يسرنا ونحن نحتفي بالذكرى الثامنة لتأسيس الرابطة ان نلتقي بأحد مؤسسيها، ألا وهو المناضل حامد عمر ازاز، رئيس المكتب التنفيذي لرابطة ابناء المنخفضات الارترية، والاستاذ حامد ينتمي لبيت نضالي كبير وهو ابن الشهيد البطل عمر ازاز، ويعتبر من الذين ساهموا بشكل كبير وفعال في وثيقة لم الشمل وتأسيس الرابطة، كما لعب دوراً في ترسيخ المفاهيم التي طرحتها الرابطة على، فأهلا وسهلا بك استاذ حامد.
ماذا تعني لك مناسبة ٢٩ مارس؟
قبل الحديث عما تعنيه هذه المناسبة دعني أتوقف إجلالا وإكباراً لأحيي أبطال معركة تقوربا التاريخية، التي كانت نقلة نوعية في حركة كفاحنا المسلح التي يصادف ذكراها الخامس عشر من مارس، وأيضا أتوجه بتحية حب وتقدير للمرأة الإرترية بمناسبة يوم المرأة العالمي، وكأننا كنا على موعد مع هذا الشهر الأغر ليكون ميلاد رابطة المنخفضات الإرترية في التاسع والعشرين من مارس لتعانق صمود أبطال تقوربا، ولتضع اكليلاً من الورود على جيد حواء إرتريا لما قدمته وتقدمه من نضالات جليلة في سبيل قضية شعبها، وبمناسبة الذكرى الثامنة للرابطة أسمح لي أن أتوجه بالتهنئة الحارة لكافة أعضاء الرابطة وأبناء المجتمع وأصدقائها، متمنياً تحقيق المزيد من الإنجازات لبناء وطن الوعد والاشواق الذي ناضل الرواد الأوائل من أجله.
الاستاذ حامد بحكم انك واحد من اوائل المؤسسين لفكرة مشروع الرابطة حدثنا بإيجاز عن بداياتها؟
البدايات كانت تدرجاً طبيعيا لدى نخب من أبناء هذا المجتمع نتيجة لطبيعة الصراع الإرتري ومآلاته التي قادت لتربع نظام الهيمنة القومية على سدة الحكم، وما ترتب على ذلك من اقصاء وتهميش لكافة مكونات الشعب الإرتري، وما وقع بشكل خاص على مكون المنخفضات الإرترية من مظالم مزدوجة، من تهجير واستيلاء على الأراضي واستيطان ممنهج في مواطنه، إضافة للمظالم التي يشترك فيها مع بقية المكونات. لذا فإن البداية كانت الإعداد للوثيقة وصياغتها التي ضمّناها فهمنا لطبيعة الصراع والتعريف به، ورؤيتنا لحل معضلة الحكم في إرتريا، ووضع الأسس الكفيلة باستنهاض أبناء هذا المجتمع للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ولعب دورهم الوطني مع بقية مكونات الوطن لإقامة دولة العدالة والمساواة التي تحفظ الحقوق والمصالح للجميع. واستغرقت هذه العملية 8 اشهر حيث تم ارسال المسودة الى القوى السياسية والشخصيات الوطنية وتم ادخال التعديلات اللازمة من مساهماتهم وكان اخرها اعلان الوثيقة في سمنار تم عقده بلندن في 29 مارس 2014م.
* ماذا حققت الرابطة من انجازات على ارض الواقع منذ تأسيسها ؟
استطاعت الرابطة في الفترة السابقة منذ التأسيس في 2014م تحقيق الكثير من الإنجازات، حيث تمكنت من نشر الوعي بين مكونات المجتمع حول طبيعة الصراع الإرتري-الإرتري وضرورة العمل على الدفاع عن الحقوق الخاصة ولعب دورها الوطني مع بقية مكونات الشعب الارتري في مناهضة نظام الهيمنة القومية والاستبداد، وتشكيل الرأي العام خاصة، وتقديم رؤيتها للحل عبر مبادرة العقد الاجتماعي.
أما على صعيد تنفيذ مهام العمل في هياكلها التشريعية والتنفيذية ولجان العمل المختلفة فإن الرابطة قد حققت تراكما مقدراً في العمل على مختلف مهام العمل ما اكسبها تجربة يعتد بها ويبنى عليها للاستمرار في تحقيق المزيد وذلك في المجالات التالية:
أ) المجال التنظيمي: تم تطوير هياكل الرابطة بما يتناسب وطبيعتها كمنظمة مجتمع مدني بدلا من الاساليب التقليدية مستفيدين من تجربة السنوات الماضية والمصاعب التي واجهت الرابطة، وذلك للاستمرار في نشر الوعي بالمصالح الجمعية التي تربط بين أفراد المجتمع بغض النظر عن الاختلافات السياسية والفكرية في إطار العضوية، باعتبار ان الفروع هي الاساس كنواة وأدوات للعمل لتحقيق الأهداف المعلنة وبالتالي تكوين القيادة من الفروع مباشرة باختيار كل فرع من يمثله، اضافة الى ممثلين لمؤسسات الرابطة مثل المرأة والمنظمة الانسانية، وما سيتم تأسيسه من مؤسسات اخرى مهنية مثل المعلمين والحقوقيين والاطباء والمهندسين وغيرهم، وهي تضم أعداد مقدرة من الأعضاء الذين يتميزون بالنشاط والوعي والالتزام بأهداف ومبادئ الرابطة، ويبذلون المال والجهد لتنفيذ مهام العمل المطلوب بسخاء.
ب) مجال الإعلام: للرابطة حضور دائم ومؤثر في الساحة مما ساهم في خلق رأي عام مساند لرؤيتها حول قضايا المجتمع والوطن، كما ساهم في تعرية وفضح انتهاكات النظام وفي نشر الوعي وتصحيح المفاهيم التي كانت تشوب الكثير منها الضبابية والتعميم المخل، وكيفية التصدي له وإيجاد المقاربات المناسبة لحل معضلة الحكم في إرتريا، وفق مبادرة الرابطة للعقد الاجتماعي.
ت) مجال الثقافة: نعمل بشكل مدروس ودؤوب لإعادة إحياء وتطوير الجوانب المختلفة لثقافات مجتمعنا وبوسائل متعددة ومتنوعة لمقاومة سياسة الهيمنة الثقافية للنظام الساعية لطمس وتشويه الهويات الثقافية المميزة للمكونات الارترية المتعددة ومن ضمنها هوية مجتمع المنخفضات، وفي هذا الصدد تقيم الرابطة مهرجانات ثقافية لتحقيق هذا الهدف، وتتضمن إقامة معارض فنية وتراثية ومسر ح وحفلات غنائية وندوات توعوية.
ث) المجال الاجتماعي والإنساني: فقد أولت الرابطة منذ انطلاقتها هذا الأمر اهتماما كبيرا وتمكنت من تقديم الدعم الاغاثي في معسكرات اللجوء وأطراف المدن بشرق السودان، وفي حملات مكافحة الأوبئة ودعم التعليم وكفالة الايتام من قبل اعضاء الرابطة ومن فاعلي الخير.
ج) مجال العلاقات الخارجية والحقوقية : تواصل الرابطة في البناء على ما تم إنجازه في السنوات السابقة، حيث يسجل للرابطة ما حققته من اختراق في هذا المجال خاصة في القارة الإفريقية من خلال مشاركاتها في دورات اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب التابعة للاتحاد الإفريقي، إضافة لمشاركاتها في العديد من دورات مجلس حقوق الانسان في جنيف، ما أمكنها من طرح قضايا شعبنا وما يعانيه من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان، والكشف عن أبعاد كانت مجهولة إلى حد كبير، خاصة فيما يتعلق بالمصادرة والاستحواذ الغير مشروع لأراضي المنخفضات، ومحاولات التغيير الديمغرافي الجاري عبر علميات الاستيطان في أراضي تاريخية مملوكة للمكونات الإرترية المهمشة، وقد ساهم كل ذلك في فضح وعزل وإدانة النظام من قبل المنظمات الحقوقية الإفريقية والدولية. ويتابع مكتب الحقوق نشاطه حيث اننا نعد للمشاركة في حضور الجلسة القادمة للاستماع لتقرير المقرر الخاص المزمع تقديمه في يونيو 2022م، ودعم جهود المنظمات الحقوقية والوفود الدولية المشاركة في المطالبة بتمديد فترة المقرر الخاص التي تنتهي في 2022م. كما سيشارك المكتب الحقوقي في الدورة القادمة للمراجعة الدورية لحقوق الإنسان في إرتريا التي يقيمها مجلس حقوق الإنسان في 2023م، علما بأن الرابطة كانت احدى المنظمات الإرترية التي شاركت بتقديم تقريرها عن انتهاكات حقوق الإنسان الإرتري في العام 2018م.
رابطة أبناء المنخفضات الارترية منظمة مجتمع مدني، تعمل على الدفاع عن حقوق ومصالح مكونات مجتمع المنخفضات والعمل مع المكونات الارترية الاخرى لبناء دولة العدالة والمساواة، في ظل نظام حكم لامركزي دستوري يسع الجميع.