الناقوس 12- مقابلة العدد – الحلقة الأخيرة

مع المناضل نور الدين محمد عبدالله

في حديث من القلب عن نضالات حواضن الثورة

حاوره الاستاذ علي جبيب

متالعة ما تم نشره:

(وبعد أيام من خروجي من السجن صادف عيد للمسيحيين أرسلت فيه كروت تهنئة بتلك المناسبة لقائد الجيش والمحامي عبر البريد. وأتصل بي القائد وشكرني، أما المحامي جاء إلى مكان عملي وقدم لي الشكر، وذكر لي أن رئيسه في الشرطة قدم شكوى ضده على المساعدة في إخراج مجرمين، واستمرت العلاقة بيننا ونبهني أن أحترس، حيث إنهم مازالوا يرفعون التقارير عني بأنني مواصل في العمل مع الجبهة).

 

هل تم تكليفك بـأية مهمة خارج أغُوردات؟

بعد الخروج من السجن في اواخر العام 1974م تم تكليفي من الجبهة للسفر الي أديس اببا لجمع معلومات عن النظام الجديد (الدرق)، ومكثت أسبوعين هناك في الفندق الذي كان يسكنه المرحوم عمر كلفي، والذي ساعدني في جمع المعلومات، وطلبت منه أن يدلني على مكان تواجد العم المرحوم هداد كرار الذي لم يسبق لي اللقاء به سوى أن ابنه محمد كان صديقي، وكان لقائي به مثمرا حيث زودني بمعلومات غاية في الأهمية عن معرفة وإدراك دون أي تحفظ. ومن ضمن الذين قابلتهم وحصلت منهم على معلومات كان الصديق المرحوم كرار آدم (واليكو) وآخرين.

عملية اغتيال العميل التي تسببت في مجزرة الأحد الاسود هل كان الفرع على علم بها قبل وقوعها؟

حدثت المجزرة في يوم الاحد 9 مارس 1975م وكانت نتيجة لاغتيال أحد العملاء وترك جثته في حي دوم الحلة، ولم يكن للفرع علم مسبق بالعملية. إلا أن وقوع العملية صادف مجيئ قائد الجيش في إرتريا الى المدينة، واعتقد أن ردة فعله كانت بدافع انتقامي اعتقادا منه بأن تنفيذ العملية كان تحدياً له، لذلك أعطى أوامره المباشرة لقادة الجيش في المنطقة بالانتقام وقتل المواطنين وكل شيء متحرك دون تمييز، وقد كانت مجزرة فظيعة تجاوز عدد ضحاياها الخمسمائة شخص من النساء والأطفال والشيوخ. وفي نفس اليوم كنت أنا في تكرريت مرافقا لمرشحة اتحاد النساء لمدينة أغُردات بغرض مقابلة قيادة الاتحاد والتفاكر حول تأسيس الفرع. وأثناء عودتنا الى أغُردات صادفني أحد المواطنين وأخبرني بالفاجعة ونصحنا بعدم المواصلة، ورجعنا إلى تكرريت. وفي اليوم التالي كان لا بد من إعادة الأخت إلى أهلها وعملها وتم ذلك بالفعل. أما أنا فقد اتخذت قراري بالالتحاق الكامل بالجبهة نتيجة غضبي مما حدث، إلا أنني عدلت عن القرار بعد أن لاحظت خروج أعداداً كبيرة من الأسر وطلبت منهم العودة، ولتشجيعهم على ذلك بادرت بالعودة بنفسي، ولم يتم استجوابي بعد العودة، وكان مديري حينها محمود محمد كنتيباي- من أبناء نقفة. لكن قراري بالالتحاق ظل في مكانه وشرعت في ترتيب أموري من بينها أدعيت المرض وحصلت على إجازة مرضية من الطبيب لثلاثة أيام وسلمتها لمديري وأخبرته بأن يبلغ بعدم حضوري بعد انتهاء الاجازة المرضية، حتي لا يتعرض للمساءلة. وغادرت المدينة في نفس المساء، وكان في وداعي المرحوم عبد الله محمد إدريس شاكوكي.

ماذا كان دورك بعد خروجك الى الميدان؟

بعد خروجي للميدان كانت أول خطوة هي حضوري للمؤتمر الوطني الثاني في عام 1975م ببطاقة دعوة وصلتنني من المناضل جعفر محمد نور بجهاز الامن. وبعد انتهاء المؤتمر تم توجيهي بالسفر الى كسلا لحين صدور توجيهات التعيينات، وبعد اجتماع اللجنة التنفيذية للتنظيم تم توجيهي إلى سوريا كعضو في مكتب دمشق الذي كان يرأسه المناضل أبراهيم إدريس محمد آدم، والمناضل علي محمد صالح نائبا له، وعضوية المناضل عبده ياسين، وكانت مهمتي الإشراف على شئون الطلاب وتوزيع أدبيات الجبهة ومتابعة علاج المناضلين.

حدثنا عن تجربة عملك في مكتب الجبهة في السعودية؟

تم نقلي إلى السعودية بناء على طلب من المناضل المرحوم محمود اسماعيل الحاج كنائب لرئيس المكتب نتيجة لتوسع الجالية هناك والعمل المطلوب مع الجماهير. خاصة إن الأخ محمود كان يسافر كثيرا وكان من بين أعضاء المكتب المرحوم محمد عبد الله الصافي. وكانت علاقاتي مع الجماهير ممتازة حيث كنت ملتزماً بالدوام الرسمي في المكتب وتواصلي مع الجميع، وهذا ما كان يحتاجه الجمهور من تسهيل الخدمات التي تقدم لهم خاصة إجراءات الحصول على الإقامة الممنوحة من قبل المملكة العربية السعودية للإرتريين.

كيف تم نقلك الى مصر؟

سافرت الى مصر في إجازة لمدة اسبوعين مع العائلة، وعندما عدت وجدت أنه تقرر نقلي إلى جمهورية مصر العربية، وتم تعيين المناضل المرحوم سيد أحمد محمد هاشم بدلاً عني، وبهذا انتقلت إلى مصر وقمت هناك بعمل جيد، وأسست لعلاقات قوية مع الجهات المصرية التي كنت أتعامل معها، لدرجة انه عرض عليً منحي حق اللجوء السياسي لكنني اعتذرت باعتباري أنني كنت على رأس عمل ومكلفاً بمهمة نضالية وطنية. ومن ثم عدت مرة أخرى للمملكة العربية السعودية ممثلا لجبهة التحرير الارترية.

شاهد أيضاً

مواضيع مجلة الناقوس العدد 11-مقابلة العدد مع المناضل/عبدالله سعيد علاج

الجزء الثالث والاخير أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي متابعة ما نشر: بدوري سالته عن أسباب …

أيقونة الثورة الإرترية-القائد الرمز حامد عواتي

من مواضيع مجلة الناقوس -العدد الحادي عشر بقلم / رمضان ياسين   لا يختلف شخصان …

تهنئة

تتقدم اليكم رابطة ابناء المنخفضات الإرترية باصدق التهاني القلبية بمناسبة عيد الاضحى المبارك، سائلين المولى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *