على الدرب سائرون

بيان حول الاوضاع الراهنة في الساحة الإرترية

 

ظل نظام الهيمنة القومية الجاسم على صدر شعبنا منذ أكثر من ثلاثون عاماً مستمراً في نهجه الاقصائي وممارساته غير الإنسانية من: (قمع، واخفاء قسري، وقتل، وتهجير، وتجريف ديمغرافي)، إضافة لإمعانه في مواصلة حروبه العبثية التي أدت إلى تدمير مقومات الوطن المادية والبشرية، وزعزعة الأمن والاستقرار لدول وشعوب المنطقة.
وفي ظل ما يشهده الوطن من مأساة بشرية، نتابع عن كثب ما تشهده ساحة العمل الإرتري المعارض بمختلف توجهاته من حراك سياسي، والتي كان آخرها من حيث الترتيب إعلان حكومة في المنفى التي أطلقها السيد قبري بهدوراي بالتزامن مع حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد سبقه حراك برقيد نحمدو الذي عقد لقاءً موسعاً في أديس أبابا كأول حراك بهذا المستوى في إثيوبيا بعد تولي أبي أحمد للسلطة وتوقيعه لاتفاقية المصالحة مع نظام الهيمنة القومية في ارتريا في العام 2018 م، والتي أدت لتحالف النظامين وقادت للتدخل السافر للنظام الإرتري في الصراع الداخلي لإثيوبيا في صف الجيش الفيدرالي ضد الجبهة الشعبية لتحرير تجراي، الأمر الذي كلف ارتريا خسائر فادحة مادياً وبشرياً، وانتهى باتفاقية بريتوريا بين الحكومة الاثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تجراي ، والتي لم ترق للنظام الارتري المتعطش دائما للحروب مع دول الجوار، مرة بجانب حكومات في المنطقة ومرة مع القوى المعارضة لها.
وقد أحدث الحراكين تفاعلاً كبيراً في وسائط التواصل الاجتماعي، وتساؤلات من معظم الناشطين وبعض الكيانات السياسية بين مؤيد ومعارض.
كما نلحظ على مستوى المظلات السياسية في ساحة العمل المعارض الإرتري محاولات لتوسيع هذه الأطر، ومنها محاولة المجلس الوطني مع بعض التنظيمات من خارجه لتكوين مظلة أوسع عبر تنسيقية، إلا أن ذلك لم يتحقق. وحالياً فإن المجلس على أبواب عقد مؤتمره الثالث، ويسعى لتوسعة إطاره من خلال إشراك تنظيمات ومنظمات من خارجه لحضور المؤتمر، وهناك حراك آخر باسم الحكماء الذي يسعى لتكوين مظلة واسعة من جميع قوى المقاومة، فضلا عن مختلف الحراك الشبابي الذي يسعى لتأطير نفسه للمشاركة في العمل الوطني.
وإننا في رابطة ابناء المنخفضات الإرترية نثمن أي حراك مقاوم لنظام الهيمنة، ويسعى لإسقاطه ورفع الظلم عن كاهل الشعب الإرتري بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا معه، وذلك من منطلق انه لا يوجد من له الحق اكثر من غيره في هذا الوطن. وبالرغم من أن ابداء الرأي على أي حراك يطرح نفسه كحل للمعضلة الارترية حق مكفول لأي ارتري، لكن لا يجب أنكار حق الآخرين في التنظيم والتعبير عن ذاتهم.
وفيما يتعلق بالمشكلة الارترية فإننا في الرابطة مع التأكيد على كل الجهود الساعية لاسقاط النظام الإرتري وبمختلف الوسائل الممكنة، إلا أننا نرى أنه لا يجب اختزال المشكلة برمتها في النظام القائم، إذ أن المشكلة متجذرة وأعمق من أن ننسبها كلها للديكتاتورية القائمة حاليا لوحدها، حيث أنها رافقت كل الحقب التاريخية، ولا بد من ايجاد حل جذري للمعضلة الإرترية، وفي رأينا أن الحل يتأتى عبر الحوار بين كافة المكونات المجتمعية وقواها السياسية والمدنية للتوافق على عقد اجتماعي يؤسس لدولة المواطنة التي تسع الجميع، في ظل نظام حكم لا مركزي دستوري (فيدرالي) يضمن تحقيق العدالة في قسمة السلطة والثروة بين كافة مكونات الشعب الارتري.

المجد والخلود لشهداء الثورة الارترية

رابطة أبناء المنخفضات الإرترية
الإدارة التنفيذية

شاهد أيضاً

بيان تضامن مع الشعب السوداني

يشهد السودان الشقيق منذ الخامس عشر من إبريل 2023م قتالاً مريراً بين الإخوة والذي كانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *