بقلم: الاستاذ علي جبيب
فوز الرسام العالمي الارتري الأستاذ محمود دبروم عبر عمله الفني الراقي والرائع لوحة “حنين الوطن” وحصوله على المركز الثالث في منافسة أفضل عمل تشكيلي عربي هي الأولي لعمل وفن تشكيلي إرتري على مستوى العالم العربي للفنانيين التشكيلين العرب.
وقد كان فوز “حنين الوطن” إبنة الثلاثين ربيعا عنوان للفرح لكل الإرتريين في مواقع التواصل الإجتماعي بمختلف مشاربهم السياسية والإجتماعية حيث زينو صفحات الفيس بما يعبر عن فرحتهم وإحتفالهم بهذا الفوز فتتالت التبريكات والتهاني وما يجول في خاطرهم من معاني الغبطة والفرح تقديرا لهذا الفنان العملاق، وهذا الفوز المستحق للقامة “دبروم” لم يكن وليد تلك المسابقة وإنما حصاد سنين شهدت جهد وصبر ومثابرة واخلاص لهذا الفن. ومالايعرفه الكثيرين عن الأستاذ دبروم أنه اتي إلى عالم الفن هاويا ولكن موهبته الفذة وإصراره على المضي بموهبته الي مصاف الكبار كانت هي التي جعلت لفنه قيمة بحيث يناطح وينافس من يحملون الشهادات العليا في هذا المضمار والمتبحرين فيه أكاديميا.
دبروم الذي بدأ هاويا في مدينته الصغيرة قندع مسقط رأسه مقارنة بغيرها من مدن بلاده وعواصم ومدن العالم التي قدر له التنقل بينها بداية بالسعودية وصولا لعاصمة الضباب التي منحته الكثير ومن بينها هذه الفرصة في المنافسة والفوز المحتفي به .إلا أن حنينه ومفاخرته بإرتريته وبثقافته وحضارته الضاربة في جذور الأرض لم ينقطع وذلك لما رضعه منها من إلهام فني كان النواة الأولى لتشكل موهبته الفنية حيث إتخذ من خضرتها وأوراق شجرها ألوانا لباكورة محاولاته في الرسم واختزن في ذاكرته من جمال طبيعتها لوحات فنية أبدعتها ريشته فيما بعد ولم يغيب الوطن عن كل أعماله وبكل تفاصيله النضالية ومرارته من ظلم المستعمر وجبروته وحياة اللجوء والشتات.
التحية لهذا العملاق الذي زرع الفرحة في نفوس كل الارتريين في زمن أصبح مجرد الإبتسام ترف جراء الجرح النازف في الوطن من بسبب تغول المستعمرون الجدد وقهرهم للإنسان الذي لايستحق ماحاق به ولكن لكل أجل كتاب.