الشعب الإرتري لا يتعجل موت أسياس أفورقي !!!!

ashwakصالح أشواك …

كغيري من الإرتريين أطلعت علي  مقال الأستاذ / محمد كامل عبد الرحمن المنشور في صحيفة الإنتباهة  في 31/10/2015م  و هالني ما ورد فيه من تزيف متعمد للحقائق …

في تقديري أن الإعلامي و الكاتب عليه الالتزام بجملة من المعايير الأخلاقية و المهنية حتى يعبر عن مصداقية انتمائه للمنظومة التي ينتسب إليها ، وعليه عدم إغفال فطنة القاريء و الذي سيلحظ و بشكل لا يقبل التأويل بأن المقال خلفه سفارة الدكتاتور في الخرطوم و بأنه مدفوع القيمة نتيجة لما وردت فيه من إشارات تدل على أن المعلومات مصدرها السفارة …

  عزيزي الكاتب .. الشعب الإرتري شعب لا يدين بالفضل في نيل استقلاله لشخص بعينه حتى لو كان هذا الشخص رئيس النظام الحاكم بل أن التحرير ما كان إلا ثمرة تضحيات الشعب الإرتري الأبي من خلال تقديمه لقوافل من الشهداء ، كما إن التحرير جاء عبر فعل نضالي خاضه الشعب الإرتري الذي كان في تلاحم منقطع النظير مع كل فصائله الوطنية الإرترية التي هي امتداد للشرارة الأولى التي قدحها الشهيد الرمز حامد إدريس عواتي في الفاتح من سبتمبر عام 1961م من أعلى قمة جبل أدال ،بالتالي لا يمكن تجير كل التضحيات التي أفضت إلي هذا الانتصار الذي حققه الشعب لصالح تنظيم و احد دون سواه .

 كان لابد من هذه التوطئة للرد علي ما جاء في مقالك من معلومات مضللة حتى تعود إلي جادة الحقيقة من واقع التأريخ الذي صنعته دماء الشهداء …

أما بشأن إشاعة موت الرئيس فأن الشعب الإرتري و قواه الوطنية المستنيرة يعيان و يدركان تماماً بأن مصدرها هو مكتب مدير الاستخبارات الإرترية (أبراها كاسا) و ليس للدوائر الغربية أي صلة بالأمر ، و الشعب الإرتري لا يتمنى و لا يتعجل موت أسياس ( الرئيس)  الذي أحال البلاد علي سجن كبير من خلال التغيب القسري لكل سجناء الرأي من إعلاميين و سياسيين و مواطنين عزل حتى ، كما أنه حول البلاد إلي ثكنة عسكرية عبر عسكرة المجتمع من صبية و شباب و كهول ونساء و رجال عبر فرضه لخدمة عسكرية لا أمد لها إلي أن تقبض الأرواح ، و كما أنه حول المواطنين إلي عبيد عبر استخدامهم في السخرة بحجة التنمية التي هي مسؤولية الدولة و علي الدولة توفير مواردها ، ولكن سبحان الله تذهب مخصصات التنمية لشركات حزب الجبهة الشعبية التي ترسوا عليها عطاءات المشاريع دون أي منافسة في احتكار واضح لسوق المقاولات ، ومع الأسف الشديد فأن العمالة هم منسوبي الخدمة العسكرية طويلة الأجل و في أحيان كثيرة المواطنين استناداً إلي ذات الشعارات الجوفاء التي روجت لها أنت )التنمية بالصمود( و دون أي أجر أو مقابل مادي كأنما هم عبيد ، علاوة علي تغيب مؤسسات الدولة فهو البرلمان و الحكومة و رئيسها و هو القاضي و هو المشرع و هو مدير كل الدوائر هو مدير الأراضي هو مدقق كل ما يكتب هو القائد العام للجيش هو البنك المركزي  و قد عطل الدستور  أو ما يعرف بدستور (97) والذي قبل به الشعب الإرتري رغم علله .

رئيس خطف من شعبه فرحة الاستقلال عبر الدخول في حروب عبثية ابتداءً من حرب جزر حنيش مع اليمن و جيبوتي و السودان و من ثم الحرب الإثيوبية الإرترية و التي راح ضحيتها آلآلف من الشهداء و خلفت عدداً من الأيتام و الثكلى و الجرحى ، وإن نتائجها السالبة خلقت و عياً في داخل أروقة حزبه الحاكم و كادره و قياداته و استدركوا  بأن هذا الرئيس  قادهم إلي مهالك كبيرة و أنه حرمهم من فرصة الاستمتاع بحياة قوامها الرغد والدعة بعد نضال مرير والتي تنتجها ممارسات سياسية راشدة تحقق التعدد السياسي و السلم الاجتماعي عبر احترام كل مكونات الشعب الإرتري ثقافياً و دينياً ، وأشاعة الحريات العامة و العدالة و سيادة دولة القانون ، و قبل هذا وذلك تحقيق شروط المواطنة المحفزة علي التشبث بالوطن ، إلا أن غياب كل ذلك دفع مجموعة من مناضلي الجبهة الشعبية وقياداتها الأساسية إلي إصدار مذكرات احتجاج رفعوها إلي الرئيس فيما عرف بمجموعة الـ  15 أو (G15) مطالبين إياه بعودة الحياة إلي ما تم إقراره في مؤتمراتهم التنظيمية ، ورغم ما في هذه القرارات من قصور فأنها كانت خياراً مقبولاً لدي الشعب الإرتري كحد أدنى من المكاسب ، ولكن الرجل لما يتمتع به من قدرات علي القمع و ممارسة التنكر للعلاقات الرفاقية فأنه زج بهم في أتون السجون و هم رهن التعذيب و أعتقد أن منهم من قتل أو مات  ..

الشعب الإرتري لا يتمنى أو يتعجل الموت (للرئيس) فأنه قد مات في دواخلهم مئات المرات بل ألوف المرات بعد ما استقبلوه في بوابات اسمرا مع كل رفاقه دون أن يكون له ما يميزه غير رئاسته للجبهة الشعبية الذي أقتضته العملية التنظيمية ، ولم يكن هذا ليصنع الفارق بين كل المقاتلين الذين كانوا مشاريع استشهاد . مات في دواخل منسوبي تنظيمه و حزبه يوم غدر برفاقه عبر مؤامراته الموثقة بدءاً من قتل الشهيد إبراهيم عافة الرجل الذي كان حجر عثرة أمام تطلعاته الدكتاتورية ، وبعد أن غيب الموت من كان يعده خصماً عنيداً  عمل فيهم قتلاً و تنكيلاً واعتقالاً في صحاري دنكاليا حتى أضحى التنظيم خالياً من المناضلين الشرفاء خلا حفنة تدين بالولاء الطائفي لمهندس المشروع و لم يعد غير من هم علي شاكلته   ..

الشعب الإرتري الذي شُرد شبابه و أطفاله و أصبحوا عرضة للموت في الصحاري و البراري و في البحار و المحيطات  تقتات عليهم الحيتان و الكائنات البحرية لا يتمنى موت ( الرئيس) ، الشباب الإرتري الذي أصبح مصدر تكسب لتجار البشر عبر بيع أعضائهم البشرية لا يمكن أن يتمنون موته .. قل لمن مدك بالمعلومات الذي حتماً سيغادر الخرطوم و يولي الدبر عند أول استدعاء له من مكتب الرئيس الذي يدير الخارجية ، بأن الشعب الإرتري لا يتمنى الموت لرئيسه …

 أبعد كل هذا  تحدثنا عن التلاحم بين (السلطة و الشعب) ياأستاذ / محمد !!  كما أن محاولة تسويقك لذات الأسطوانة المشروخة التي يروج لها النظام  لايمكن بلعها !!  فهذا النظام ياعزيزي أصبح منبوذاً من قبل دول العالم وهيئاته الدولية نتيجة لسجله الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان الإرتري وتهديده للأمن والسلم الإقليمي والدولي وكذبه الفاضح على الملأ ، أما  الرجل الذي تتحدث عنه إن كنت لاتعلم  فهو  أول من دخل قاعدة غانيو استيشن الأمريكية في اسمرا عاملاً في مخابراتها …. فالقول أن النظام يتعرض لكل ذلك نتيجة مواقفه الإقليمية و الدولية هو محض هراء لا ينطلي حتى علي السذج، فالنظام له علاقاته الوطيدة مع أجهزة المخابرات الغربية  إلا أنه خرج على بيت الطاعة في الآونة الأخيرة ، أما الخطابات الجوفاء التي يبثها الديكتاتور اسياس فهي للإستهلاك المحلي لإبراز الرجل   علي هذا النحو الذي يدفع الناس للتصديق بأنه ضد الإمبريالية العالمية والغرب عموماً .. إلا أنه يسعى في حقيقة الأمر لاستجداء رضى الغرب مقابل بقاء نظامه في السلطة .

عزيزي / محمد كامل أنا اليوم أكثر يقيناً بأن الشعب الإرتري سينتفض علي هذا الدكتاتور  أو سيثور عليه بعض الشرفاء من بقايا المسيرة النضالية فأنه لم يعد في قوس صبر الشعب منزع و حتماً عندها ستنصب له مشانق الموت عبر محاكمة عادلة له و لنظامه و جنرالاته الذين أرتكبوا كل الجرائم ….

هذا الذي يتمناه الشعب الإرتري القصاص العادل ، أما أن يموت علي فراش المرض فتلك ليست أمانينا و لن تكون النهاية المرجوة و لكن إن جاء الموت فأننا سنقبل بأمر الله ، وأن كنا نتمنى و نبتهل للباري بأن يمكننا منه حياً و حينها أتمنى أن تكتب عن جرائمه حين زوال العتمة التي تمنعك الآن الرؤية الواضحة للحقائق علي الأرض ….

  • ملاحظة …..أرسلت المقال إلي عنوان البريد الإلكتروني لصحيفة الإنتباهة علاوة إلي البريد الإلكتروني لمدير التحرير الأستاذ /الصادق الرزيقي و كما أني قد بعثت له بعد رسائل عبر حسابه في الفيس بوك و انتظرتهم لأكثر من 48 ساعة و لكن لم أتلقى ما يفيد النشر كما إنه لم ينشر حتى اللحظة …

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *