تمر علينا الذكرى السادسة لميلاد رابطة أبناء المنخفضات الارترية التي انطلقت في 29 من مارس 2014م في ظل ظروف وتحديات دولية ووطنية صعبة ومصيرية بالنسبة لشعبنا، فعلى المستوى الوطني نشهد جميعا مايحاك من تآمر تجري فصوله بشكل محموم من قبل نظام الهيمنة القومية الحاكم والقوى المتماهية مع اهدافه، والتي تستهدف سيادة الوطن ووحدته، ووجود مجتمعنا كمكون وطني على ارضه وبقية مكونات الوطن، وذلك في ظل غياب عمل فعال وتصدي من قوى المعارضة الوطنية ضد هذه المؤامرة.
وعلى المستوى الدولي يتهدد العالم تفشي وباء كرونا القاتل الذي انتشر في كل دول العالم بلا استثناء مشكلا خطراً محدقاً على حياة البشرية جمعاء، وشعبنا ودول العالم الثالث بشكل خاص وذلك لضعف وعدم قدرة حكومات هذه الدول وعجزها للتصدي الفعال لهذا الوباء، وذلك لاهمالها للبنية التحتية لدولها من مستشفيات وكوادر صحية، ورصد وتوفير الامكانيات اللازمة للقيام بالاستعدادات المطلوبة لمواجهة هذا الوباء. ما يجعلنا نعيش وايدينا على قلوبنا مشدودي الأعصاب لادراكنا لما يمكن ان يلحق من عواقب كارثية لا قدر الله في حالة تفشي الوباء بينهم، رافعين الأكف على ان تتدخل عناية الله لحماية أهلنا وتجنيبهم شر هذا البلاء .
إن ذكرى تأسيس الرابطة حدث جدير بالوقوف امامه لتأكيد اهمية ودوافع الانطلاقة لما عبرت عنه وثيقتها من طرح ورؤية جديدة وجريئة في الوسيلة والاسلوب الغير تقليدي للتعاطي مع مهمة الدفاع عن حقوق ومصالح المكونات الوطنية عامة وحقوق ومصالح مجتمع المنخفضات بشكل خاص، باعتبارها مسئولية مباشرة يجب على ابناء المجتمع توليها والتصدي لها بدرجة اولى، الأمر الذي يستدعي لم شمل هذا المجتمع للتصدي للمهام عبر خلق وعي جمعي حول المصالح والحقوق وذلك دون التفريط او الاخلال بالمسئولية الوطنية للنضال مع المكونات الاخرى وقواها الوطنية للتصدي والدفاع عن المصالح والحقوق الوطنية المشتركة، عبرلعب مجتمعنا الدور المنوط به في عملية التغيير الديمقراطي المطلوب، وبناء دولة العدل والمساواة وحكم القانون، وضمان المصالح والحقوق والحريات الأساسية للكل ومناهضة الهيمنة والاقصاء من اي كان في وطن يسع الجميع.
وبالرغم من هذا الوضوح في الرؤية والأهداف واجهت الرابطة منذ انطلاقاتها عاصفة قوية من الانتقادات ومحاولات التحريف والتقويض بشكل غير مسبوق من العدو والصديق المفترض، لكن ظلت وباصرار على مواصلة المسيرة بخطوات واثقة لتشق طريقها ضد عراقيل التيار المعارض لتتمكن من رؤية رسالتها تتحقق على ارض الواقع بانتشار الوعي الجمعي في الأوساط المجتمعية وبين المكونات الوطنية المهمشة بشكل واسع، ما يؤكد على صوابية طرحها ليس على المستوى الوطني فقط بل بتبني القوى الثورية للشعوب من حولنا منهجية ومقاربات حل القضايا الوطنية المزمنة بالاعتراف بتعددية مكوناتها، والعمل لتحقيق التوافق الوطني على عقد اجتماعي يضمن حقوق ومصالح كل المكونات، وادرة التعدد باعتماد نظام حكم لامركزي دستوري بما يحقق المشاركة العادلة في قسمة السلطة والثروة بين جميع مكوناتها.
وبهذه المناسبة نكرر دعوتنا مرة اخرى لكل قوى المعارضة الإرترية للاعتراف بواقع التعدد الارتري والانطلاق منه لحل معضلات الحكم في ارتريا على اساس التوافق على عقد اجتماعي جديد يضمن مصالح وحقوق الجميع، ويحقق الاستقرار والنماء والازدهار لشعبنا .
المجد والخلود لشهائنا الابرار
والحرية والعزة لشعبنا
والخزي والعارللنظام وقوى الهيمنة والاقصاء
رابطة ابناء المنخفضات الارترية
رئيس المكتب التنفيذي
29 مارس 2020م