من مواضيع مجلة الناقوس-العدد 13

شخصية العدد – الجزء الثالث

 

سبق الشهيد عواتي الجميع في تفكيره لعمل ما ضد الاستعمار الاثيوبي، حيث أشار الدكتور محمد خير عمر في كتابه إلى إفادة السيد غوتنر شرودر بأن الشيخ إدريس محمد آدم ذكر له أن عواتي زاره في أسمرا في عام 1956م عندما كان رئيسا للبرلمان وأفاده بأن الوضع يسير من سيئ لأسوأ، ولا بد من القيام بعمل ما، وأفاد الشيخ إدريس بأنه نصحه بعدم الاستعجال، مشيرا إلى أن هناك احتمال حل سلمي. إلا أن عواتي زاره مرة أخرى في مدينة أغوردات مجددا نفس الطلب في نفس العام بعد سحب البرلمان الثقة من الشيخ ادريس محمد آدم، حيث عبر له الشيخ إدريس عن مخاوفه من أن إعلان كفاح مسلح دون القيام بالإعداد اللازم من سلاح ودعم سيشكل خطراً على الثورة يمكن اثيوبيا من القضاء عليها، وسينعكس ذلك سلبا على معنويات الشعب، ونسبة للحاجة العاجلة لاعلان الكفاح المسلح قام المؤسسين لجبهة التحرير الارترية في القاهرة في يوليو 1960م، بإرسال وفد إلى ارتريا لشرح أهداف التنظيم الجديد، ووفد اخر للبلدان الصديقة، وكُلّف الرئيس إدريس محمد آدم بالاتصال بالقائد حامد ادريس عواتي لبدء الكفاح المسلح. وأيضا فكر الرعيل الأول في الجيش السوداني بإرسال وفد لمقابة عواتي، إلا أنه تم نصحهم على حسب إفادة الدكتور محمد خير في كتابه نقلا عن الاستاذ ابراهيم توتيل بأن يتصلوا بالشخصية المرموقة في منطقة بركة من الناحية الدينية والمجتمعية، وهو الشيخ محمد داؤود شيخ الامين ود سيدنا مصطفى ود حسن، ونجح الوفد في مقابلة الشيخ محمد داوؤد وشرحوا له رغبة الجبهة في اطلاق كفاح مسلح، ورحب الشيخ بالفكرة وأفاد بأنه سيدعمهم وفي مقدمة ذلك سلمهم بندقيته، وطلب منهم بأن يبيعوا النياق الخاصة به البالغ عددها حوالي الـ200 ناقة للبدء في إجراءات للتأسيس، ولعب هذا الشيخ في مرحلة لاحقة دورا بارزا في مساندة القائد حامد عواتي وحشد الشعب في منطقة بركة لدعم الثورة. وأن من رتب الاتصال بالشيخ محمد داوؤد كان الاستاذ محمود محمد صالح، وأنه كان أيضا من ربطهم في مرحلة لاحقة بحامد عواتي.
ويشير الدكتور محمد خير إلى آراء الاستاذ محمود محمد صالح حول الشيخ محمد داوؤد قائلا: أنه لم يكن شخصاً عادياً، حيث أنه كان من الناحية السياسية صاحب أفكار بعيدة المدى، وإن رغبته في النشاطات السياسية كانت واضحة حتى قبل تأسيس حركة تحرير إرتريا. وكان معروفا بتجواله الدائم في هذه المناطق بانتظام. وكان لا يخفي عن الشعب معارضته لما كانت تقوم به إثيوبيا، وكان كل ما يقوله مقبولا لما لديه من ولاء كبير من قبل الشعب في هذه المنطقة.
تم عقد اجتماع حاسم في أغوردات قبل إعلان حامد عواتي الكفاح المسلح. وتمت الدعوة للاجتماع من قبل الأستاذ محمود محمد صالح الذي أفاد بأن أعضاء حركة تحرير إرتريا السابقين في مجموعة أغوردات دعت لاجتماع لبعض الاعضاء المهمين: الشيخ محمد داوؤد، الشيخ سليمان، وحامدعواتي. حضر حامد عواتي وشيخ سليمان في الموعد المتفق عليه إلا أن الشيخ محمد داوؤد أرسل السيد خليفة أبوبكر ممثلا له في الاجتماع. وأبلغ الاستاذ محمود الاجتماع بأن الناس يعملون على جمع السلاح وإن الإرتريين في الجيش السوداني جاهزين للالتحاق بالنضال، إلا أنه أشار إلى أن الموجودين في اغوردات ليسوا عسكريين ولا يعرفون ما يعملونه بالسلاح ولا كيفية تخزينه. وتحدث بقوة شاب يدعى محمد يوسف الذي حضر الاجتماع وكان متحمسا جدا بالحوجة إلى القتال. وأفاد الاستاذ محمود بأن عواتي قام بالرد على الشاب قائلا ستكون الحاجة لك في تنظيم العمال والشعب في المدن. وقال عواتي في الاجتماع يبدو أنه جاري القيام بعمل جاد، وإذا كنتم متأكدين من أن السلاح سيصل خلال فترة قصيرة فان ذلك سيكون نقطة بداية ثورتنا، وأضاف بأن تخزين الاسلحة في الجبال غير عملي وغير منطقي والشيء الوحيد المطلوب عمله هو:
أولاً: ابلاغه عن عدد الاسلحة وأنواعها سواء كانت آلية أم عادية قبل وصولها إلى الحدود، وتُترك باقي الامور له، لأنه لديه الافراد اللازمين لعمل ذلك.
ثانياً: أشار إلى أنه سيغطي المناطق الجغرافية التي يعرفها جيدا في القاش وسيتيت وبركة حتى الساحل وعنسبا، لأنه على دراية جيده بهذه المناطق، وأنه بإمكانه ان يقود فيها بنجاح. أما بالنسبة لمناطق المرتفعات والشرق فليست لديه أي فكرة عنها. لذلك عليكم بالبحث عمن يعرف هذه المناطق ولديهم المقدرة للتنظيم والقيام بالعمل فيها.
ثالثا: إذا كان هناك من وصل من العسكريين في السودان في هذه الأيام أن يتم ارساله إليه مباشرة، واذا لم يصل أحداً منهم إرسال من يبلغهم بأن يرسلوا احداً منهم.
رابعاً: ابلغ الحضور في الاجتماع بأنه عند عودته سيجهز مجموعة من أتباعه، تتكون من أفراد قادرين على القيادة، واختيار أشخاص قادرين على حمل السلاح فور وصوله.

يتبع……..

شاهد أيضاً

من مواضيع مجلة الناقوس-العدد 13

شخصية العدد- الجزء الثاني   كان الشهيد عواتي يملك وعياً سياسياً مبكراً، ويمكن ملاحظة ذلك …

من مواضيع مجلة الناقوس-العدد 13

  شخصية العدد – الجزء الأول   يتزين صدر العدد الثالث عشر من مجلة الناقوس …

مجلة الناقوس-العدد 12- مقابلة العدد – الحلقة الثالثة

مع المناضل نور الدين محمد عبدالله في حديث من القلب عن نضالات حواضن الثورة حاوره …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *