تأملات: ثورة الشيوخ بثت الروح في الحراك الوطني-منخفضات كوم

تأملات: ثورة الشيوخ بثت الروح في الحراك الوطني

 الأستاذ حامد عمَار

علماء الاجتماع يصنفون تقدم العمر من اهم دوافع المحافظة “فسيكولوجيا”.

وينحى الكبار الى إيثار السلمية والحوار وإيثار الثبات وإن كان ولابد من التغيير فهم يختارون التغيير النسبي والبطيء والمحسوب الخطوات ويتحاشون المواجهة وينفذون أفكارهم بالوكالة من وراء جدر (تحريض) ولا ينغمسون بأيديهم بشكل مباشر. غالبا يؤثرون البرامج والأفكار القديمة التي شبوا عليها ولا يتقبلون الجديد (هذا ما وجدنا عليه آباءنا).

إن كل من أثروا تاريخنا النضالي وفجروا ثورات وحركات اجتماعيه أو سياسية كانوا أقرب إلى الشباب بدءًا بالمصلح الاجتماعي الكبير والرائد الوطني إبراهيم سلطان ومرورا بالمفكر محمد سعيد ناود وتأسيسه لأول تنظيم مدني ينادي بالاستقلال بعد الفدرالية، وختاما بالقائد عواتى الذي قادنا إلى أقوى الخيارات الثورية (الكفاح المسلح).

ليس هنا الغاء لدور الكهول والشيوخ، فلولا بصماتهم وإيماءاتهم لما نجح أولئك، ولكن الملفت تصدر الشيوخ (وهنا أقصد الكبار في العمر والهمة والخبرة) للمشهد لأسباب نريد رصدها بالتعاون معاً في قراءة اجتهادية.

أولا: إن البلاد أُفرغت تماما من الشباب الذي أصبح مقسما بين المحبوسين في سلك الخدمة الشائك الذي لا نهاية له إلا الموت أو الهرب والضياع بين الصحاري وعصاباتها وكثبانها أو المحيطات وأمواجها وحيتانها.

ثانيا: إلغاء النظام للخطوط الحمر للمقدسات وايغاله في سياسة التجريف النفسي والمعنوي بتعديه على القيم المدنية والتي تعلو قدسيتها لدى الشيوخ أكثر من غيرهم.

ثالثا: خبراتهم الطويلة في النضال مند فترة تقرير المصير والفترات اللاحقة وبالتالي لا يهابون السجن أو الموت للدفاع عن معتقداتهم وشعائرهم كما فعلوا لوطنهم.

لقد بعث الشيوخ الروح الوطنية في كل الشعب وقدموا لوحة عظيمة في الفداء والتضحية وقدموا القدوة الحسنة. لقد كانوا كبارا، وأي كبار، طلائع للحرية والتغيير والسيادة.

اللهم أنصر الشيوخ فقد نصرونا وأعادونا إلى مربع الفعل حينما جردنا من أسلحتنا النفسية (الثقة) وأسلحتنا المادية (حينما أكرهوا الشباب على الخروج القسري من الوطن)، ولكن لن يطول الغياب إذا استلهمنا روح الشيوخ التي أحيتنا من جديد وجسّدها طلاب مدرسة الضياء وسكان حي أخريا بوقوفهم خلف قائد مسيرة العمل المدني ضد الهيمنة التي قادها الشيخ الجليل موسى محمد نور في الحادي والثلاثين من أكتوبر وعلى نفس الدرب سار الشيخ محمد أبرار عنكر بطل جمعة التحدي في العاشر من نوفمبر للتتواصل انتفاضة الشعب الإرتري من كل الفئات العمرية في مشارق الأرض ومغاربها.

شاهد أيضاً

مواضيع الناقوس-العدد 11- مقابلة العدد مع المناضل/ عبدالله سعيد علاج

الجزء الأول أجرى الحوار: الصحفي محمود أفندي   تحاور مجلة الناقوس المناضل الكبير عبدالله سعيد …

شخصية العدد- المناضل المغييب محمد عثمان داير (الناقوس العدد 11)

       المناضل المغيب / محمد عثمان داير                   …

المنخفضات -تنخفض الأرض.. ترتفع الهمم (الناقوس العدد 11)

بقلم/ ياسين أمير الجغرافيا رسم الاله على صفحة الكون.. والجغرافيا ترسمنا حين نحسب أننا رسمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *