إمرأة المنخفضات في المعرض التراثي
بدأت اللجنة التحضيرية التي تم تكوينها من قبل قيادة الرابطة الإعداد لهذا المهرجان في بداية يناير 2015 للإحتفال بمرور عام على إنشاء رابطة أبناء المنخفضات الإرترية واستشراف عام جديد بعزم وإرادة جديدين على مواصلة المسيرة التي اختطتها الرابطة لتحقيق أهدافها المنشودة في لم شمل أبناء وقوى المجتمع للدفاع عن الحقوق والمصالح الخاصة والعمل مع المكونات والكيانات الإخرى لإقامة دولة العزة والكرامة والإباء في وطن تسوده العدالة والديموقراطية والمساواة .
وقد عملت اللجنة التحضيرية جُلَّ وقتها خلال هذه الفترة للإعداد لهذا المهرجان حتى يخرج بحلة بهية تنسجم مع مستوى العطاء والإنجاز الذي اضطلعت به قيادة وعضوية الرابطة خلال عام من الإخلاص والتفاني في خدمة الأهداف التي انطلقت الرابطة من أجلها . وكانت حصيلة التحضير البرنامج المتنوع الذي تم إعداده مشتملاً على فقرات متنوعة : ( ندوات ، معرض تراثي ، معرض فني ، ومعرض للكتاب ، وبرنامج ترفيهي للأطفال – والحفل الغنائي الذي شارك فيه كوكبة من المغنيين الإرتريين ) .
رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الاستاذ خالد قرزا يلقي كلمة اللجنة المنظمة
انطلقت فعاليات المهرجان في تمام الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر بسمنار ( دور ومفهوم منظمات المجتمع المدني ) الذي قدم له الأستاذ / محمود محمد أبراهيم رئيس المكتب التنفيذي للرابطة بعد أن إزدان مدخل قاعة المهرجان بمعرض لتراث المنخفضات الإرترية الذي جهزه إتحاد المرأة الإرترية ولوحات الفنان التشكيلي محمود دبروم اللذان أضفيا رونقاً وجمالاً بديعين على جو المهرجان . استمر السمنار حتى الساعة الرابعة الذي أثراه الحاضرين بمداخلاتهم القيمة بعد الإستماع لمقدمة الأستاذ محمود .
الاستاذ محمود ادم يلقي كلمة اللجنة التنفيذية
استمرت فعاليات المهرجان مرة أخرى بعد فترة استراحة في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً على صوت المبدع مقدم البرنامج الأخ/ صابر رباط الذي أتحف مسامع الحاضرين بقصيدة رائعة من إبداعات شابي إرتريا الشاعر الراحل المقيم أحمد سعد ليعلن بعدها بدء الأمسية الفنية بآيات من الذكر الحكيم والترحم على أرواح شهداء الوطن وعلى رأسهم الشهيدين القائد/ عثمان صالح سبي الذي تزامن تاريخ المهرجان مع ذكرى استشهاده الخالدة في 04/04/1987 والشهيد / حسن حسين الشيخ الأمين الذي توفى في 24 فبراير 2015م وصادف يوم المهرجان أربعينيته وقد زينت صورتيهما منصة الحفل . أعتلا بعدها منصة الإحتفال الفنان المبدع حسين محمد علي الذي طالما ألهبت أغانيه وأناشيده الثورية أحاسيس ومشاعر الشعب الإرتري وكان صداها مصدر إلهام للشباب والمناضلين في فترة الكفاح المسلح ، وترنم بأنشودة (صامدون ماركعنا يوماً ….) التي تفاعل معها الحضور مرددا وراءه تاركاً شجناً في نفوس الحاضرين لما أصاب الوطن من ردة على مستوى آمال وأحلام الجماهير بعد التضحيات الجسام التي قدمها هذا الشعب الأبي في سبيل الإستقلال والحرية ليبتلى بأسوأ الأنظمة الدكتاتورية الطائفية التي شهدتها المنطقة بعد إعتلاء الجبهة الشعبية لسدة حكمه برئاسة سييء الذكر أسياس أفورقي . تلت ذلك كلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان ألقاها رئيس اللجنة الأخ/ خالد قرزا استعرض فيها عمل اللجنة التحضيرية ورحب فيها بضيوف المهرجان وعضوية الرابطة خاصة القادمين من خارج بريطانيا ، وبعد ذلك جاء دور كلمة إتحاد المرأة للمنخفضات الإرترية التي ألقتها على مسامع الحاضرين الأخت /مريم أكد والتي عبرت فيها بصدق عن دور المرأة ونضالاتها التاريخية في حرب التحرير وماوقع عليها من ظلم وجور مزدوج بعد تحرير الوطن على يد النظام الطائفي البغيض مؤكدة على أستمرارها في أداء دورها النضالي حتى ينعم الوطن وشعبه بالحرية والإستقرار والعدالة والمساواة . صدح بعدها كل من الفنانين : أبوبكر صلاح (تقوربا) والفنان أبراهيم فانوس في فقرات غنائية رائعة تفاعل معها الحاضرين رقصاً وترديدا .
وبعد تناول وجبة العشاء تقدم الأستاذ محمود محمد أبراهيم لتقديم كلمة المكتب التنفيذي للرابطة ، استعرض فيها دوافع الإنطلاق وأهدافه في الدفاع عن الحقوق والمصالح ولم شمل أبناء المجتمع لأداء رسالتهم السامية في صون العزة والكرامة واسترداد الحقوق المهدرة ، والنضال مع أبناء المكونات الإرترية الأخرى وقواها الوطنية لبناء دولة العدالة والقانون .
تقديم درع تخليداً لذكرى الشهيدالقائد عثمان صالح سبي لأبنه فراس سبي وقد أستلمها نيابة عنه المناضل / محمد عثمان صايغ .
توالت بعدها وصلات الغناء والطرب التي ألهبت مشاعر الحاضرين بعد أن انضم إلى الفنانين ، الفنان القادم من السويد حامد أسماعيل ، فتناوبوا في أدخال البهجة والسرور على الحاضرين في فقرات غنائية رائعة استمرت حتى الساعة الحادية عشر ليلاً . ونسبة لخلل فني لم تتمكن إدارة المهرجان من استكمال عرض الشريط الوثائقي ( معادلة الأرض والإنسان ) الذي أعدته اللجنة الإعلامية للرابطة والمسرحية الهادفة لفرقة أبناء عواتي بألمانيا وقد تم نشرهما على قناة اليوتيوب والموقع الإعلامي للرابطة munkhafadat.com
بعدها تم تقديم الهدايا التكريمية لبعض من أبناء المجتمع وفاءاً لما قدموه من أعمال جليلة في خدمة مجتمعهم وهي عبارة عن دروع تذكارية ، لكل من الفنان / حسين محمد على والفنان التشكيلي /محمود دبروم والمبدع الأديب والروائي/ حجي جابر الذي لم يتمكن من حضور المهرجان بسبب تأخرحصوله على تأشيرة الدخول لبريطانيا . كما تم تقديم درع وفاء تخليداً لذكرى الشهيدالقائد عثمان صالح سبي لإبنه فراس سبي وقد أستلمها نيابة عنه المناضل / محمد عثمان صايغ .
هذا وقد تم نقل وقائع المهرجان بالصوت والصورة على الهواء مباشرة عبر إذاعة صوت المنخفضات الإرترية ، وعلى حسب أحصائيات البث والمشاهدة فقد تم الإستماع والمتابعة من قبل عدد كبير من الإرتريين في مختلف دول العالم بلغ بضعة آلاف . آمليين أن يكون بثنا القادم أفضل جودة خاصة الصورة التي اعتراها بعض الضعف وعدم الثبات مستفيدين من تقييم الأداء في مقبل أعمالنا .
تواصل المهرجان في يومه التالي 05/04/2015م بندوة للدكتور وهب الباري منسعاي بعنوان “الفيدرالية أم الإيلولة في تقاسم السلطة والثروة بين التجربة البريطانية والحلم الإرتري ، فاضل فيها بين فكرة النظامين بعد إعطاء نبذة موجزة عن كل منهما ورأيه الشخصي في التدرج لتطبيق النظام الفيدرالي تاركاً الباب مفتوحا للحضور الذي أثرى محاور الندوة بشكل خلاق بما أكد حقيقة الواقع الإرتري المتنوع الذي لايقبل واقع الهيمنة المفروض من قبل النظام الطائفي ولايرضي بغير التقاسم العادل للسلطة والثروة وفق عقد إجتماعي يتم التراضي عليه بين مكونات الشعب الإرتري بما يضمن حفظ وصون حقوق ومصالح الجميع بشكل عادل .
وكانت الفقرة التالية مفاجأة المهرجان وفاكهته عندما تقدم الشاعر علوي حميد شاب في مقتبل العمر شهد حرب التحرير وشارك في حرب النظام العبثية فكان نصيبه السجن والتعذيب وفقد أبيه حسب الله ، فكانت قصيدته “أب حسب الله أيه هلا” التي هزت أركان الحضور وفطرت قلوبهم شاهداً علي جبروت النظام وطغيانه الذي انتزع الأب من وسط أسرته لمصير مجهول ، ليس لسبب سوى أنه أَمَّ ربعه في صلاة جمعة ، كما عبرت قصيدته الثانية ” قلاقل بقست ” عن وعي ونضج كبيرين بطبيعة الصراع وضرورة التصدي له لإعادة الحق لنصابه .
مع خالص الشكر والتقدير
رابطة أبناء المنخفضات الإرترية
مكتب الإعلام والتعبئة