إسياس أفورقي والعبث المستمر !

إسياس أفورقي والعبث المستمر !

في المقابلة الاخيرة لرأس النظام التي لا ندري دوافعها غير أنها كانت استمرار للعبث الذي يمارسه منذ أن إعتلي السلطة في الواحد وتسعون وتسعمائة والف.
فالشعب الإرتري الذي ذاق الامرين في ظل نظام الهقدف سيء الصيت يعلم جيدا بأن الفرج لن يأتيه من حاكم زمانه وزمرته الاقصائية، لذلك ظل يراقب بحذر مبادرة رئيس الوزراء الاثيوبيى د.أبي احمد من خلال محاولته لاسدال الستار على حالة اللا حرب واللا سلم التي كانت وبالا على الشعبين؛ إلا أن ما وقع على الشعب الإرتري من جراء ممارسات النظام الاستبدادي لم يكن بسبب الحروب مع دول الجوار التي صنعها بسياساته الرعناء لخدمة مشروعه القومي، لأن معاداته لحقوق الشعب الارتري ابتدأت منذ اليوم الأول لاعتلاءه لسدة الحكم ولم يكن حينها نظام الطاغية في حالة حرب مع أحد.
الحقيقة الماثلة أمامنا اليوم أن رئيس الوزراء الإثيوبي د. أبي أحمد أراد من خلال مبادرته أن تكون إحدي نجاحاته التي قد تمكنه من تثبيت دعائم حكمه وهو حق مشروع وهدف نبيل لخدمة شعبه، ولكنها فى المقابل كانت مع الرجل الخطأ والتوقيت الخاطئ حسب وجهة نظر الكثير من المراقبين.
لقد جاءت مقابلة افورقي لتؤكد للشعب أنه لم يكن هناك ما يستحق الانتظار بغرض الافصاح عنه من هذا الطاغية على خلفية عملية السلام المتسارعة من ترسيم للحدود، وتحديد مصير السجناء وتقنين الخدمة الإلزامية كأوليات واستحقاقات ملحة وعوامل أساسية لجعل السلام ممكنا ومقبولا من الجميع، بل كعادة الرجل وفي بداية حديثه الذي لم يكن مفاجئا لأحد قال “أن ما يطالب به لم يحن اوانه بعد”، مايعني أن هذه المطالب ليست ضمن اولويات السلام المنشود من قبله.
واتجه حديث اسياس الغوغائي عن السلام الى ترديد اسطوانة الاستهداف الخارجي، وعدم رغبة الوياني في السلام، ومحاولاتهم الدائمة لعرقلة الأستقرار، والإسهاب في الحديث بضرورة التفكير في وعاء أوسع والسعي للعمل ضمن القرن الأفريقي الجديد الذي حدد أن تكون اثيوبيا، إرتريا ،جنوب السودان والسودان والصومال وجيبوتي هي دوله المؤسسة ظنا منه أن هذا التخبط سيسقط عنه ولو إلى حين الوفاء باستحقاقات الداخل. ورغم محاولاته المستميتة للظهور بمظهر المنتصر والقوي إلا أن الارتباك وعدم الرضى والخوف كان واضحا عليه.
المقابلة في المجمل أعطت رسائل واضحة بأنه لا سلام في المنطقة في ظل وجود هذا النظام، لأن بقائه يتوقف على استمرار التوتر الدائم في المنطقة، واستمرار تعذيب الشعب الإرتري والتنكيل به حتى لا يثور أو يثأر لنفسه. وبما أن دوام الحال من المحال، فحتما سوف يأتي اليوم الذي يرحل فيه نظام الطاغية وزمرته الاقصائية ويلحق بركب من سبقوه من الطغاة والحكام الفاسدين .

 

كتبه/ علي جبيب.

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *