وإن ما تشهده ساحة الصراع الإرتري اليوم تؤكد على صوابية ووضوح الرؤيا التي انطلقت الرابطة من أجلها وعبرت عنها في وثيقتها. أما الحلول المطروحة في الساحة ومع احترامنا للجهود التي تبذل إلا أنها لا تعالج أس المعضلة الإرترية المتمثلة في الهيمنة القومية، التي كانت سبباً في حالة عدم الاستقرار وغياب الأمن بشكل دائم، كما كانت سبباً رئيسيا منذ فترة تقرير المصير في ضياع فرص تحقيق الاستقلال في زمن باكر، الأمر الذي تسبب في كم الخسائر الفادحة التي حلت بالشعب الإرتري نتيجة للخوض في حروب مدمرة، والتشرد واللجوء في دول الجوار والمنافي، وكان آخرها وصول النظام الحالي لسدة الحكم ليواصل مسلسل الفشل المتوالي من خلال الزج بأبناء الشعب الإرتري في حروب متتالية.

ولا يفوتنا في هذه السانحة التعبير عن قلقنا العميق لما يدور في السودان الشقيق من حرب مدمرة في هذا البلد الذي كان قبلة كل الشعوب الهاربة من ويلات الحروب وأولها الشعب الإرتري ودول القرن الأفريقي، داعين الله أن يوفق الأشقاء في السودان في تجاوز هذه المحنة، لما يستحقه شعبها من العيش في أمن وسلام ووئام بين كافة مكوناته.

وعلى صعيد آخر يشهد العالم أجمع ما يمر به الشعب الفلسطيني من هجمة شرسة وانتهاك صارخ لحقوقه الإنسانية في الوجود التي ترقى لجريمة الإبادة الجماعية بحقه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وإننا إذ نعلن عن وقوفنا مع حقوقه المشروعة وتضامننا مع حقه في إقامة دولته المستقلة، نثمن عاليا مواقف المجتمع الدولي والدول التي وقفت إلى جانبه وعلى رأسها دولة جنوب أفريقيا.

 

المجد والخلود لشهدائنا الابرار

الحرية والعزة لشعبنا

الخزي والعار للنظام وقوى الهيمنة والاقصاء

رابطة ابناء المنخفضات الارترية

الإدارة التنفيذية

29 مارس 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *