بيان بمناسبة الذكرى 34 لاستقلال إرتريا – 24 مايو 1991-2025م

بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لاستقلال إرتريا، نتقدم بأحر التهاني لكافة مكونات الشعب الإرتري الباسل الذي قدم تضحيات عظيمة من أجل تحقيق الاستقلال، ونقف أجلالاً واكباراً لأرواح شهداء المسيرة الميامين الذين مهروا بدمائهم الطاهرة طريق الحرية والاستقلال، الذي يعتبر تتويجاً للتراكم النضالي الذي خاضوه في مختلف المراحل النضالية.

وبقدر التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الإرتري بكافة مكوناته إلا أن فرحته بالاستقلال لم تدم طويلا، وأن آماله في الاستقرار والحرية والسلام ذهبت ادراج الرياح، لأن الفصيل الذي تحقق الاستقلال على يده استأثر بالسلطة لفرض مشروعه الخاص القاضي بتكريس نهج الهيمنة القومية على بقية المكونات الارترية لصالح حاضنته الاجتماعية، وفي سبيل ذلك أحال البلد الى جحيم مدمرا لحلم الوطن المنشود، نتيجة لفشله التام في بناء دولة تحتضن الجميع وتوفر الامن والاستقرار لشعبها.

وبالرغم من المقومات الكبيرة التي تذخر بها إرتريا والكفيلة بتحقيق النمو والتقدم والازدهار لشعبها، ها هي تتذيل قوائم الفشل بين دول العالم كأسوأ نموذج للحكم. ومع ذلك لم يدرك النظام حتى الآن بأن نهجه الاقصائي وممارساته البربرية، ومغامراته الفاشلة من حروب عبثية، وتدخلات في الشئون الداخلية لدول الجوار، وتشديد قبضته الحديدية على مكونات الوطن، لا يمكن أن تؤدي إلا لما وصلت إليه البلاد من عزلة دولية وتآكل داخلي، الأمر الذي يهدد بقاء إرتريا ككيان موحد، والامثلة على ذلك ظاهرة للعيان.

تأتي ذكرى هذا العام في ظل ما تشهده المنطقة والساحة الإرترية بمستوييها (نظام ومعارضة) من تعقيدات بالغة الخطورة على مستقبل شعوب المنطقة، فعلى مستوى الإقليم نشهد احتدام الصراع بين المكونات المختلفة لشعوبه الذي غلب عليه طابع العنف المسلح، في ظل انعدام لغة الحوار المفضي لحل أزمة الصراع بين مكونات التعدد بما يحقق آمال وطموحات شعوبها في الاستقرار والحرية والسلام.

وعلى مستوى الساحة الإرترية لا نجد أن محركات الصراع فيها تختلف عما يدور في الإقليم، بل هي أكثر شراسة في ظل فرض هيمنة قومية على مكونات التعدد الإرتري في ظل غياب رؤية واضحة لقوى المعارضة الإرترية في إدارة الصراع لمواجهة مشروع الهيمنة القومية الذي يعتبر اس المشكلة الارترية منذ اربعينيات القرن الماضي. يتضح ذلك جلياً في اختزال معظم قوى المعارضة أزمة الوطن في دكتاتورية النظام على اعتبار ان زواله سوف يحل ازمة الحكم في ارتريا.

إلا أن ما يحدث من تصعيد على مستوى النظام وحاضنته الاجتماعية يشيء بغير ذلك، حيث نشهد بزوق كيانات تتبني مشاريع حقبة الأربعينات ّالانضمام إلى الوطن الأم”، أو ما يُعرف بـ “تجراي – تجرينية “، التي تعتبر تغولاً يهدد وجود المكونات الإرترية، إلى جانب مظاهر أخرى من الإقصاء، كرفض الاعتراف بالهويات الثقافية لمكونات التعدد الإرتري، والتحدي السافر لخياراتهم اللغوية والثقافية، بالتالي نسف كل ماله صلة بحقوق ومصالح مكونات التعدد.

في ظل هذا الواقع المهدد للوجود، لا نرى من سبيل آخر أمام مكونات الشعب الإرتري سوى الجلوس معاً واجراء حوارات واضحة وشفافة ترتكز على قاعدة الاعتراف المتبادل بالتعدد والتنوع -المرفوض من قبل قوى الهيمنة القومية- والقبول باستحقاقاته العادلة في قسمة السلطة والثروة وفق نظام حكم لا مركزي دستوري (فيدرالي)، يكفل بناء دولة تقوم على مبادئ العدالة والمساواة وتحتضن الجميع دون تمييز أو إقصاء.

 

المجد والخلود لشهداء وطن الحرية والاستقلال

الهزيمة لعقلية الهيمنة والاستبداد

رابطة أبناء المنخفضات الإرترية

الإدارة التنفيذية

شاهد أيضاً

في وداع الراحل الحبيب/ اسماعيل حامد عبدالهادي

وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ …

الذكرى 61 لمعركة تقوربا التأريخية

15 مارس 1964- 2025 م يصادف اليوم 15 من مارس الذكرى 61 لمعركة تقوربا التاريخية، …

اليوم العالمي للمرأة 8 مارس 2025

  يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس في كل عام تتويجاً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *