إيقاظ المارد من مصلحة جميع المهمشين

عند قراءتي وثيقة رابطة أبناء منخفضات إرتريا أول ما تبادر إلى ذهني هو اعتباري للمبادرة كخطوة من أجل تأطير أبناء المنخفضات لكي يتحملوا مسؤولياتهم اتجاه الوطن الذي أصبح على شفا الهاوية ومصيرهم وتضحياتهم الوطنية طوال السبع عقود على مهب الريح ، وقراءتي للوثيقة من هذه الزاوية لم يأتي من فراغ بل جاء عن قناعة بأن المفقود اليوم في الساحة السياسية الارترية هو دور الشعب الإرتري وأذكر بهذه المناسبة بأني قد كتبت مقال بهذا الخصوص في شهر فبراير من هذا العام في موقع فرجت بعنوان: (قال: أنا أبيع داري لكي أدافع عن النظام ، فماذا أنت فاعل لكي تسترد حقوقك؟).

نعم لنا ما يكفي ويزيد من التنظيمات السياسية وأعداد غفيرة من القيادات والكوادر السياسية التي فشلت في حشد الجماهير الارترية ضد الطاغية إسياس ونظامه الطائفي طوال العقدين الماضيين بالرغم من أن الشعب جاهز وعلى استعداد تام من أجل الدفاع عن حقوقها المسلوبة فقط ينتظر من يأخذ بيده وينظمه ولذلك عندما يأتي نفر من يبادر بتحمل هذه المسؤولية الوطنية الكبرى كان الأجدر من الجميع وعلى رأسهم التنظيمات السياسية أن تبارك هذا التوجه النبيل ودعمه على الأقل معنويا لكي تسهل المهمة على الإخوة الكرام الذين قاموا بهذه المبادرة التي أرهبت النظام وهي لازالت في مهدها ، نعم (إشوكت إب مبلحة تتولد) وتعني الشوكة تولد وهي سنينة ، هذه الرابطة ولدت شامخة شموخ عواتي والرعيل الأول وكذلك شموخ الإنسان الارتري الصابر الذي لم يستسلم ولم يطأطئ رأسه للظالم مهما كان موغلا في الإرهاب والإجرام وقسيا عليهم.

تقسيم الشعب الارتري إلى روابط ذكرني بتقسيم جبهة التحرير الارترية للمناطق ؛ جبهة التحرير الارترية قسمت إرتريا إلى مناطق إدارية من أجل حشد الشعب الارتري إلى صفوفها وكان هدف هذا التقسيم الإداري نبيلا وحقق مكاسب كبيرة لجبهة التحرير الارترية ولكن هذا التقسيم الإداري بعد ما حقق أهدافه المرجوة لم يكن له الخطوة التي تليها ولذلك انعكس سلبا على مسيرة جبهة التحرير عندما وظفته بعض القيادات لمصالح شخصية التي لا تخدم القضية الوطنية ؛ رابطة أبناء منخفضات إرتريا قد سبقتها في وقت مبكر الكثير من القوميات الارترية بتكوين روابطها بمسميات مختلفة ولم ننكر في حينه علي هذه القوميات القيام بذلك لأن الدفاع عن الحقوق بكل الوسائل المتاحة مشروع في كل القوانين السماوية والوضعية ومثل هذه التكوينات فرضها الواقع الذي يعيشه الشعب الارتري تحت ظل نظام جائر ومعارضة سياسية لم ترتقي إلى مستوى التحدي.

وانطلاقا مما ذكر ينبغي على القائمين على رابطة أبناء منخفضات الإرترية أن يفكروا مليا على الخطوة التي تلي لم الشمل وتحقيق الأهداف المرجوة والتي هي استرداد الحقوق المغتصبة من قبل النظام الطائفي في اسمرا ، أي بعد تحقيق الأهداف المشروعة يجب نقل الرابطة إلى مؤسسات وطنية وهذا يجب أن يتم إقراره بكل وضوح وشفافية في مؤتمر الربطة القادم مع وجود الآلية التي يتم بها النقل إلى المؤسسات الوطنية وطبعا ينبغي أن يكون هذا التوجه ديدن جميع التنظيمات السياسية والمدنية التي تقوم على أساس قومي وقبلي ومناطقي وقبل كل هذا يجب على القائمين على الرابطة دراسة الآلية التي يتم بها المحافظة على وحدة الرابطة وتماسكها والآلية التي يتم بها فض الخلافات التي تطرأ بين أعضاء الرابطة على كل المستويات.

العمل الذي قاموا به الإخوة الكرام من الشروع في استنهاض أهلهم للدفاع عن دينهم وعرضهم وأرضهم يتطابق مع منهج الأنبياء والمرسلين ، فنبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، والتي كانت رسالته عامة للناس أجمعين ، فقد أمره الله عز وجل بدعوة العشيرة والأقربين (وأنذر عشيرتك الأقربين) الشعراء 214 ؛ ونوح عليه السلام يدعو ابنه إلى ساحة الإيمان (ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ، ولا تكن مع الكافرين) هود42 ؛ ومن أنبياء بني إسرائيل موسى عليه السلام الذي سأل ربه أن يجعل له وزيرا من أهله على تبليغ الخير والذكر والشكر لله (هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا) طه 30-34 ؛ إنها سيرة الأنبياء والمرسلين التي تؤكد الدعوة للعشيرة والأقربين بالرغم من أن رسالة الأنبياء والمرسلين كانت لقومهم جميعا وعند خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانت رسالته عامة للناس أجمعين ؛ ولهذا ما قاموا به الإخوة الأفاضل ليس بأمر مستغرب أو مشين عندما يشرعون في استنهاض أهلهم من أجل استرداد عن حقوقهم المسلوبة ونصرة جميع المستضعفين في وطننا الحبيب إرتريا.

وهذا يقودني إلى حث الإخوة الذين قاموا بالمبادرة المباركة – إنشاء الله – للدعوة لإقامة (إتحاد روابط المهمشين) والتي تضم جميع أبناء إرتريا وهذا طبعا إلى جانب مهامهم الأول لم شمل أبناء المنخفضات وكذلك أذكرهم بالأخذ في عاتقهم في إحياء دور الإدارة الأهلية في إرتريا عامة وفي مناطق المنخفضات خاصة.

إبراهيم طعدا

2014/6/26

 

….

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الثاني أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي متابعة : ماذا حدث لك بعد نجاح العملية …

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *