الذكرى 61 لمعركة تقوربا التأريخية

15 مارس 1964- 2025 م

يصادف اليوم 15 من مارس الذكرى 61 لمعركة تقوربا التاريخية، تلك المعركة التي شكلت لحظة فارقة في تاريخ تجربة الكفاح المسلح الإرتري، وبهذه المناسبة نتقدم بأسمى آيات الإجلال والتقدير لجيش التحرير الإرتري البطل وشهدائه الابرار، الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في تلك المعركة التي جابهوا فيها جيش الاحتلال الإثيوبي المدجج بكل عناصر القوة من سلاح وعتاد، بعدد محدود من ابطاله الذين لم يكونوا يملكون سوى بضع بنادق عتيقة وثقة عالية بالنفس، ويقين لا يلين بحتمية الانتصار.

لقد كانت معركة تقوربا أول مواجهة مباشرة مع جيش الاحتلال الإثيوبي الذي كان يتوهم بأنه يستطيع القضاء على الثورة في مهدها، لإن كل المواجهات السابقة لجيش التحرير مع الاحتلال كانت من خلال حرب العصابات (الكر والفر)، إلا ان عنصر الاستعداد من قبل جيش التحرير كان مباغتاً لجيش الاحتلال الذي فوجئ بقوة وإرادة صلبة من قبل أبطال المعركة وقائدها المناضل أبو رجيله الذين كبدوا جيش العدو خسائر فادحة في الارواح والعتاد، وكسر جبروته وقوته التي كان يتباهى بها، وقدم فيها جيش التحرير عدداً من الشهداء البررة.
لقد كان وقع الهزيمة على جيش الاحتلال مدويا، الامر الذي دفع به للسعي للتقليل من هول الصدمة والهزيمة، من خلال اللجوء لتعليق جثامين شهداء معركة تقوربا المجيدة في المدينة الإرترية، ظنا منه بأن اثارة الفزع والخوف بين المواطنين سيثنيهم عن دعم ثورتهم، إلا أن ردة الفعل كانت مبهرة على مستوى التفاعل الثوري والجماهيري، حيث إن نتائج معركة تقوربا كانت محفزة، لأنها أدت إلى رفع الروح المعنوية لجيش التحرير الإرتري، وشكلت بداية التدفق الهائل للشباب الإرتري للالتحاق بصفوف الثورة، وزيادة حجم الالتفاف والدعم غير المحدود من قبل جماهير الشعب الإرتري بكافة مكوناته.
وعلى مستوى النتائج الأخرى التي حققتها تلك المعركة فقد كانت عظيمة جداً، حيث إنها أولا: أدت إلى تثبيت أقدام الثورة الإرترية على أرض الواقع كثورة تحرر وطني عصية على التراجع والهزيمة، كما أنها عززت ثقة الثوار والجماهير في انفسهم. وبذلك كانت نقطة تحول حقيقية للعمل الثوري الإرتري، وبداية لكل الانتصارات اللاحقة لجيش التحرير الإرتري. كما شكلت اختباراً حقيقياً للإرادة الحرة للشعب الإرتري، ومدى استعداده على تحقيق اهداف ثورته المجيدة.

وأننا إذ نقف اليوم لإحياء ذكرى هذه المعركة التاريخية، نستلهم العظة والعبرة من قوة الارادة والتحدي والثقة بالنفس التي تحلى بها أبطال جيش التحرير الإرتري، من أجل هزيمة عقلية الهيمنة والاستبداد، وتحقيق حلم وطن العدالة والمساواة الذي فداه هؤلاء الأشاوس بحياتهم من أجل أن ينعم شعبهم بالحرية وصون الحقوق لكافة مكوناته، وتحقيق المشاركة العادلة في قسمة السلطة والثروة في إطار وطن يسع الجميع.

النصر لنضالات الشعب الارتري.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الهزيمة لعقلية الهيمنة والاستبداد.

رابطة أبناء المنخفضات الإرترية
الإدارة التنفيذية

شاهد أيضاً

بيان بمناسبة الذكرى 32 لإستقلال إرتريا

بمناسبة الذكرى 32 لاستقلال إرتريا نحني قاماتنا إجلالاً وإكباراً لكوكبة الشهداء الميامين الذين وهبوا ارواحهم …

اليوم العالمي للمرأة 8 مارس 2023

اليوم العالمي للمرأة 08 مارس 2023 يصادف اليوم 08 مارس اليوم العامي للمرأة، وهو اليوم …

بيان بمناسبة الذكرى الواحدة والستون لثورة سبتمبر المجيدة

بمناسبة الذكرى الواحدة والستون لانطلاقة ثورة سبتمبر المجيدة بقيادة الشهيد البطل حامد ادريس عواتي في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *