لهذه الأسباب كرهنا حزب النور !!!

الاستاذ علي عافه إدريس

   لم نكن في يوم من الأيام طرفا في الاحداث التي تجري في  مصر  ، غير  أننا نجد أنفسنا دائما في وضع يتطلب منّا تحديد موقف من الاحدث  التي تشهدها ـ سلباً او ايجاباً ـ  وليس بالضرورة أن يكون ذلك الموقف معلنا وصريحاً فقد يقتضي الحال ضمه في الصدر ، وفي هذا السياق ربما تكون الاحداث التي اعقبت الثالث من يوليو الماضي الأكثر مغزى وتتطلب ان يوضح الرأي إزائها لجهة التصدعات التي شهدتها ، من عزل لرئيس منتخب ثم اختطافه ، وإلغاء الدستور ، وما تبع ذلك من مجازر في ميدان رابعة العدوية والنهضة فضلا عن الاعتقالات التي لم تستثن أحد ، وأحكام الاعدام بالجملة والتمادي في جرائم القتل للمتظاهرين على مدى يزيد عن عشرة أشهر متواصلة .  كل ذلك تم بتدبير من العسكر بقيادة السيسي ودعم الاحزاب العلمانية مدعية الليبرالية وحزب النور السلفي الذي لا يمت للسلوك الإنساني القويم  بصلة ناهيك عن إدعائه للاسلام ، والسلفية منه براء ، فما اقترفه هذا الحزب لم تقم به  كل القوى الأخرى مجتمعة ، فالأحزاب العلمانية أكتفت بتوفير الغطاء لعزل الرئيس وإلغاء العمل بالدستور ، أما حزب النور  فقد  وفر الغطاء الذي كان يحتاجه السيسي لقتل و اجتثاث الاسلاميين تحت مبرر محاربة الأخوان المسلمين باعتبارهم جماعة إرهابية ، إلا أن هذا الاجتثاث لم يقتصر على الاخوان المسلمين ، فقد إمتد لكل ما هو اسلامي ، بل شمل حتى  قواعد حزب النور قبل حدوث الانشقاق ، في حين ظل هذا الحزب غارقاً في  فجوره  ، واخر  الأخبار إن الحملة المركزية لـ”حزب النور” اجتمعت لدعم السيسي لرئاسة الجمهورية، ووضع خطة لفعاليات الحملة على مستوى البلاد.

     الحملة القوية من تلاطم الآراء التي رافقت تأسيس رابطة ابناء المنخفضات استدعت لذهني مناخ الآراء الذي رافق تأسيس حركة الجهاد الاسلامي الارتري عام 1988م ، رغم الاختلاف الجذري والكبير في مضمون الدعوتين وأوعيتهما ،  وحينها وبحكم وجودي في مدينة كسلا فقد واكبت تفاصيل تلك التجربة وحيثياتها ، واستطعت استيعابها رغم تواضع أمكانية الوعي السياسي لدي آنذاك ولكن حيوية تفاعلي مع مجريات الشارع في حينها ملكتني رؤية واضحة لما جرى ، فأذكر تماماً أن الشارع الارتري المسلم قد انقسم إلى ثلاثة فئات :ـــ

  1.  فئة مؤيدة و داعمة لهذه الولادة وأبدت استعدادها للمشاركة الفعلية في المعركة القادمة التي لا مناص من وقوعها .
  2. أغلبية ذهلت بالتحولات الكبيرة التي حدثت ، وكانت تلك التحولات متناقضة مع كل قناعاتها الوطنية التي اكتسبتها عبر سنين عمرها ، إلا أنها لزمت الصمت في العلن وناقشت هواجسها بصوت خافت لأنها كانت تعرف من هؤلاء الذين حملوا الراية ، وما الذي يربطهم بهم.
  3. أقلية معادية ربطت مصيرها بالآخر بمبررات فكرية ووطنية تبحث عن مبررات وحجج لاثباط الهمم وكسر العزائم معتبرة ما حدث جريمة كبرى ستؤدي بالوطن للتهلكة ، تناقش وتعادي بالصوت العالي.

. . . . .

 aliafaa@yahoo.com

ظظظظظ

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الثاني أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي متابعة : ماذا حدث لك بعد نجاح العملية …

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *