كلمة رابطة أبناء المنخفضات الارترية في حفل تأبين الشح موسى في الرياض

بسم الله الرحمن الرحيم * وبه نستعين * والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين*سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد …‏قال تعالى

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ () فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)

صدق الله العلي العظيم.

إن مآثر الشهيد المناضل الشيخ الجليل موسى محمد نور لا تعد ولا تحصى في مثل هذه السانحة القصيرة، فهو من أسرة مناضلة وهب كل أفرادها حياتهم فداءً للوطن أثناء الكفاح السلمي وحرب التحرير، كما كان صمودهم منقطع النظير بعد تحرير الأرض وإعلان الاستقلال وذلك ضد الهيمنة والاقصاء، حيث استشهد المناضل طه محمد نور في سجون النظام دفاعا عن الحرية ورفضا للإقصاء والتهميش وشاءت الأقدار أن يلقى الشهيد الشيخ الجليل موسى محمد نور نفس مصير أخيه المناضل طه ليستشهد في سجون نظام الهيمنة القومية والاقصاء الجاثم على صدر الشعب الارتري لما يقارب الثلاثة عقود، رافضا الاعتذار لقوى الهيمنة مقابل الافراج عنه، ومؤكدا جدوى وفعالية النضال المدني وتأثيره على الطغاة والتفاف الجماهير حوله في الداخل والمهجر بالإضافة الى لفت أنظار العالم إلى ما يجري في إرتريا من ظلم واضطهاد.

فقد نقل الشهيد بذلك قضية الشعب الارتري المنسية إلى مرحلة متقدمة لفتت أنظار العالم من حولنا، ولا زالت تداعيات انتفاضة الضياء في حي أخريا بأسمرا وامتداداتها في دول المهجر تتفاعل، وقد زادها استشهاد الشيخ الجليل موسى محمد نور غضباً وزخماً سيهز كيان نظام الهيمنة القومية والاقصاء.

إننا في رابطة أبناء المنخفضات الإرترية، إذ ننعي الشهيد، إنما ننعي فيه الطهر والشجاعة والصمود والثبات على الحق والمبدأ وتبني العمل المدني الفعّال الذي هز أركان النظام، وفتح الطريق أمام هذا النوع من النضال، حيث حرّك جميع المناضلين من أجل الحرية والحقوق والعدالة والديموقراطية ودولة القانون داخل الوطن وحول العالم.

إننا إذ نؤكد دعمنا لكافة القوى التي تناضل من أجل دولة القانون في ظل احترام التعدد الاثني والديني والثقافي الإرتري، ندعو لنظام لا مركزي دستوري يجد كل إرتري نفسه فيه، ونعتقد بأن المسألة الإرترية لا تحل إلا بتضافر جهود الجميع من مكونات اجتماعية وقوى سياسية ومدنية عبر التوافق على عقد اجتماعي يحقق طموحات كافة المكونات الإرترية، ومن هذا المنطلق تقدمت الرابطة بمبادرة موجهة لكافة القوى السياسية والمدنية الإرترية داعية إيّاها الى الحوار الجاد لحل الأزمة الإرترية المزمنة التي ما زالت تداعياتها المأساوية مستمرة منذ أربعينيات القرن الماضي، والتي فشلنا جميعا في إيجاد الحل المناسب لها، وإن الوضع الحالي الذي نعيشه هو أحد تجلِّيات مشروع الهيمنة القومية لمكوِّن معيّن ولن ينتهي بزوال النظام فقط، بل يتطلب التوافق على تصورات واضحة للمرحلة القادمة حتى لا تتكرر أخطاء الماضي بمسميات أو وجوه أخرى.

رحم الله شهيدنا البطل الشيخ الجليل موسى محمد نور وكافة شهداء الوطن الأبرار.

الخزي والعار للطغمة الحاكمة في أسمرا ولكل من يسيرون على نهج الهيمنة القومية والإقصاء والتهميش.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاهد أيضاً

تهنئة

بمناسبة عيد الفطر المبارك تتقدم رابطة ابناء المنخفضات الإرترية للشعب الإرتري الأبي بأصدق التهاني القلبية …

نعي إليم

   (يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق …

نعي أليم

(وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)  صدق الله العظيم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *