عثمان اسماعيل –
انتفاضة أخريا كسرت سياج الخوف وبعثت فينا روح الاقدام واسقطت فزاعة الطاغية وافقدته الصواب ولم يستطيع الاستفاقة منها حتى الان، وكيف له أن يستعيد توازنه ومفعول هدير الشارع كان أقوى من قدرة احتمال وتوقع نظام القهر والاستبداد الذي لم ير مثيلا له منذ اغتصابه منارة الجنوب ؟
لم يتوقع ابدا ان يرى خروج المظاهرة الحاشدة بمشاركة نساء وأطفال يطالبون بحقوقهم في قلب أسمرا الذين لم تخيفهم وترهبهم اصوات الطلقات المنهمرة من كل حدب وصوب، ما أدخل النظام في هلع شديد ؛ وما زاده ذعرا بسالتهم في تحدي الموت وهدير الرصاص .
لم الخوف؟
ألم يعلم ان من تسلح بالحق لن ترهبه المنية؟
ألم يقرأ في التاريخ ان ثورات الشعوب غيرت أعتى حكام العالم وأقواهها؟
نعم أزالت ملوك محصنة بجيوش مدججة بأحدث الأسلحة ناهيك هذا النظام المتهالك الذي ماعاد يرعب أحدا، وبنت على انقاضهم احدث الدول وأشدها احتراما وتقديسا لحقوق الإنسان.
ولقد كان سلاح هذه الشعوب صمودها وايمانها بحقها الأبدي، وخاضت مخاضا عسيرا حتى أرست مبادئ الحق والعدالة والسلام في أوطانها، ولم تنتهج الانقلابات العسكرية وسيلة لارساء مبادئها لأنها كانت تعلم تماما ان كل ما يأتي من الانظمة وسدنتها لامحالة سينقلب عليها ويزلزل عروشها لذلك ضحت بالغالي والنفيس لوضع أساس متين لمستقبل بلادها .
ونحن اليوم في المهجر يشتد زخم حراكنا يوم بعد يوم ويزداد قوة وصلابة وسيستمر حتى يلتحم بحراك فرساننا في الداخل لتطهير أرضنا من الطاغية وحاشيته وبناء دولة حديثة نباهي بها بين الأمم .
.
النصر قادم أن شاء الله لشعب الارتري المنتفض