مقتطفات من سير المناضلين القدامى

في ضيافتنا لهذا العدد المناضل يسن الحاج والذي كان ضمن أعضاء القيادة العامة لجبهة التحرير الارترية وأصغرهم سنا.

البطاقة الشخصية:

الإسم: يسين عثمان علي (اسم الشهرة- يسين الحاج)

من مواليد مدينة كرن 1952

التعليم الديني: خلوة شيخ ادم في عد حباب ومن ثم الجامع الكبير

التعليم النظامي: مدرسة كرن الابتدائية والمتوسسطة

العمل الوطني: التحقت بجبهة التحرير الإرترية في العام  1964م  في منطقة حشيشاي ولم يتم قبولي ضمن المتدربين من المقاتلين لصغر السن وطلب مني التوجه  إلى السودان لمواصلة الدراسة ولكن نتيجة لرفضي تم الحاقي بدفعة من المقاتلين في معسكر التدريب في 30/8/1964 وكنا قرابة 80 متدرب أكملنا ستة أشهر في معسكر التدريب. بالتزامن مع تخرجنا تم تكوين المناطق وتم توزيعي في المنطقة الثانية.

في بداية العام 1967  ابتعثت إلى دورة تدريب صف ضباط    فى الجمهورية العربية السورية. بعد إكمال الدورة عدت إلى الميدان وبدأنا الإعداد لمؤتمر أدوبحا الذي انبثقت عنه القيادة العامة والتي كنت أحد أعضائها وأصغرهم سنا. واصلنا مسيرة النضال وبدأنا التحضير للمؤتمر الوطني الاول لجبهة التحرير الإرترية في العام 1971م.

بعد المؤتمر الأول مرت الجبهة بمنعرجات عدة نتيجة للإنشقاقات والحروب الأهلية والتي كان لها الأثر الأكبر في تعطيل المشروع الوطني الذي كان مطروحا من قبل جبهة التحرير الارترية  وظهرت في تلك الآونة مجموعة نحن وأهدافنا التي استفادت وازدادت قوة نتيجة الترهل الذي اعترى الجبهة وبقية المجموعات التي انشقت عنها  إلى أن وصل الأمر  إلى دخول الجبهة إلى الأراضي السودانية  1982م كنتاج لذلك الترهل والتآكل الداخلي والحرب التي شنتها عليها الجبهة الشعبية  بالتنسيق مع جبهة تحرير التقراي والتي تعتبر صنيعة الجبهة وحليفها قبل ظهور الجبهة الشعبية كقوة  أوتنظيم له وجود مؤثر في الساحة.

ومنذ ذلك التاريخ انفردت الجبهة الشعبية بالساحة وبدأت في تنفيذ مخططاتها التي كانت بعيدة كل البعد عن  إرادة الخير للوطن بل كانت من أجل فرض هيمنة مكون بعينه وإقصاء وتهميش بقية المكونات بشتى السبل وظهر ذلك في الاستقلال الذي ساهم فيه الجميع إلا أن عقلية الهيمنة ورفض الآخر أحالته  إلى نقمة على الوطن والمواطن. ومن العوامل التي أقعدتنا وأبعدتنا عن اقتسام الكعكة مع حكام الدولة الفاشلة  أننا كنا نفكر في فترة الكفاح المسلح فقط في دحر المستعمر ولم نعمل أو نفكر فيما بعد خروج المستعمر وهذه كانت ضمن الأخطاء القاتلة التي  ساهمت فيها الجبهة.

كيفية الوصول لدولة وطنية تسع الجميع؟

إذا لم يحدث تدارك للأمر، نرى اليوم  أيضا جل اهتمام تنظيمات المعارضة رغم عدم فاعليتها منصب  على كيفية التخلص من النظام القائم على حكم البلاد إن جاز التعبير في تسميته النظام وفي رأيي هذا التفكير يجب أن نقف عنده كثيرا حتى لا نلدغ من ذات الجحر مرات.

ماذا تعني الوقوف كثيرا؟؟

ما الذى عنيتموه بقولكم الوقوف كثيرا ؟

أعني بها الوصول  إلى صيغة محددة للحكم وتقسيم السلطة والثروة بين مكونات الوطن بالتساوي  وإقرار الحقوق والحريات وهذه هي مقومات الدولة الأساسية من أجل الإستقرار ونشر السلم والأمان بين مواطنيها.

ماهي الصيغة  الأنسب من وجهة نظركم وكيف  تتأتى؟

كمثال ودون الخوض في اللغط الدائر حولها، هنالك وثيقة مطروحة من قبل رابطة أبناء المنخفضات. بجانب خصوصية الطرح الذي يعنى بنهضة مجتمع المنخفضات والسعي لاسترداد حقوقه، هنالك أفكار تصلح بأن تكون أرضية للوصول  إلى دولة تسع الجميع وذلك بتبني فكرة العقد الاجتماعي  بجلوس كل مكونات التعدد الإرتري حول مائدة واحدة والتوافق عبر الإعتراف المتبادل بالحقوق  والواجبات  والإقرار بالتعدد والتنوع وتسخيره في بناء مشروع وطني يساهم في بناء دولة العدل والسلم عبر التقاسم العادل والمنصف للسلطة والثروة.

كلمة  أخيرة.

نتمنى أن  نرى قريبا الدولة الحلم التي ضحى من أجلها كل الشرفاء الذين سقطو في مسيرة النضال التحرري وذلك بزوال النظام ورواسبه التي يعف عن ذكرها اللسان والتي  أساءت بكل ما تحمله الكلمة من معنى  إلى شهدائنا الأماجد.

المجد والخلود لشهداء الواجب.

 

عن المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *